مقتل 7 إسرائيليين وجرح العشرات في تل أبيب والعفولة والقدس

* واشنطن تدرس فكرة إعادة زيني إلى المنطقة في محاولة لوقف العنف المتصاعد * اعتداء يهودي على مدرسة في القدس الشرقية يجرح 12 تلميذا

TT

تواصل اسرائيل اعمالها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد قتل ما لا يقل عن 7 اسرائيليين وجرح العشرات في 3 عمليات فدائية في تل ابيب والعفولة وقرب القدس المحتلة، اضافة الى اصابة اسرائيليين عند اطلاق صواريخ «قسام 2» على بلدة سديروت الاسرائيلية الجنوبية. فشنت قوات الاحتلال عمليات قصف جوي ومدفعي واقتحام لمدن ومخيمات الضفة والقطاع، ادت الى قتل فلسطيني وجرح العشرات. وتعرضت مدرسة في القدس الشرقية المحتلة الى اعتداء بالمتفجرات اسفر عن جرح ما لا يقل عن 12 تلميذا، الصقته سلطات الاحتلال بمنظمة يهودية متطرفة.

وتوعدت اسرائيل التي حملت الرئيس الفلسطيني كامل المسؤولية عن هذه العمليات بل باصدار الاوامر بتنفيذها، بالرد الذي تراه مناسبا.

وطالب نبيل ابو ردينة المتحدث الاعلامي للرئيس عرفات المجتمع الدولي بالتدخل والاسراع في ارسال مراقبين. وقال ابو ردينة ان اسرائيل «دخلت في صراعها مع الشعب الفلسطيني في حرب جديدة مدروسة ضد المدنيين بقتل عائلات باكملها كما يتعرض طلاب المدارس الى اعتداءات».

من جانبها، وعدت كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح وكتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة «حماس» وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، بمزيد من العمليات العسكرية ردا على ما سمته الاعمال الاجرامية الاسرائيلية ضد الاطفال والنساء الفلسطينيين.

وتوعدت «حماس» باستخدام سلاح جديد لا تعرفه اسرائيل في عملياتها المقبلة. وجاء هذا الوعد على لسان حسين أبو كويك الذي قتلت زوجته وأولاده الثلاثة في مخيم الامعري قرب رام الله اول من امس جراء قذيفة مدفعية اسرائيلية اصابت سيارتهم، وقال ابو كويك ان حركته «ستنتقم للمذبحة من خلال سلاح جديد لا تعرفه اسرائيل، وستكون نتائجة مؤلمة».

في غضون ذلك ذكرت مصادر اسرائيلية ان الادارة الاميركية تدرس حاليا، امكانية اعادة المبعوث الخاص الاميركي، أنتوني زيني، الى الشرق الاوسط، في محاولة جديدة لوقف اعمال العنف التي شهدت تصاعدا غير مسبوق في غضون الاسبوع الاخير، بعد ما اصبح يعرف بـ«حرب المخيمات» التي بدأها الجيش الاسرائيلي ضد مخيمي بلاطة في نابلس وجنين. وبلغت حصيلة هذه الاعمال 70 قتيلا من الطرفين ومئات الجرحى. ويفترض ان يكون وزير الخارجية الاميركي كولن باول قد بحث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، امس موضوع عودة زيني.

وحسب صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية في عددها الالكتروني امس، فان باول طلب من الرئيس الاميركي جورج بوش قبل اسبوعين، استئناف مهمة زيني في المنطقة الا ان بوش رفض الفكرة. غير ان التصعيد الاخير في اعمال العنف عزز موقف الداعين في الادارة الاميركية، الى دور اكبر لواشنطن في عملية السلام. وكان زيني قد زار المنطقة في مطلع العام الجاري وكان يفترض ان يعود اليها في منتصف شهر يناير (كانون الثاني) لكن تصاعد اعمال العنف وفشله في تضييق الهوة بين الطرفين، دفعاه الى الغاء زيارته المقررة الى اجل غير مسمى.

* العمليات الفدائية

* وبدأت اولى العمليات الفلسطينية في الساعة الثانية والربع من فجر امس تقريبا حسب التوقيت المحلي، عندما فتح الفلسطيني النار برشاشه على رواد مطعم يقع على طريق مدينة بتاح تكفا في وسط اسرائيل، احدى الطرق الرئيسية في هذه المدينة حيث العديد من المطاعم والملاهي تفتح ابوابها طيلة الليل قبل ان يقتل بدوره.

وقال شهود عيان ان الفلسطيني الذي كان يحمل بندقية «ام ـ 16» وسكينا وقنابل يدوية تمركز على جسر معاريف قبالة مقر صحيفة اسرائيلية تحمل نفس الاسم، وبدأ باطلاق النار على المطاعم عند اسفل الجسر وخصوصا مطعم «سي فود» الذي كان مكتظا بالزبائن.

