الداخلية تتوعد بضربات لإجهاض «المخططات الإرهابية» عقب مقتل شرطي وإصابة اثنين بالإسكندرية

توقيف 447 من جماعة الإخوان.. وجامعة الأزهر تفصل 51 طالبا لـ«إثارة الشغب»

TT

توعدت وزارة الداخلية في مصر أمس، بتوجيه ضربات متتالية لإجهاض المخططات الإرهابية في البلاد، عقب مقتل شرطي وإصابة اثنين، بعد استهدافهم من قبل مجهولين بالإسكندرية، بعد أقل من يوم على مقتل شرطيين في هجوم مسلح على بنكين بضاحية المهندسين بمحافظة الجيزة، وقال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أمس: «سوف نحبط أي هجوم إرهابي قبل وقوعه من خلال ملاحقة عناصره».

يأتي هذا في وقت تمكنت فيه الأجهزة الأمنية من ضبط 447 من عناصر وقيادات جماعة الإخوان المسلمين المتهمين في قضايا عنف وشعب، فيما قامت جامعة الأزهر بفضل 51 من طلاب الإخوان، نهائيا بتهم إثارة الشغب.

وتشهد البلاد أعمال عنف إرهابية واستهدافا لعناصر الشرطة والجيش قتل خلالها المئات منهم، منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المحسوب على جماعة الإخوان الإرهابية عن السلطة في يوليو (تموز) من العام الماضي. وتتهم السلطات المصرية جماعة الإخوان التي أعلنتها «تنظيما إرهابيا» بالوقوف وراء معظم الحوادث التي تقع، والتي كان من بينها تفجير قنبلة وضعت أعلى كوبري الجامعة من ناحية منطقة المنيل بالقاهرة أمس، بعدما قام خبراء المفرقعات بتفجيرها بعد العثور عليها.

وفي الإسكندرية، قتل شرطي أمس، وأصيب اثنان آخران من قوة مباحث قسم شرطة المنتزه ثان، عقب إطلاق النار عليهم من قبل مجهولين بالطريق الدولي، في ثاني حادثة عقب استهداف القوات المكلفة بتأمين بنكين في القاهرة أول من أمس، وسط تخوفات من عودة استهداف رجال الشرطة التي تقوم بتأمين المواقع الهامة والعامة في البلاد، حسب مراقبين؛ لكن مصادر أمنية قالت إن «الحوادث التي وقعت اليومين الماضيين لا تنذر بأي خطر.. فهي مجرد حوادث عادية تحدث كل يوم.. وليس لها علاقة باستهداف أماكن بعينها»، مضيفة أن «وزارة الداخلية تعزز من وجود أفرادها أمام المصالح العامة والحكومية بشكل طبيعي لتأمينها».

وشدد اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية خلال اجتماعه مع عدد من مساعديه وعدد من القيادات الأمنية المعنية، أمس، على أن «الضربات الأمنية الاستباقية للتنظيمات الإرهابية وإحباط مخططاتها جنبت البلاد كثيرا من الأحداث الإرهابية التي كانت تلك التنظيمات تسعى لتنفيذها»، مؤكدا «استمرار توجيه مثل تلك الضربات لإجهاض المخططات الإرهابية وإحباطها قبل وقوعها من خلال ملاحقة عناصرها وإلقاء القبض على العناصر المطلوبة قضائيا، ومنع تسلل أي من العناصر الفارة من المواجهات الأمنية الحاسمة مع قوات الأمن ورجال القوات المسلحة في سيناء إلى داخل محافظات مصر».

وأشاد وزير الداخلية بـ«النجاحات الأمنية التي تحققت خلال الفترة الراهنة»، مؤكدا أن «الحفاظ على تلك النجاحات يتطلب المراجعة الدقيقة والمستمرة وتقييم الخطط الأمنية وتطويرها والوقوف على نتائجها ومدى فاعليتها في تحقيق أهدافها، لتحقيق الأمن والاستقرار ومواجهة الجريمة».

وأضافت المصادر الأمنية أن «أجهزة الأمن ستغلق كل الطرق المؤدية للكنائس مع انتشار عناصر الشرطة السرية في الشوارع المحيطة بالكنائس، لرصد أي تحركات لعناصر تنوي القيام بأعمال تخريبية مع انتشار الكلاب البوليسية، للكشف عن المفرقعات، وإزالة ورفع كل السيارات في محيط الكنائس التي سيقام فيها قداس عيد الميلاد»، لافتة إلى أنه «سيتم نشر الأكمنة على الطرق القريبة من الكنائس لإيقاف قائدي الدراجات النارية وفحص هويتهم لرصد أي عناصر إرهابية، وإقامة بوابات إلكترونية أمام بوابات الكنائس لرصد أي شخص من غير رواد الكنيسة».

من جهة أخرى، وفي إطار ضبط عناصر جماعة الإخوان المتهمين في أحداث عنف أو شغب، واصل قطاع مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية حملاته التفتيشية الموسعة لتحقيق الانضباط وضبط الخارجين عن الشرعية والقانون في الشارع. وقال اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية للأمن العام، أمس، إن «الحملات أسفرت على مدى 12 يوما في مجال ضبط عناصر وقيادات تنظيم الإخوان عن ضبط 447 من عناصر تنظيم الإخوان بمختلف المحافظات».

‏وقرر الدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر أمس، فصل 51 طالبا وطالبة، لإثارتهم الشغب من مختلف الكليات نهائيا، وإعادة التحقيق مع طالب وطالبة. وقال عزب إن «الجامعة قررت أيضا فصل 3 طلاب من المدينة الجامعية في فرع تفهنا الأشراف بسبب مشاركتهم في أعمال الشغب والعنف».

وصعد طلاب الإخوان من مظاهراتهم في الجامعات المصرية خلال العام الحالي، ومنذ عزل مرسي، للمطالبة بعودته للحكم، والإفراج عن الطلاب المعتقلين، وسط أعمال عنف وتخريب شهدتها أغلب الجامعات، خاصة القاهرة، والأزهر، وعين شمس (شرق)، وحلوان (جنوب القاهرة)، والمنصورة والإسكندرية وأسيوط.

ويأتي فصل طلاب الإخوان، متزامنا مع إجراءات السلطات المصرية لإحكام سيطرتها على الجامعات ووقف الشغب، وجدد المجلس الأعلى للجامعات في اجتماعه أمس، بمقر مشيخة الأزهر، مواصلة جهوده لمكافحة جميع أعمال العنف في الجامعات. وكشفت مصادر جامعية مسؤولة عن أن «اجتماع أمس، أكد ضرورة تدريس القضايا التي يعاني منها الوطن مع تصحيح المفاهيم التي يعمل الإرهابيون على تشويهها لدى طلاب وطالبات الجامعات، مثل مفاهيم الخلافة والجهاد والحاكمية، وذلك حتى لا يقع الطلاب فريسة للأفكار المتطرفة والمتشددة، والتي تنذر بوقوع مزيد من أحداث العنف».