إيران تشيع ضابطها الكبير الذي قتل في سامراء.. و«داعش» يتبنى قتله

وزير الدفاع العراقي في طهران لبحث التعاون العسكري

جانب من جنازة الضابط الإيراني العميد حميد تقوي الذي قتل بسامراء في طهران أمس (أ.ب)
TT

تبنى تنظيم داعش قتل ضابط إيراني كبير في العراق، كان يؤدي مهمات استشارية لصالح الجيش والفصائل المسلحة الموالية له، بحسب ما تداولته منتديات قريبة من المتشددين.

وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن أول من أمس مقتل العميد حميد تقوي خلال مهمة استشارية لدى الجيش العراقي والمتطوعين العراقيين لقتال إرهابيي «داعش» في مدينة سامراء التي تضم مرقدا شيعيا مهما. ونشر منتدى إلكتروني يعنى بأخبار الجماعات المتشددة لا سيما منها داعش، صورة لتقوي برفقة 3 أشخاص آخرين بينهم رجلا دين شيعة. وأحيط رأس الشخص الأول من اليسار بدائرة حمراء، وقد كتب في أسفل الصورة «صورة الهالك المجوسي حميد تقوي الذي تم (تمت) تصفيته (..) قرب سامراء»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. كما نشر المنتدى صورة أخرى أصغر حجما من دون أن يحدد الطريقة التي تم بها قتل الضابط الإيراني. والصورة التي نشرتها وسائل إعلام إيرانية، تعود لجثة تقوي لدى إعادتها إلى طهران.

وأقيمت في طهران أمس مراسم تشييع رسمية لتقوي، بحضور عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال التشييع «البعض يسأل ما علاقة سامراء وحميد تقوي، وبم يعنينا ما يجري في سوريا والعراق؟ (...) الإجابة بسيطة، لو لم يكن ثمة أشخاص مثل تقوي يضحون بدمائهم في سامراء، لكان علينا أن نريق دماءنا في سيستان (بلوشستان)، وفي شيراز، وفي أصفهان». وتابع «لو لم يتدخل أشخاص مثل تقوي في سوريا والعراق ضد الإرهابيين، لسعى العدو إلى زعزعة الاستقرار في بلدنا».

وتقيم إيران علاقات متينة مع الحكومة العراقية وقام رئيس الوزراء حيدر العبادي بزيارة طهران في أكتوبر (تشرين الأول) كما وصلها أمس وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي. وقال وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان خلال استقباله العبيدي: إن «دعم الجمهورية الإسلامية في إيران للجيش والقوات المسلحة العراقية سياسة استراتيجية». ونقلت وكالة «إرنا» عنه قوله إن «إيران مستعدة لتطوير تعاونها العسكري من أجل تعزيز قدرات العراق الدفاعية».

من جهته، قال العبيدي: إن «دعم إيران للجيش العراقي ضرورة استراتيجية». وطالب بتعزيز «التعاون العسكري بين البلدين (...) لمساعدة العراق في محاربة الإرهاب والفساد والسماح بتحديث القوات العراقية».

وتضم مدينة سامراء مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري. وأدى تفجير هذا المرقد في 2006 على يد متطرفين ينتمون إلى تنظيم القاعدة، إلى اندلاع شرارة نزاع طائفي دام قرابة عامين في العراق. وتشن القوات العراقية والفصائل المسلحة الموالية لها منذ أيام، عملية عسكرية واسعة إلى الجنوب من سامراء، لا سيما في قضاء بلد وناحية الضلوعية ويثرب، حيث تمكنت من التقدم على حساب «داعش».

وأقرت طهران بإرسالها أسلحة ومستشارين عسكريين إلى العراق لمساعدة القوات الحكومية على استعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش. كما تدعم إيران الكثير من الفصائل الشيعية المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات العراقية.وسبق لوسائل الإعلام الإيرانية ومواقع التواصل الاجتماعي، أن تداولت صورا عدة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، إلى جانب مقاتلين أكراد في شمال العراق، أو مقاتلين من الفصائل الشيعية في مناطق المواجهة قرب بغداد والحدود الإيرانية العراقية، في فترات خلال الأشهر الماضية.