إجلاء ركاب العبارة اليونانية.. ومقتل 7 منهم

انتهاء عملية إنقاذ أحاطها سوء الأحوال الجوية

عمليات إنقاذ مستمرة على متن العبارة اليونانية «نورمان أتلانتيك» التي اشتعلت فيها النيران أول من أمس وارتفاع عدد القتلى في الحادث إلى 7 (أ.ب)
TT

ارتفعت حصيلة قتلى عبارة يونانية منكوبة في البحر الأدرياتيكي إلى 7 أشخاص أمس، وذلك بعد أن أعلنت إيطاليا عن إجلاء كافة ركاب السفينة، في إشارة إلى انتهاء عملية إنقاذ أعاقها سوء الأحوال الجوية.

وكانت نورمان أتلانتك تقل على متنها 478 شخصا عندما شب بها حريق أول من أمس قبالة جزيرة كورفو اليونانية، وهي متجهة لميناء أنكونا الإيطالي.

ولقي شخص واحد حتفه أمس الأحد، بعد أن قفز في البحر من العبارة المشتعلة. وأعلن أمس عن وفاة 6 أشخاص آخرين.

وقالت رانيا فيرايو، من ركاب السفينة، لإذاعة «ميغا» اليونانية الخاصة إن «العديد من الركاب تمكنوا من اعتلاء سطح السفينة وبرج القيادة».

ويراقب الشعب اليوناني بأكمله، مهيمن عليه الشعور بالتوتر والقلق المختلط بالحزن، وربما معه كثير من شعوب العالم في ظل التكنولوجيا الحديثة والبث المباشر، يراقبون أحداث اشتعال النيران في عبّارة الركاب اليونانية «نورمان أتلانتيك» ملك شركة «ANEK» للنقل البحري والملاحة، التي تعد من أكبر الشركات اليونانية في مجال النقل البحري، ليس فقط على المستوى الأوروبي، بل وربما الدولي أيضا. فالأرقام التي يتم الإعلان عنها لهؤلاء الذين يتم إنقاذهم تسير ببطء شديد، ومعها يرتفع ضغط اليونانيين الذين ينتظرون بفارغ الصبر إنقاذ أهليهم وذويهم من السفينة المحترقة، فالحدث أصبح الشغل الشاغل لوسائل الإعلام منذ أول من أمس وحتى وقت إرسال الخبر ونقل أحداث اشتعال النيران وعمليات الإنقاذ وفشل مروحيات في المشاركة في الإنقاذ وعودتها إلى قواعدها والدخان الكثيف جراء الحريق الذي يحجب الرؤية والأمطار الثلجية الغزيرة، وربما لهيب النيران الذي كان يخرج من نوافذ السفينة مهددا الركاب الذين صعدوا إلى الطابق العلوي في الخلاء وفي مناخ سيئ للغاية. ومنذ اللحظات الأولي للحادث، والتصقت أعين الناس هنا في اليونان بشاشات التلفزيون وقنواته المختلفة، ربما لمعرفة أخبار إيجابية عن الحادث، وسماع ما يسرهم والإنجاز في عمليات الإنقاذ، إلا أن ذلك لم يحدث إلا بفارغ الصبر، وزاد التوتر والقلق عند الإعلان عن وجود قتلى في السفينة، وربما بمرور الوقت يتم اكتشاف المزيد، لأن هذه السفن التي تحمل الحاويات والشاحنات، عادة من يكون هناك مهاجرون غير شرعيين يندسون فيها للخروج من اليونان إلى دول أوروبا الأخرى. وأحداث القصة بدأت عندما تحركت السفينة التي كان يستقلها 478 راكبا من ميناء إيغومينيتسا التابع لجزيرة «كورفو» اليونانية إلى ميناء أنكونا الإيطالي، وبعد الدخول في المياه الإقليمية الإيطالية بقليل اندلعت النيران في 3 أماكن مختلفة في السفينة وبالتحديد في جراحات الأطباق السفلى، ولم يتمكن طاقمها البالغ عددهم نحو 56 شخصا (منهم 34 يونانيا) من السيطرة على النيران التي امتدت بسرعة إلى بقية السفينة، وقام قبطان السفينة بإبلاغ السلطات البحرية اليونانية التي قامت بدورها بإبلاغ وزارة الملاحة الإيطالية التي أعلنت حالة الطوارئ بهدف إنقاذ الركاب.

