حملة «أنا أحمد» تضامنا مع الضابط المسلم الذي قتله الإرهابيون

بعد تدشين هاشتاغ «أنا شارلي» على مواقع التواصل الاجتماعي

الضابط المسلم أحمد مرابط أحد ضحايا هجمات باريس (نيويورك تايمز)
TT

في مقطع تم تصويره بعدسة شخص غير محترف وانتشر على شبكة الإنترنت بعد عملية إطلاق النار على مكاتب صحيفة «شارلي إيبدو» في باريس التي حدثت الأربعاء، يمكن مشاهدة مسلحين يقتلان ضابط شرطة جريحا مسجى على الأرض. وصاحا وهما يتراجعان نحو السيارة القريبة التي هربا بها: «لقد انتقمنا للنبي محمد. لقد قتلنا (شارلي إيبدو)». كان الضابط أحمد مرابط هو ثاني ضابط شرطة يتم قتله في ذلك اليوم، حيث تم قتل ضابط آخر مكلف حماية مدير تحرير صحيفة «شارلي إيبدو». وتم قتل ضابط شرطة ثالث يوم الخميس في حادثة إطلاق نار تبدو غير ذات صلة جنوب باريس في ضربة أخرى موجهة لقوات الشرطة. مع ذلك كان مقتل الضابط مرابط الدافع وراء تدشين هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي باسم «أنا أحمد» دفاعا عن الضابط المغدور، وذلك بعد تدشين هاشتاغ «أنا شارلي». وانتشرت التكهنات بأن مرابط كان مسلما على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث مدحه المستخدمون، واصفين إياه بالبطل وفي أحيان أخرى برمز قوي في الجدل بشأن حرية التعبير والتسامح الديني.

وكتب بعض المستخدمين على موقع «تويتر» أن مرابط قتل دفاعا عن صحيفة متهمة بإهانة الدين الذي يعتنقه، في حين كتب أحد المستخدمين اقتباسا للفيلسوف الفرنسي فولتير يقول فيه: «لا أتفق مع ما عليك قوله، لكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في قوله».

ودشن معلقون آخرون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ضد تنظيم داعش بعنوان «ليس باسمي». وكتب أحد المستخدمين على موقع «تويتر» بالفرنسية: «يجب على المرء ألا ينسى أن المسلمين كانوا أول ضحايا للإرهاب».

وصرح كريستوف كريبا، متحدث باسم واحد من اتحادات الشرطة الفرنسية: «لقد تم قتله بخسة وجبن على أيدي أشخاص أخطأوا في تأويل نصهم المقدس. مع ذلك لقد كان من المهاجرين». وتم تكليف مرابط البالغ من العمر 40 عاما بالعمل في مركز الشرطة في الدائرة الحادية عشرة بباريس بحسب روكو كونتينتو، أحد المسؤولين في اتحاد شرطة آخر، كان يعرف مرابط.

وأظهرت لقطات فيديو إصابة مرابط في قدمه من قبل المهاجمين، قبل أن يتوجه أحدهما إليه ويوجه له رصاصة قاتلة في الرأس من مسافة قريبة جدا.

يذكر أن مرابط كان مكلفا القيام بدورية أمنية في الدائرة الحادية عشرة في باريس، وهي المنطقة التي تضم مقر الصحيفة الأسبوعية الساخرة، حيث سارع لمكان إطلاق النار بمجرد سماعه، ليواجه بعد ذلك المهاجمين. وأحمد (42 عاما) من أصول مغربية، ينتمي إلى شرطة باريس الجوالة، وكان من أوائل من وصلوا إلى مقر الصحيفة أثناء الاعتداء، نظرا لقرب منطقة خدمته من مقر الصحيفة في ضواحي العاصمة الفرنسية.