الكروات ينتخبون رئيسهم وسط أزمة اقتصادية.. وترجيح دور ثان بعد أسبوعين

السباق منحصر بين الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته ومنافسته المحافظة

الرئيس المنتهية ولايته إيفو يوسيبوفيتش وزوجته أثناء وصولهما للإدلاء بصوتيهما في مركز اقتراع بزغرب أمس (إ.ب.أ)
TT

توجه الناخبون الكروات أمس إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم بينما بدا الرئيس المنتهية ولايته إيفو يوسيبوفيتش متقدما على المرشحين الثلاثة الآخرين، إلا أن الاستطلاعات رجحت مسبقا الانتقال إلى دورة ثانية بعد أسبوعين، يتنافس فيها يوسيبوفيتش (57 عاما) الحقوقي ومؤلف الموسيقى الكلاسيكية، مع مرشحة الفريق المحافظ كوليندا غرابار كيتاروفيتش التي كانت وزيرة للخارجية بين 2003 و2008.

وفي حين تهطل الثلوج بكثافة على العاصمة زغرب، فإن نسبة المشاركة بلغت نحو 14 في المائة بعد 4 ساعات ونصف من فتح مكاتب الاقتراع في السادسة بتوقيت غرينتش، بزيادة نقطتين عن الانتخابات الرئاسية السابقة قبل 5 سنوات. وحض رئيس الوزراء الاشتراكي الديمقراطي زوران ميلانوفيتش السكان على المشاركة بقوله: «آمل أن لا يثني الثلج الناس عن المجيء للتصويت. هذه الانتخابات مهمة جدا».

وأفاد استطلاع أخير للرأي بأن يوسيبوفيتش الذي انتخب في 2010 لولاية رئاسية أولى من 5 سنوات، يحظى بـ46.5 في المائة من المؤيدين مقابل 34.9 في المائة لمنافسته. وكان مفترضا إعلان النتائج الأولية مساء أمس.

وفي كرواتيا التي يبلغ عدد سكانها 4.2 مليون نسمة وتعد ديمقراطية برلمانية، يتمتع الرئيس بصلاحيات محدودة، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة ويدير مع الحكومة السياسة الخارجية. وقال ماريو روزانكوفيتش، وهو في الـ30 من العمر، إن الرئيس المنتهية ولايته «نزيه وذكي وقادر» على حل مشكلات البلاد، موضحا أنه سيمنح صوته. وفي بلد يستعد للاحتفال بعيد رأس السنة، وعد المرشحان الرئيسيان بالعمل على إنعاش الاقتصاد وإن كانت هذه الصلاحيات لا تندرج ضمن المهمات الرئاسية.

أما غرابار كيتاروفيتش (47 عاما) مرشحة الاتحاد الديمقراطي الكرواتي (معارضة) فقد حرصت على انتقاد خصمها لـ«فشله» في دفع الحكومة إلى إجراء إصلاحات اقتصادية. وقالت كيتاروفيتش السفيرة السابقة لبلادها لدى الولايات المتحدة قبل أن تعين في 2011 مساعدة للأمين العام لحلف شمال الأطلسي مكلفة الاتصالات العامة: «لم يشرح يوسيبوفيتش لماذا لم يلجأ إلى السلطات الرئاسية لتحريك الأمور. إنه يتحمل مع الحكومة مسؤولية الوضع» الخطير الذي تعانيه البلاد.

وتشهد كرواتيا انكماشا شبه مستمر منذ 2008 ويمثل دينها العام 80 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي. ولم يساعدها انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2013 في الخروج من الأزمة الاقتصادية، ويتوقع أن يسجل إجمالي ناتجها الداخلي تراجعا جديدا في 2014 بنحو 0.5 في المائة، بينما تقارب نسبة البطالة 20 في المائة بينما يعاني البطالة شاب من كل اثنين.

ويوسيبوفيتش المعروف بأنه سياسي رصين ينتقده معارضوه لسياسته المتساهلة التي تقوم على «محاولة البقاء على علاقات طيبة مع الجميع»، ولذلك لم يعبر في نظرهم عن رأي واضح في موضوعات مهمة، لكنه بدا أكثر حزما مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي وصولا إلى انتقاد حكومة يسار الوسط لعجزها عن إخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية. ووعد بتحسين الوضع الاقتصادي وبـ«تأمين وظيفة لكل شاب في البلاد». ورغم أنه السياسي الأكثر شعبية فإن أضرارا لحقت بصورته بسبب الفشل الاقتصادي للحكومة.

ويشكل الاقتراع الرئاسي أيضا اختبارا لتوازن القوى بين اليسار الحاكم والمحافظين (المعارضة) في ضوء الانتخابات التشريعية المرتقبة نهاية عام 2015. والأزمة الاقتصادية المستمرة منذ مدة طويلة جعلت الائتلاف الحاكم في وضع صعب يسعى المحافظون في المجموعة الديمقراطية الكرواتية إلى اغتنامه. والمرشحان الآخران للرئاسة هما ميلان كويوندزيتش (57 عاما)، وهو سياسي قومي، وإيفان فيليبور سينسيتش (24 عاما) الناشط الشاب في المجتمع المدني الذي اكتسب شعبية من معارضته طرد أشخاص من شققهم لعدم قدرتهم على تسديد ديونهم.