وقال ايفي، صاحب المطعم الذي وصل الى المكان قبل لحظات من وقوع الحادث وشاهده من الخارج مذهولا «سمعت اطلاق النار من الجسر في اتجاه مطعمي».

وأعلنت كتائب شهداء الاقصى مسؤوليتها عن العملية التي قالت انها جاءت ردا على اعمال القتل والتدمير التي تمارسها حكومة الاحتلال ضد المخيمات وكذلك «انتقاما لاطفالنا الشهداء الابرار في رام الله وجنين ورفح». وقالت كتائب الاقصى في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه «ان كتائب شهداء الاقصى تعلن ان هذه العملية الاستشهادية النوعية جاءت ردا على ممارسات الاحتلال القذرة في مخيماتنا وانتقاما لاطفالنا الشهداء الابرار في رام الله وجنين ورفح، وتأكيدا على انه لا تنازل عن حقنا في رفع الظلم والاحتلال عنا».

واضافت انه في فجر امس «نفذ الفدائي الاستشهادي الشهيد البطل ابراهيم محمد محمود حسونة (20 عاما) ابن مخيم جباليا الصمود وابن كتيبة الشهيد رائد الكرمي عمليته الاستشهادية الجريئة البطولية في قلب الكيان الصهيوني في تل ابيب مخترقا كل حواجز الموت الصهيونية ومخترقا كل اجراءاتهم الامنية المعقدة، قادما من مخيم جباليا الصمود ليعبر عن وحدة الشعب الفلسطيني البطل ضد هذا الاجرام الشاروني المتصاعد. وبتوفيق من الله تعالى اوقع بطلنا اكثر من 5 قتلى صهاينة واكثر من 50 جريحا جراح اكثر من 5 أشخاص بالغة».

وتوعدت كتائب الاقصى جنود الاحتلال فقالت «الى جيش الاحتلال ومستوطنيه القذرين منا رسالة: اخرجوا من ارضنا فورا لأن الموت قادم لكم لا محالة ولن يفيدكم شارونكم السفاح شيئا سوى المزيد من الموت لكم والمزيد من القتل والخوف والرعب».

ووجهت «الكتائب» رسالة الى الشعب مفادها «اما انتم ايها الشعب الاسرائيلي فرسالتنا لكم: فلا امن ولا امان لكم، عندما يقوم سفاحكم شارون بقتل اطفالنا بهذا الشكل البشع. لاننا لن نسكت بعد اليوم على الاجرام المتصاعد وسنقابله بسلسلة من عملياتنا الفدائية البطولية. وامامكم فرصة واحدة وحيدة واضحة للقاصي والداني... ارحلوا، انهوا احتلالكم لارضنا فورا والا فوالله العظيم القوي الجبار لن تفيدكم كل تحصيناتكم وسنصلكم اينما كنتم. فالقتل بالقتل والتدمير بالتدمير. وكتائب شهداء الاقصى اذا قالت فعلت واذا وعدت اوفت».

ويقول الاسرائيليون ان العملية اسفرت عن مقتل 4 اشخاص واصابة اكثر من 30 حسب الرواية الاسرائيلية.

وبعد عملية تل ابيب بست ساعات تقريبا فجر فدائي فلسطيني نفسه في حافلة في المحطة المركزية في مدينة العفولة، فقتل نفسه مع اسرائيلي وجرح 18 آخر. وحسب صحيفة «يديعوت احرونوت» في عددها الالكتروني فقد وقع الحادث في باص رقم 823 الذي كان في طريقه إلى تل أبيب قادمًا من نترسيت عيليت (الناصرة العليا) وكان يقل عشرة مسافرين. ونقلت الصحيفة عن سائق الحافلة داني ناحوم، الذي اصيب بجروح طفيفة، إن الحادث كان من الممكن أن ينتهي بصورة أفظع لو انفجرت الحافلة قبل الوصول الى المحطة المركزية، لان الحافلة كانت مكتظة بالركاب ونزل منها الى جانب كلية «عيمك يزراعيل» 30 معلمة. ويعتقد السائق أن الفدائي لم يفجر نفسه في هذه المرحلة بسبب وجود مسافرين عرب في الحافلة».

واعلنت سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن العملية التي وقعت في حوالي الساعة الثامنة والنصف حسب التوقيت المحلي. وقالت السرايا في بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة عنه ان «الاستشهادي البطل عبد الكريم عيسى خليل طحاينة (21 سنة) من سيلة الحارثية في محافظة جنين، من مجموعة الشهيد القائد ايمن دراغمة فجر نفسه في حافلة صهيونية في محطة الباصات المركزية بمدينة العفولة مما اسفر عن مقتل واصابة عدد من الصهاينة».

