محافظ مأرب لـ «الشرق الأوسط» : نرفض وجود أي ميلشيات لدينا

مواطنو الحديدة يرفضون قرار المحافظ بدمج الحوثيين في الوحدات الأمنية والعسكرية

TT

كشفت مصادر سياسية يمنية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يضعون نصب أعينهم الاستيلاء على محافظتي تعز، ذات الكثافة السكانية، ومأرب النفطية والغازية، فيما أشار محافظ مأرب إلى أن مواطني المحافظة يرفضون وجود أي ميليشيات مسلحة من أي جهة كانت.

وقال سلطان العرادة، محافظ مأرب لـ«الشرق الأوسط» إنهم «في مأرب التي تمول معظم اليمن بالكهرباء، يحرصون كل الحرص على أن تبقى مأرب بعيدة عن الصراعات دون وجود أي ميلشيات من أي طرف كان، لكون مأرب تغذي اليمن بأكمله بالكهرباء والغاز والنفط».

وأضاف العرادة أن «تركيبة مأرب القبلية لا تسمح بدخول أي ميليشيات من خارج المحافظة ولا تقبل أي نوع من الميليشيات من أي نوع كان»، وأكد المحافظ العرادة أنه يوجد لديهم في مأرب وحدات عسكرية وأمنية تقوم بواجبها على أكمل وجه لحفظ الأمن والاستقرار في المحافظة، رغم وجود بعض الأحداث الطفيفة التي لا يخلو منها أي مجتمع. ونفى محافظ مأرب وجود أي معسكرات لتنظيم القاعدة في مأرب، لكنه أكد وجود بعض العناصر الموالين فقط والذين لا يشكلون أي أهمية، وأردف أن «الوحدات الأمنية والعسكرية والأمنية موجودة في مأرب لحماية المنشآت النفطية والغازية بالتعاون مع الشرفات من المواطنين».

من جهة ثانية، كشف محافظ الحديدة العميد حسن أحمد الهيج خلال اجتماعه باللجنة الأمنية بالمحافظة لمناقشة الوضع الأمني في إطار خططها خلال العام المقبل 2015 أنهم سيوزعون ممثلين من «أنصار الله» (الحوثيين) على عدد من الوحدات الأمنية والعسكرية في المحافظة، وهي الخطة التي يجري تنفيذها لدمج اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي المسلحة ضمن قوام الأمن والجيش بالمحافظة؛ الأمر الذي يرفضه بعض سكان المحافظة واصفين ترشيح المحافظ الهيج وإقالة الوجيه من قبل الحوثيين والمجلس المحلي كل هذا من أجل تمرير مطالب الحوثيين التي كان صخر الوجيه قد رفضها ويأتي الهيج ليلبي أول مطالبهم بعد تغيير مدير إدارة البحث الجنائي بالمحافظة.

وكان الاجتماع الذي عقد برئاسة المحافظ الهيج ومدير أمن المحافظة العميد محمد المقالح قد حضره أيضا ممثلو الحوثيين في المحافظة ليناقشوا مدى تفعيل دور الأجهزة الأمنية في القضاء على الجريمة ومكافحة الإرهاب والخارجين على النظام والقانون.

وقال محافظ المحافظة العميد حسن الهيج في تصريح صحافي حول مهام جماعة الحوثي في المسألة الأمنية إن «هناك لجنة مشكلة من جميع الجهات الأمنية والعسكرية لإعداد خطة متكاملة يتم فيها دمج اللجان الشعبية لجماعة أنصار الله ضمن قوام الأمن والجيش بالمحافظة بحيث يتم تدريبهم ومن ثم توزيعهم على المناطق والمراكز الأمنية، بما يخدم أمن واستقرار المحافظة بشكل قانوني». وكان حسن أحمد الهيج قد أدى اليمين الدستورية يوم الخميس الماضي أمام رئيس الجمهورية كمحافظ للحديدة بدلا عن المحافظ المعزول من قبل جماعة الحوثي صخر الوجيه.

أعلن بعض المواطنين من أبناء الحديدة رفضهم لقرار المحافظ الهيج بدمج الحوثيين وتوزيعهم على عدد من الوحدات الأمنية والعسكرية بأنه لا يمكن تقبله لأن ذلك يعني انتهاء دور الدولة وفقد هيبتها، وقال أحد المواطنين لـ«الشرق الأوسط» إن «المحافظ القيادي في حزب المؤتمر يميل بشكل كبير إلى الحوثيين وهو ينفذ ما يطلبوه منه وهذا ما رفضه المحافظ المعزول صخر الوجيه فكيف لميليشيا مسلحة أن تمسك زمام الأمن في المحافظة وهم لا يعرفون غير لغة السلاح ولا يعرفون المدنية ونحن لا نقبل ذلك، وانخراطهم في الأمن والجيش له شأن سياسي بعيد المدى وقد بدأت تظهر نياتهم من خلال سيطرتهم على مفاصل الحكم»، مؤكدا أن المحافظ حسن الهيج يلبي مطالب الحوثيين الذين يقومون بتنصيب المقربين لهم بمرافق الدولة من أجل تمرير جميع مطالبهم وأكبر دليل على ذلك هو تعيين محافظ الحديدة العميد حسن أحمد الهيج.

وتشهد بعض قرى تهامة، الدريهمي والشجيرة وقرية منظر وباجل، توافدا كبيرا لجماعة الحوثي المسلحة القادمة من خارج المحافظة تحت مبرر استعداداتها للفعاليات الخاصة بالمولد النبوي الشريف وبأنها وفود ثقافية تابعة لـ«أنصار الله» (الحوثيين) بالمحافظة وتقوم بإلقاء محاضرات ثقافية ودينية، وهو ما يخشاه المواطنون لأنها تأتي في عملية توسيع انتشارهم واستقطابهم للشباب العاطلين عن العمل وضمهم لصفوف القوات المسلحة.

إلى ذلك نجا عميد في الجيش اليمني أمس من انفجار عبوة ناسفة زرعت في قلب سيارته في عدن جنوب البلاد مما أدى إلى مقتل سائقه. وقال مصدر: إن «العميد فرج حسين العتيقي قائد اللواء 31 مدرع لم يصب بأذى نتيجة العبوة التي زرعت في سيارته».

وتابع المصدر الذي اتهم تنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجير، أن العبوة فجرت عن بعد وأدت إلى مقتل سائق العميد العتيقي وإصابة اثنين من مرافقيه بجروح في حي خور مكسر في عدن.