وزراء خارجية «مجموعة نورماندي» يعتزمون الاجتماع لبحث تسوية في أوكرانيا

زعيم انفصالي بارز في الدونباس: إعلان الاستقلال كان مجرد فكرة وحلم

TT

مع أولى تباشير العام الجديد، ظهرت بوادر انفراجة في الأزمة الأوكرانية بعد أكثر من عام على التوتر والحرب؛ مما خلف نحو 5 آلاف شخص. فقد استهلت موسكو جهودها بالاتفاق مع وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا حول اجتماع يعقد في غضون أيام لبحث تطورات الأزمة الأوكرانية وآفاق التسوية في إطار ما يسمى بـ«مجموعة نورماندي» التي استمدت تسميتها من أول لقاء عقد في نورماندى بشمال فرنسا في يونيو (حزيران) الماضي بين رؤساء روسيا وألمانيا وفرنسا وأوكرانيا.

وكشفت الخارجية الروسية في بيان أن «وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، سيرغي لافروف، وبافل كليمكين، وفرانك فالتر شتانمار، ولوران فابيوس، بحثوا خلال مكالمة هاتفية مشتركة الأوضاع الأوكرانية بما في ذلك سبل التسوية السلمية في جنوب شرقي أوكرانيا، وتنفيذ اتفاقيات مينسك» الخاصة بوقف إطلاق النار. وأشار البيان إلى أن الوزراء الـ4 خلصوا إلى ضرورة عقد اجتماع «مجموعة الاتصال» حول تسوية الوضع في حوض الدونباس «في أسرع وقت ممكن».

وجاء هذا الإعلان مواكبا لإعلان أحد أبرز زعماء الانفصاليين في جنوب شرقي أوكرانيا ما اعتبره خطأ تعجل الانفصال وإعلان ما يسمى بجمهورية «نوفوروسيا» التي حصلت على مباركة غير مباشرة من موسكو التي حرصت على دعمها وإمدادها بالأسلحة والمؤن الغذائية منذ إعلانها في مطلع العام الماضي. وكشف ألكسندر بوروداي ممثل جمهورية «دونيتسك الشعبية» غير المعترف بها، في تسجيل نشره على موقع «يوتيوب» أن فكرة إعلان قيام جمهورية «نوفوروسيا» في جنوب شرقي أوكرانيا كانت سابقة لأوانها. وأوضح موقفه الجديد بقوله إنه «لا وجود لجمهورية نوفوروسيا. إننا جميعا نستخدم هذا المسمى، لكنه وللحقيقة، كان إعلانا عن انطلاقة سابقة لأوانها. إن ذلك كان فكرة وحلما إذا جاز هذا القول. كان ذلك فكرة لم تجد طريقها إلى التنفيذ لأسباب موضوعية كثيرة». ومضى بوروداي ليقول إنه «من الصعب اليوم الحديث ما إذا كان من الممكن تنفيذ هذا المشروع في ظل ظروف الأزمة العالمية ومما تواجهه روسيا من ظروف عصيبة». واستعرض ما جرى خلال العام الماضي ومنه الإعلان عن قيام جمهورية شبه جزيرة القرم إلى جانب قيام جمهوريتي «دونيتسك ولوغانسك» اللتين تشغلان بعض مساحات المقاطعتين في جنوب شرقي أوكرانيا. وخلص إلى أنه ومع كل ذلك فإنه يمكن القول إن جمهوريتي «لوغانسك ودونيتسك» يمكن أن تكونا في المستقبل رأس جسر لقيام «جمهورية نوفوروسيا». وعن الحرب الأهلية في أوكرانيا، قال بوروداي بضرورة التحول إلى المباحثات السلمية، مؤكدا أن «الاقتتال يجري بين أبناء الوطن الواحد ولا بد من الحوار»، مشيرا إلى «أهمية تنفيذ اتفاقيات مينسك». وقال إن هذه الاتفاقيات «قد لا تكون مناسبة للبعض أو لا تأتي مع هوى البعض، لكن ذلك يعود إلى حقيقة أن أي اتفاق يجرى التوصل إليه دون تحقيق النصر الحاسم لآي من الأطراف المتنازعة، لا بد أن يكون غير مناسب لهذه الأطراف». واعترف بوروداي بأن «ذلك لا يعني أن تكون هذه الاتفاقيات غير حيوية أو غير مناسبة»، مشيرا إلى «حقيقة اختراق بعض الأطراف وانتهاكها لبنود هذه الاتفاقيات من آن لآخر».