ثورة دينية

TT

فيما يخص مقال مشاري الذايدي «إنها الثورة الدينية»، المنشور بتاريخ 3 يناير (كانون الثاني) الحالي، أود الإيضاح بالقول: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي محق في مطالبته علماء ومشايخ ودعاة الأزهر من إحداث «ثورة دينية» في الخطاب الديني، بحيث يتم تصحيح المفاهيم الخاطئة الراسخة في أذهان شعوب العالم عن الإسلام، واعتقادهم أن الإسلام هو الإرهاب عينه، وأن المسلمين هم عبارة عن جماعات إرهابية تمارس العنف والقتل وسفك الدماء، وهذا هو ما يدل عليه انتشار الإرهاب في جميع أنحاء العالم، إذ إن انتشار الإرهاب بهذا الشكل المزعج دليل على تفوق الأفكار الخاطئة والهدامة على الأفكار الصحيحة للإسلام، الأمر الذي يحتاج من علماء الدين على جميع المستويات أن يغيروا من الخطاب الديني، بحيث يصبح خطابا شاملا لأصول الدين الصحيحة، هذا الدين الإسلامي السمح الذي ينبذ العنف وينهى عن قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ويجب أن تُنقى الثورة ممن يعتلون منابر المساجد، فلا يُسمح إلا للدعاة المعتمدين من الأزهر الشريف بالقيام بدور الدعاة إلى الله، وأن يُمنع ما عداهم من اعتلاء المنابر، وأن يكون هناك تجديد مستمر في الخطاب الديني، لا أن يكون تكرارا لخطاب واحد لا يتغير، وأن يشمل الخطاب كل نواحي الحياة ولا يقتصر على الجنة والنار، وكما قال رسولنا الكريم (صلوات ربي وسلامه عليه): «بشروا ولا تنفروا»، وأن يكون الخطاب الديني مرتبطا بالواقع الذي نعيشه يبصر الناس بأمور دينهم على الوجه الصحيح، وأن يكون الخطاب سهلا على الفهم لعامة الناس، وألا يكون خطابا منفرا، بل يكون محببا للاستماع إليه؛ فكتاب الله (كما قال عنه سبحانه وتعالى) لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، فيجب أن يكون الدعاة على مستوى عالٍ من التدريب على تنويع الموضوعات التي يتناولها الخطاب على ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله.

فؤاد نصر - فرنسا [email protected]