وفاة محمد عواد أحد مستشاري الملك الحسن الثاني

العاهل الراحل كلفه عام 1967 بتربية الأمراء والأميرات

TT

غيب الموت فجر أمس بمدينة الرباط ، الفقيه محمد عواد، أحد مستشاري العاهل الراحل الملك الحسن الثاني، وذلك عن عمر ناهز الخامسة والثمانين عاما. ولد الراحل بمدينة سلا يوم 13 يناير عام 1922، وفيها تابع تعليمه الابتدائي. ثم انتقل بعد ذلك الى الرباط المجاورة لاستكمال تحصيله بثانوية مولاي يوسف، التي تكونت فيها رموز النخبة الرباطية والسلاوية، الى جانب تلاميذ وفدوا على المؤسسة من مدن اخرى، كون المؤسسة التعليمية كانت تتوفر على اساتذة ومربين مغاربة وفرنسيين اشتهروا بإجادتهم لمهنة التدريس، التي سيمارسها عواد نفسه، بعد اكمال دراسته العليا في باريس التي حصل من جامعتها (السوربون) على إجازتين: واحدة في اللغة العربية والثانية في الحقوق. واستمر في مهنة تعليم الناشئة الى غاية عام 1945 حيث اختاره الملك الراحل محمد الخامس سكرتيرا خاصا لولي العهد آنذاك الملك الراحل الحسن الثاني. وأهله قربه من القصر الملكي في المغرب لتسند اليه مهمات ومسؤوليات بعد الاستقلال عام 1956 اشترط في الذي يتولاها عنصرا الثقة والكفاءة. وهكذا اصبح عواد اول مدير عام للديوان الملكي عام 1959، وهي سنة حرجة في تاريخ المغرب الحديث تميزت بأحداث وإشكالات وصراعات بين السياسيين الملتفين حول ثلاثة قوى محورية: حزب الاستقلال القوي جماهيريا الذي سيقع فيه لاحقا انشقاق قاده جناحه اليساري، وتولد عنه اعلان قيام الاتحاد الوطني للقوات الشعبية مطلع الستينيات. اما القوة الثانية الناشئة، فكان يمثلها حزب الحركة الشعبية الذي اسسه عبد الكريم الخطيب، والمحجوبي احرضان، كتعبير عن رفضهما لما ظلا يسميانه دائما هيمنة حزب الاستقلال واستئثاره بالمشهد السياسي في ذلك الوقت. اما القوة الثالثة، فهي القصر الملكي الذي كان يحتكم اليه المتخاصمون.

غادر عواد بلاده عام 1962 سفيرا لدى الجزائر المستقلة حديثا، حيث مكث فيها الى غاية 1965، السنة التي أطيح فيها أحمد بن بللا، أول رئيس للجمهورية، انتقل بعدها إلى تونس، وفيها ظل الى غاية 1967 .