فندق المنصور.. في كل مناسبة تفجير

أصيب 3 مرات خلال الحرب مع إيران وكذلك في «عاصفة الصحراء»

TT

لم يكن الانفجار الذي وقع في فندق المنصور أمس، هو الأول في هذا الفندق، بل انه كان قد استهدف لمرات عديدة من قبل. ويقع فندق المنصور على الضفة الغربية (جانب الكرخ) من نهر دجلة مباشرة، وشكله معماريا يبدو كأنه سفينة مقدمتها تتجه الى النهر ومؤخرتها نحو حي الصالحية.

وكان هذا الفندق الذي يضم 11 طابقا هو أول الفنادق الكبرى التي بنيت في بغداد حيث تم إنجازه في نهاية السبعينات وافتتح في بداية الثمانينات، واختير له موقع متميز في حي الصالحية على ضفاف نهر دجلة مقابل بنايتي الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح، وبسبب أسلوب عمارته الجميل أتيح لكل الغرف والأجنحة أن تطل على النهر.

ومنحت إدارته منذ البداية لشركة ميليا الاسبانية، ولهذا عرف باسم «المنصور ميليا»، وكان ذلك قبل ان يتم بناء فنادق عشتار شيراتون، وفلسطين ميرديان، والسدير نوفوتيل، والرشيد، ولهذا تحول هذا الفندق الى مركز استقطاب النشاطات الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، ومقر الوفود الرسمية، وشهد انعقاد مؤتمرات سياسية وثقافية مثل «مهرجانات المربد» الشعرية والفن التشكيلي العربي والمسرح ومؤتمرات التضامن التي كان يقيمها النظام السابق لدعم موقفه.

وبينما كانت الحرب العراقية ـ الإيرانية تشتعل في بداياتها عام 1980، كانت بعض العوائل العراقية تسهر في الطابق 11 من الفندق وبالضبط في صالة الرقص(الديسكو)، بينما عوائل اخرى تسهر في مطاعمه ومقاهيه، والغريب أن افتتاح بقية الفنادق الكبرى ببغداد لم تؤثر على سمعة هذا الفندق بين البغداديين الذين بقوا يفضلون التردد عليه وإقامة حفلات الزواج فيه. تعرض فندق المنصور للتفجير ثلاث مرات خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية وأصابته صواريخ هذه الحرب أكثر من مرة، وبعد كل تفجير كان يتم تصليح الأضرار ويستقبل زواره من جديد. ثم تعرض الفندق للقصف الصاروخي خلال حرب «عاصفة الصحراء» عام 1991 بعد ان تأكدت القوات الأميركية خلوه من الصحافيين الأجانب، لكن الضربة القاسية جاءت خلال الحرب الأخيرة (عام 2003) اذ لم يتعرض للقصف المباشر فحسب، بل لهجوم الغوغاء واللصوص الذين احرقوه بعد ان سرقوا محتوياته.

يذكر أن إحدى المحطات الفضائية عرضت في ابريل (نيسان) 2003، أي بعد احتلال القوات الأميركية لبغداد، لقطات لمجموعة من الغوغاء في شاحنة نقل صغيرة (بيك آب) وهم يحملون بعض أثاث ومحتويات الفندق، وقال أحدهم علانية «منذ أسبوع وأنا أنام في حدائق الفندق في انتظار هذا اليوم لأكون أول من يهجم ويحصل على غنائم من هذا الفندق الذي طالما حلمت بالدخول اليه».