وأجرى رئيس الوزراء اليوناني إندونيس ساماراس اتصالا هاتفيا بنظيره الإيطالي أكثر من مرة لمتابعة آخر التطورات المتعلقة بعمليات الإنقاذ، وبمرور الوقت تم الإعلان عن مقتل أحد الركاب جراء وقوعه من أنبوبة الإنقاذ، وفيما بعد تم الإعلان عن 4 قتلى آخرين كانوا محبوسين في السفينة.

وصرح وزير الدفاع الوطني اليونانية ووزير البحرية اليونانية بأن «السلطات تقدم كل ما لديها للمشاركة في عمليات الإنقاذ التي كان يترأسها الجانب الإيطالي». وذكر وزير الدفاع اليوناني، دينذياس، أن «القوات المسلحة اليونانية تقوم بنقل الناجين من الحريق على متن طائرات القوات المسلحة اليونانية». وبالفعل تم إرسال كثير من المروحيات وطائرات سوبر بوما للمشاركة في نقل وإنقاذ الركاب الذين تم نقلهم إلى أماكن مختلفة في اليونان وإيطاليا.

وأعلنت السلطات الإيطالية أنها مسؤولة تماما على تنفيذ وإنهاء عملية الإنقاذ، وأن الحكومة اليونانية تقوم بدور المتابعة الأولية، ولكن من دون تدخل في حيثيات الإنقاذ وتبعاته. وفي إطار التضامن وتقديم المساعدة الممكنة قامت سفينة سبيريت بيروس اليونانية التي كانت موجودة بالقرب من مسرح الأحداث بالاقتراب من طاقم الإنقاذ ونقل 49 شخصا بينهما 29 يونانيا إلى ميناء باري الإيطالي؛ حيث استقبلهم السفير اليوناني هناك. من جانبه، أكد الناطق باسم البحرية الإيطالية، ريكاردو ريزوتو، أن «4 مروحيات وعدة سفن تجارية موجودة في المنطقة التي أرسلت اليونان إليها فرقاطات وسفنا مزودة بمعدات لإطفاء الحرائق». وقال: «الأحوال الجوية سيئة جدا بحيث إننا نحتاج إلى دعم هائل، وهو ما نحاول تجميعه، وأن المهمة الرئيسية للسفن التجارية هي توفير حاجز لحماية العبارة المصابة». وفي بيان رسمي، أعرب الرئيس اليوناني، كارلوس بابولياس، عن أسفه لأرواح الضحايا الذين فقدوا في هذه المأساة، مواسيا الأسر المتضررة، وأعرب عن شكره للقوات المسلحة وخفر السواحل وقوات الأمن الذين شاركوا في عملية الإنقاذ للركاب، وما زالوا، من السفينة المحترقة «نورمان أتلانتيك». من جانبه، أعلن خفر السواحل الإيطالي، أنه تم إجلاء كافة ركاب سفينة نورمان أتلانتيك التي اشتعلت فيها النيران، مما أدى إلى مقتل 7 أشخاص، وقال خفر السواحل الإيطالي: «تم إجلاء كل الركاب، وبقي 9 أفراد من الطاقم على متنها لتفقد العبارة». وكانت قد عملت السلطات البحرية الإيطالية واليونانية والألبانية على مدار الساعة لإنقاذ الركاب العالقين على العبارة، وأغلبهم من اليونانيين. ووفقا للمصادر، فإن جنسيات الركاب كالآتي: 234 من اليونان، و54 تركيا، و22 إيطاليا، و22 ألبانيا، و18 ألمانيا، و10 سويسريين، 9 فرنسيين، و6 من النمسا، و8 من جورجيا، و7 بلغاريين، و5 سوريين، و3 من يوغسلافيا السابقة، و3 بلجيكيين، و3 هولنديين، وبريطانيون، وعراقيون، ومجريون، وروسيون، وأوكرانيون، وأفغانيون، وروماني، وكرواتي، وسويدي، وكندي، ومصري، ومالطي.