سياسة النفاق

TT

فيما يخص مقال ليونيد بيرشيدسكي «نهاية ثورة الـ(فيسبوك)»، المنشور بتاريخ 2 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود الإيضاح بالقول إن الأحداث أثبتت لنا أنه لا توجد ديمقراطية حقيقية وكاملة على كوكب الأرض، وأنها مجرد ألعوبة في أيدي من «يدعون» ويتباهون بوجودها لديهم، فالآن ما يحدث لنافالني صاحب الرأي المعارض في روسيا، وقبلها في الولايات المتحدة، عندما جرى إنزال قوات الحرس الوطني لمواجهة محتجين ومتظاهرين، وأخيرا جرى إسقاط التهم عن رجال شرطة أطلقوا نيرانهم على مواطنين بلا مبرر، وضربوا رجلا حتى الموت بلا سبب، وبطرق تفوح منها رائحة العنصرية النتنة، وفي الوقت الذي كانوا يباركون فيه ما يحدث بميدان التحرير في القاهرة نرى قوات الأمن لديهم تخرج المتظاهرين من ميادين وحدائق نيويورك وتخليها منهم «بالقوة»، وقبل ذلك قتل «الجيش» البريطاني بالرصاص الحي متظاهرين ومحتجين في لندن بداعي إثارة الشغب، بينما يتباكون على «حقوق الإنسان وحرية التظاهر والتعبير عن الرأي» إذا استخدمت السلطات في بلدان أخرى الغاز المسيل للدموع لتفريق من يقذف أفرادها بالقنابل الحارقة والحجارة، بل ويطلقون النار كما حدث بالفعل، ومع ذلك كله لا يجدون غضاضة في الاستمرار بالقول: «لسنا مثلكم.. نحن متحضرون وديمقراطيون»، هل هناك صفة أخرى غير النفاق يمكن أن تليق بهم؟

عبد العزيز بن حمد - فرنسا [email protected]