رئيس «النواب» الأردني يعلن عن مساع وطنية لتحرير الطيار المختطف لدى داعش

مراقبون: هناك احتمال مبادلة الأسير مع السجينة العراقية الريشاوي

TT

كشف رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة أمس عن جهود واتصالات سرية تقوم بها جهات أردنية رسمية من أجل إطلاق سراح الأسير الطيار معاذ الكساسبة.

وقال الطراونة لأعضاء مجلس النواب بأن هناك جهات مختصة تعمل على تحرير الطيار الكساسبة، بصمت، وسنسمع في القريب العاجل عن نتائج طيبة.

ورفض رئيس المجلس السماح للنواب بالحديث تحت قبة البرلمان حول قضية الأسير خوفا من التأثير على مجريات الاتصالات والجهود التي تبذل. وكان لافتا إلى أن الحكومة الأردنية تلتزم الصمت تجاه الحديث عن قضية الأسير الطيار، لدرجة أن وزيرا فاعلا في الحكومة، قال عندما سألته «الشرق الأوسط» حول القضية «لا يوجد لدينا كوزراء معلومات».

وأبلغ الوزير «الشرق الأوسط»، أن الجهات الأمنية الأردنية تقوم باتصالات من أجل تحرير الطيار الكساسبة.

وأشار إلى أن المعلومات شحيحة وأنه لا يمكن الحديث عنها في الوقت الحالي، لكنها قطعت شوطا كبيرا مذكرا بقضية التبادل التي أقامها الأردن مع جهات ليبية قامت بخطف السفير الأردني في ليبيا، فواز العيطان قبل عام والذي تم تحريره بعد تبادل العيطان مع سجين ليبي إسلامي كان محكوما في الأردن.

وكان والد الأسير الكساسبة طالب الحكومة بعدم إطلاق تصريحات حول القضية حتى لا تستفز «داعش» من كثرة التصريحات، وطالب بترك الأمر عند القوات المسلحة الأردنية.

يشار إلى أن الطيار معاذ الكساسبة تم أسره من قبل تنظيم داعش بعد أن سقطت طائرته العسكرية «إف 16» التي كان يقودها في منطقة الرقة.

وما زال المجتمع الأردني يتفاعل مع قضية الأسير الكساسبة من خلال إعلان التضامن مع عائلته أو زيارة العائلة في منزلها بمنطقة «عي» في محافظة الكرك (جنوب الأردن)، بوفود نيابية وشعبية وعشائرية وحزبية علاوة على حملات على وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بإطلاق سراح الأسير.

وتشير بعض التحليلات إلى أن هناك احتمال مبادلة الأسير الطيار مع السجينة العراقية ساجدة الريشاوي المحكومة في الأردن بالإعدام لمشاركتها في العملية الإرهابية بتفجير 3 فنادق في عمان عام 2005. والسجين في الأردن العراقي زياد الكربولي أحد المنتسبين لتنظيم القاعدة، وهو ما ذكره السلفي محمد الشلبي الملقب بأبو سياف بقوله: «إن داعش سيطالب بمبادلة الطيار مع الريشاوي والكربولي».

وتحت عنوان «مفاوضات مع الشيطان»، كتبت سمدار بيري، مراسلة الشؤون العربية، في مقالها بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، والمعروفة بزياراتها العديدة للأردن ولقاءاتها مع المسؤولين، تقول إن الأردن على عكس الولايات المتحدة ينوي إدارة مفاوضات مع «داعش» بغرض إبرام صفقة لإطلاق سراح الطيار معاذ الكساسبة. واعتبرت القرار الأردني يرفع سعر الطيار في المفاوضات. وتقول «إن ظروف وقوع الطيار في أسر (داعش) ليست واضحة».

وتضيف بيري «لقد بدأت في الكواليس الاتصالات لعقد صفقة تؤول إلى تحرير الشاب. لكن أحدا لا يعرف كيف يفكر (أمير) داعش، البغدادي، وكم ستتكلف الصفقة بالدولارات وتحرير الأسرى الذين يحتجزهم الأردن في سجونه. لكن الرسالة الصادرة من عمان حادة وواضحة: خلافا للأميركيين الذين قالوا إنهم لن يجروا مفاوضات مع (داعش) المتوحش، فإن الرسالة باتت تلمح إلى أن الأردن سيوافق على التخلي عن ثلاثة أسرى قتلة وملايين الدولارات، مقابل منع السكين من قطع رأس الشاب. ومن الواضح للملك أنه لا يستطيع السماح لنفسه بظهور صور تبين قطع رأس الطيار».