الطائرة الماليزية المنكوبة سلكت مسارا غير مرخص

بحث مكثف عن الصندوقين في قاع البحر بعد العثور على «قطعتين كبيرتين» من «الإيرباص»

TT

تكشفت أمس معلومات جديدة حول مسار الطائرة التابعة لشركة الطيران الماليزية «إير آسيا» التي تحطمت الأسبوع الماضي، تزامنا مع نقل فرق البحث الإندونيسية تركيزها إلى البحث عن الصندوقين الأسودين في أعمال بحر جاوة، وذلك بعد عثورهم على قطعتين كبيرتين من الطائرة.

وأعلنت وزارة النقل الإندونيسية أن الطائرة سلكت مسارا لم يكن مرخصا لها سلوكه في ذلك التوقيت. وقال المدير العام للنقل الجوي دجوكو مورجاتمودجو إن الطائرة «انتهكت ترخيص الطيران الممنوح لها والفترة الزمنية المخصصة لها، وهذه مشكلة»، موضحا أنها لم تطلب تغيير خطة رحلتها، إلا أنه لم يوضح كيف سيرت الشركة الرحلة من دون أن يكون لديها ترخيص.

في الأثناء، عثرت فرق البحث في اليوم السابع من عملياتها الواسعة على قطعتين كبيرتين من الطائرة. وقال رئيس الوكالة الوطنية للبحث والإنقاذ بامبانغ سوليستيو خلال مؤتمر صحافي في جاكرتا: «مع العثور على بقعة نفط وجزأين كبيرين من الطائرة، يمكنني أن أؤكد لكم أن هذه أجزاء من طائرة (إير آسيا) التي نبحث عنها». وطلبت السلطات من الغطاسين التوجه إلى المكان الذي عثر فيه على القطعتين ومحاولة العثور على مزيد من ضحايا تحطم الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين مدينة سورابايا الإندونيسية وسنغافورة الأحد الماضي واختفت من شاشات الرادار في أحوال جوية سيئة جدا. وبعدما أوضح أن إحدى القطعتين يبلغ طولها 9.4 متر وعرض 4.8 متر وسماكة 0.4 متر، والثانية هي بطول 7.2 متر وعرض 0.5 متر، أكد سوليسيتو أن «المهمة الرئيسة هي العثور على الضحايا ونقلهم».

وتجري عمليات البحث الواسعة من قبل هيئات إندونيسية بمساعدة دول أخرى بينها فرنسا. وجرى خلال المراحل الأولى من عمليات البحث العثور على قطع حطام وانتشال جثث 30 من ركاب طائرة الإيرباص «إيه 320 - 200» التي كانت تقل 162 شخصا وتقوم بالرحلة رقم «كيو زد 8501». وكانت الطائرة اختفت عن شاشات الرادار الأحد بُعيد إقلاعها من مدينة سورابايا الإندونيسية متوجهة إلى سنغافورة. وكانت تقل 155 إندونيسيا و3 كوريين جنوبيين وبريطانيًّا وماليزيًّا وسنغافوريًّا وفرنسيًّا هو مساعد الطيار. وقال سوليسيتو إن روسيا أرسلت عشرات الغواصين وطائرتين وآلية برمائية للمشاركة في عمليات البحث. وأضاف: «في هذه الأثناء بينما أنا أكلمكم، نحن ننزل إلى الماء غواصة يجري التحكم بها عن بعد للحصول على صورة حقيقة عن الأجزاء التي جرى رصدها في قاع البحر على عمق 30 مترا».

ووصل المحققون الفرنسيون للمشاركة في البحث، مزودين بأجهزة لرصد الصوت في الأعماق لالتقاط إشارات تسمح بالعثور على الصندوقين الأسودين، ما يعد أمرا حاسما بالنسبة لتحديد أسباب الكارثة الجوية. وإلى جانب المحققين الفرنسيين وصل محققون من سنغافورة للمشاركة في التحقيق. وقال مدير اللجنة الوطنية الإندونيسية لسلامة النقل تاتانغ كورنيادي إن 40 غواصا بينهم 20 خبيرا في أعماق البحر وصلوا من روسيا الجمعة، وكذلك وصلت طائرتان إحداهما برمائية.

ورغم أن منطقة البحث تضيق، فإن الفرق تواصل جهودها رغم الظروف المناخية الصعبة حيث توجد رياح عاتية وأمواج يبلغ ارتفاعها 3 - 4 أمتار. وكان سوء الأحوال الجوية في الأيام الأخيرة حال دون مواصلة عمليات البحث عن جثث الضحايا وأجزاء الطائرة التي تحطمت في بحر جاوة قبالة سواحل جزيرة بورنيو.