واضاف البيان «اننا في سرايا القدس وجنبا الى جنب مع كل قوى شعبنا المجاهدة والمناضلة، نقول للمجرم السفاح شارون اننا قبلنا التحدي ولن نتراجع ولن نستسلم ولن ننكسر وسنرد الصاع صاعين على كل جريمة يقترفها العدو بحق شعبنا الفلسطيني، بإذن الله».

واعتبرت سرايا القدس هذه العملية «جزءاً من ردنا المتواصل على جرائم العدو وقتل اطفالنا ونسائنا امس (اول من امس) في رام الله وجنين وكل مدن وقرى ومخيمات فلسطين».

وفي عملية مشتركة بين كتائب الاقصى وكتائب القسام في طريق الانفاق او ما يعرف بمفترق «6060 أ» القريب من قرية الخضر في محافظة بيت لحم، فتح مسلحون فلسطينيون النار باتجاه سيارة خاصة كانت تقل مواطنة من مستوطنة تبلغ من العمر 46 عاما وإصابتها بجراح أودت بحياتها بينما اصابت زوجها الذي كان يرافقها في الفخذ.

وتنفيذا لقرار الحكومة الاسرئيلية بتصعيد الحرب على الفلسطينيين وردا على العمليات الفدائية الفلسطينية الجريئة قتلت قوات الاحتلال في بلدة دورا غرب الخليل محمد عبد الله العطاونة قائد قوات جهاز امن الرئاسة الفلسطيني وذلك اثناء توغل في حي وادي قمرة المدينة.

واصيب 12 تلميذا ومدرسا فلسطينيا في بلدة صور باهر المتاخمة للقدس المحتلة جراء انفجار عبوة ناسفة في باحة مدرسة اعدادية. واعلنت منظمة يهودية متطرفة تطلق على نفسها «انتقام الاطفال» مسؤوليتها عن زرع العبوة الناسفة. وقد وقع الحادث في الساعة 7.55 دقيقة صباحا عندما لاحظ احد المدرسين وجود جسم مشبوه في باحة المدرسة، فاستدعى خبراء المتفجرات، غير ان العبوة انفجرت قبل ابطال مفعولها.

واشتكت ادارة المدرسة وذوو التلاميذ من ان الشرطة الاسرائيلية وكذلك بلدية الاحتلال لم تستجب لنداءات المدرسة، اذ لم تصل الشرطة الا في الساعة .8.30 ووصل الى موقع الاعتداء رئيس بلدية الاحتلال في القدس الليكودي ايهود اولمرت، الا ان التلاميذ وسكان البلدة استقبلوه بحملة احتجاجات عارمة ولم يسمح له بدخول المدرسة، واحتج السكان بشكل خاص على تصريحاته التي لم يستبعد فيها ان يكون فلسطينيون وراء زرع العبوة.

وفي مدينة رام الله اسفر القصف الاسرائيلي صباح امس لمنطقة الطيرة عن اصابة فلسطينيين. وقصفت طائرات «الاباتشي» الاسرائيلية مركزا لاحدى الاجهزة الامنية الاسرائيلية في مدينة نابلس واصابته بستة صواريخ حسب قول شاهد عيان لـ«الشرق الاوسط». وفي محافظة قلقيلية أطلقت دبابة اسرائيلية قذيفة باتجاه سيارة عمومية فلسطينية، فأصابت سائقها ومسافرة.

وفي تمام الساعة 10.40 دقيقة توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي في بلدة الخضر جنوب بيت لحم. وفي قطاع غزة توغلت قوات الاحتلال قبل ظهر امس في منطقة جباليا شمال قطاع غزة. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال توغلت لمسافة كيلومتر في مناطق نفوذ السلطة. واشارت المصادر الى ان هذه الخطوة تتزامن مع قيام جيش الاحتلال بحشد عدد كبير من الدبابات وناقلات الجنود في محيط بلدة بيت حانون القريبة. ويخشى الفلسطينيون ان يكون الاحتلال يستعد لاقتحام مخيم جباليا، الذي تدعي المخابرات الاسرائيلية انه «دفيئة» لعناصر الاجنحة العسكرية لحركتي فتح وحماس.

وقصفت طائرات «الاباتشي» مقر قيادة المنطقة الجنوبية للامن الوطني الفلسطيني في خان يونس. وادى القصف الى تدمير المبنى بالكامل. واصيب العشرات من طلاب وطالبات المدارس في المدينة بجراح وحالات من الذعر والخوف اثر القصف ونقل العديد من طلاب المدارس للمستشفى لتلقي العلاج. وهز انفجار غامض مدينة غزة في الساعة 11.00 قبل ظهر امس. وعلم ان الانفجار وقع في بيت يقع في شارع عز الدين القسام المؤدي الى مخيم الشاطئ غرب المدينة. وذكرت مصادر طبية ان الانفجار اسفر عن مقتل شخص واصابة خمسة عشر آخر بجراح ، بينهم اثنان في حالة الخطر.