مصدرو الإرهاب

TT

أود أن أعلق على مقال علي سالم «الإرهاب ليس حزمة أفكار»، المنشور بتاريخ 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، بالقول إن الإرهابي في رأيي هو مجرد أداة يستخدمها أصحاب فكر معين لنشر فكرهم بالقوة، وهم لتحقيق ذلك يقومون بتجنيد مجموعة من ضعاف النفوس ويقومون بإجراء عملية غسل مخ لهم، بحيث يصبحون إمعات طيعين ما عليهم إلا أن ينفذوا ما يؤمرون به دون جدل أو نقاش، فالإرهابيون هم طائفة لا تفكر، معدومة التفكير؛ لأنها منزوعة العقل، أما مسألة أن الفكر يرد عليه بالفكر المضاد طبقا لسلاح الأفكار، فهذا صحيح، ولكنه لا يسري إلا على أصحاب العقول الذين تتوافر لديهم حرية التفكير، أما عن نظرية ديكارت «أنا أفكر إذن أنا موجود»، فمردود عليها بسؤال، هو: ما حكم فاقد العقل والإدراك كالأبله أو المجنون؟ إنه بلا شك لا يفكر، ومع ذلك فهو موجود ووجوده لا تأتي منه إلا الكوارث. إن الإرهابيين هم في الحقيقة ضحايا من وراءهم من المفكرين والمخططين والذين يقومون بإعداد الوجبات جاهزة لهم، وما على فاقدي العقول والإدراك إلا أن ينفذوا ما يؤمرون به، إذن الرأي يرد عليه بالرأي، والحجة تقرع بالحجة. المفروض أن يجري ذلك مع المخططين والمحرضين، وليس مع المنفذين، وهم من نطلق عليهم «الإرهابيين»، في حين أن المخططين هم في الواقع مصدر هذا الإرهاب وممولوه.

فؤاد نصر - فرنسا [email protected]