36 تفجيرا انتحاريا نفذته «داعش» في كوباني.. وانحسار نفوذها في عشرات القرى

مسؤول كردي: مقاتلونا بدأوا مرحلة «تنظيف المدينة»

صورة أرشيفية للمعارك التي تجري في كوباني (عين العرب) حيث يتركز تنظيم داعش وتستهدفه طائرات التحالف (إ.ب.أ)
TT

نفذ مقاتلو تنظيم داعش 36 عملية انتحارية في مدينة كوباني (عين العرب) في شمال شرقي حلب في سوريا، منذ بدء الهجوم على المدينة، وفشل معظمها نتيجة تدابير اتخذتها قوات حماية الشعب الكردي والجيش السوري الحر، في وقت بدأ نفوذ التنظيم المتشدد بالانحسار داخل المدينة، وفي عشرات القرى التي استعادت القوات الكردية السيطرة عليها في ريف كوباني.

وارتفع عدد قتلى تنظيم داعش في كوباني أمس، إلى 18 قتيلا، بعد تنفيذ قسم منهم هجمات انتحارية ضد مقاتلي وحدات الشعب الكردي في محيط مكتبة «رش» في كوباني. وأوضح المرصد السوري أن عنصرين من التنظيم فجرا نفسيهما بعربات مفخخة في محيط مكتبة رش (المدرسة المحدثة)، قبل أن يبدأ الهجوم على المقاتلين الأكراد، مشيراً إلى أن 10 عناصر من التنظيم نفذوا هجوماً على تمركزات للتنظيم في غرب مكتبة رش، حيث تمكن 7 منهم من تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة، فيما لقي الثلاثة الآخرون مصرعهم، قبل تمكنهم من تفجير الحزام الناسف الذي يرتدونه.

ويعد الهجوم الذي وقع الأحد، أعنف هجوم انتحاري ينفذه مقاتلة «داعش» في كوباني، بعد الهجوم الفاشل الذي نفذه مقاتلو التنظيم أواخر الشهر الماضي، واستهدف بثلاث عربات مفخخة، المعبر الحدودي مع تركيا من الجهة السورية، أسفر عن إصابة قائد ميداني في الجيش السوري الحر من غرفة عمليات «بركان الفرات» الذي يشارك في معارك ضد «داعش» في كوباني.

وضاعف تنظيم «داعش» في الفترة الأخيرة، التفجيرات الانتحارية التي نفذها في كوباني، على ضوء تراجع سيطرته على أحياء في المدينة. ووثق مسؤولون أكراد أعداد التفجيرات الانتحارية التي نفذها مقاتلو «داعش» منذ بدء الهجوم على المدينة في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، إذ بلغت 36 تفجيراً. وقال المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي) في أوروبا نواف خليل لـ«الشرق الأوسط»، إن معظم تلك التفجيرات «فشلت نتيجة إجراءات أمنية اتخذتها وحدات حماية الشعب الكردي، ووحدات حماية المرأة وقوات الجيش السوري الحر التي تقاتل في المدينة»، مؤكداً أن مقاتلي «داعش»، «لم يتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم، فيما يعاني التنظيم تقهقراً، على ضوء عجزه عن الصمود أمام العمليات الهجومية التي ننفذها في المدينة».

وتحولت وجهة المعركة بالنسبة لـ«داعش» من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع في كوباني، منذ تدخلت قوات البيشمركة العراقية، إلى جانب القوات الكردية وقوات الجيش السوري الحر في الميدان، بالتزامن مع الضربات الجوية التي تواصلت قوات التحالف العربي والدولي ضد الإرهاب، بتنفيذها ضد تمركزات وأهداف عسكرية تابعة لـ«داعش» في كوباني.

وأكد خليل أن هناك «تقدما يوميا في أحياء كوباني»، مقابل تراجع «داعش»، على الرغم من أنه «تقدم بطيء». وقال إن مرحلة الهجوم المضاد الذي أطلق لـ«تنظيف المدينة»، أحرز تقدماً ملموساً على الأرض، ودخل «داعش» مرحلة الانكفاء»، مشيراً إلى أن «مقاتلينا ومقاتلي الحر يواصلون تنظيف المدينة من وجود (داعش)».

وأوضح أن لجوء «داعش» إلى التفجيرات الانتحارية تضاعف نتيجة عجزه عن الاحتفاظ بمناطق تقدم فيها، مشيراً إلى أنه «لجأ أيضا إلى حفر الأنفاق وتفخيخها، لكن المقاتلين تمكنوا من اكتشاف بعضها، ويواصلون تدابيرهم لإغلاق أنفاق يحتمل أن يكون التنظيم حفرها لتسهيل تنقلاته بين الأحياء». ورأى أن تلك العمليات «تهدف إلى رفع معنويات مقاليه».

ويلجأ التنظيم إلى تفخيخ الأبنية التي يتقدم إليها داخل المدينة بالمتفجرات، وهو ما يعيق تقدم الوحدات المدافعة عن المدينة لاستعادة السيطرة على النقاط الاستراتيجية. ويقول ناشطون في المدينة إن فرق الهندسة الكردية، استغرقت وقتا طويلا بتفكيك المتفجرات التي زنّر بها «داعش» المركز الثقافي في المدينة، عند استعادة السيطرة عليه.

ولا يقتصر انحسار «داعش» على أحياء في المدينة، كما تقول مصادر كردية لـ«الشرق الأوسط»، فقد تمكن مقاتلة وحدات الحماية من استعادة السيطرة على عشرات القرى في ريف كوباني، بينها قرى كانت سيطر عليها التنظيم في السابق قبل هجومه على المدينة. وأضاف: «لم يعد موجوداً في القرى الـ360 التابعة لريف كوباني.. فالهجمات قوضت حركته، كما استنزفته معركة المدينة».