مبارك: أشرف مروان لم يكن جاسوسا وقام بأعمال وطنية لم يحن وقت كشفها

قال إنه يحلم بعاصمة جديدة لمصر على أسس عمرانية حديثة

TT

رفض الرئيس المصري حسني مبارك ما يتردد حول كون أشرف مروان سكرتير الرئيس المصري الراحل أنور السادات، زوج كريمة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والذي شيعت جنازته أمس، جاسوسا لإسرائيل، وحسم مبارك الجدل قائلا «إنني لا أشك إطلاقا في وطنية الدكتور أشرف مروان، وكنت أعلم تفاصيل ما يقوم به لخدمة وطنه أولا بأول، ولم يكن جاسوسا على الإطلاق لأية جهة». فيما أكد أن قمة شرم الشيخ الأخيرة التي جمعته بقادة الأردن وفلسطين وإسرائيل، استهدفت الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل المشاكل القائمة من أجل دفع جهود السلام وتهيئة المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.

وأضاف مبارك ـ في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف المصرية خلال رحلة العودة الليلة قبل الماضية من أكرا بعد مشاركته في القمة الأفريقية التاسعة وبثتها وكالة الأنباء المصرية الرسمية «أ.ش.أ» أمس: «أشرف مروان كان وطنيا مخلصا لوطنه وقام بأعمال وطنية لم يحن الوقت بعد للكشف عنها .. ولكنه كان بالفعل مصريا وطنيا ولم يكن جاسوسا على الإطلاق لآية جهة». واعتبر الرئيس المصري أن ما نشر عن إبلاغ أشرف مروان إسرائيل بموعد حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، لا أساس له من الصحة، وقال «لم يكن هناك أحد يعلم ساعة الصفر لاندلاع حرب أكتوبر المجيدة سوى الرئيس الراحل أنور السادات ووزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة».

وأضاف مبارك أنه كقائد للقوات الجوية أثناء حرب أكتوبر سلم إلى كبار القادة في القوات الجوية مساء يوم 5 أكتوبر مظروفا يحتوي على كافة التعليمات المطلوب تنفيذها في اليوم التالي للقيام بالضربة الجوية في الموعد المحدد وطلب منهم عدم فتح هذه المظاريف إلا في صباح اليوم التالي «السادس من أكتوبر» وبالفعل انطلقت الطائرات المقاتلة المصرية من مطارات مختلفة في أنحاء الجمهورية إلى قلب سيناء ظهر السادس من أكتوبر وقصفت مراكز قيادة العدو وفتحت الطريق أمام النصر في هذا اليوم المجيد. وأضاف مبارك معلقا «إن عنصر المفاجأة في حرب أكتوبر كان أحد العناصر الهامة لتحقيق النصر وأن إسرائيل اعترفت بأنها تعرضت لخدعة كبرى ولم تتمكن من معرفة ساعة الصفر بالضبط مما ساعد على نجاح القوات المصرية في تحقيق النصر». وتوفي مروان يوم الأربعاء الماضي في العاصمة البريطانية «لندن» إثر سقوط غامض من شرفة منزله، وشيع جثمانه أول من أمس الأحد ملفوفا بالعلم المصري في جنازة مهيبة تقدمها كبار المسؤولين المصريين، وجمال مبارك نجل الرئيس المصري.

من جهة أخرى، أوضح الرئيس المصري أن قمة شرم الشيخ الأخيرة التي شارك فيها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، استهدفت الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين لحل المشاكل القائمة من أجل دفع جهود السلام وتهيئة المناخ المناسب لاستئناف المفاوضات. وطالب حركتي فتح وحماس بالاتفاق فيما بينهما على الخطوات القادمة لحل المشكلة الحالية على الساحة الفلسطينية. وحول مشاركته في افتتاح القمة الأفريقية في أكرا، قال مبارك «أن الفرصة كانت سانحة لإجراء لقاءات ومشاورات مع عدد من قادة الدول الأفريقية على هامش القمة من أجل مستقبل القارة الأفريقية وإيجاد الحلول السلمية للعديد من النزاعات التي تشهدها القارة». وفيما يتعلق باكتشاف سيارات مفخخة في بريطانيا والمخاوف من وقوع عمليات إرهابية، أعرب «مبارك» عن أمله في أن تتمكن السلطات البريطانية من إحباط المحاولات الإرهابية التي تتعرض لها، وقال «بريطانيا كانت قد منحت حق اللجوء السياسي في الماضي لبعض العناصر التي يمكن أن تشكل خطرا على الأمن فيها».

وعلى الصعيد المحلي، أعرب الرئيس مبارك عن رضائه لأداء الحكومة المصرية الحالية وما حققته حتى الآن من برنامجه الانتخابي، وقال «إن المشكلة التي تواجهنا حاليا هي الانفجار السكاني حيث تصل معدلات الزيادة السكانية إلى حوالي مليون نسمة سنويا». وأضاف «أحلم بعاصمة جديدة على أسس عمرانية حديثة ومتطورة تتناسب مع مكانة مصر خاصة بعد الازدحام الشديد الذي تشهده شوارع القاهرة حاليا وتأثر المرافق بسبب الزيادة السكانية». وكان جمال مبارك نجل الرئيس المصري قد شارك مع العديد من المسؤولين المصريين في جنازة مروان الذي شيع الاحد، وهو ما اعتبر رسالة واضحة على ان الدولة المصرية على اعلى مستوى لا تعتبر ان مروان كان جاسوسا لحساب اسرائيل، كما حضر التشييع شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي.

يذكر ان صحيفة «العربي» الناطقة بلسان الحزب الناصري نقلت الاحد عن منى جمال عبد الناصر ارملة اشرف مروان وابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر انها «غاضبة» وتتساءل لماذا يلتزم المسؤولون في الدولة الصمت ولا يتحدثون لتبرئة مروان من الاتهام بالتجسس لصالح اسرائيل. واطلق القاضي بول ايه. نابمان من محكمة وستمنستر (وسط لندن) هذا التحقيق القضائي اثناء جلسة قصيرة تم ارجاؤها الى 15 اغسطس (اب).

وكان قد تم العثور الاربعاء الماضي على جثة مروان اسفل البناية التي كان يقيم فيها في حي بيكاديللي بوسط لندن.

وذكرت وسائل اعلام مصرية واسرائيلية ان مروان ربما كان عميلا مزدوجا لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) اثناء حرب اكتوبر 1973.

وهذه الاتهامات وردت في تقرير لوزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنغر حول هذه الحرب، كما وردت في كتاب اصدره رئيس الاستخبارات الاسرائيلية خلال الحرب ايلي زريعي.

وبحسب الصحافة الاسرائيلية، قد يكون عرض خدماته على اسرائيل اعتبارا من 1969 عبر التوجه الى السفارة الاسرائيلية في لندن، وقد تكون السفارة رفضت عرضه في بادئ الامر ثم جنده الموساد لاحقا.

وقالت صحيفة يديعوت احرونوت غداة وفاة مروان ان ايلي زريعي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي اثناء حرب اكتوبر (تشرين الاول) 1973 وكبار قادة الموساد والشاباك (الامن الداخلي) في ذلك الوقت «يعتبرون ان اشرف مروان سبب اخفاقا تاما وكبيرا لمؤسسة الموساد، وانه صاحب الجريمة الكاملة، لكن هناك منتقدين لهذا التوجه قالوا لا يوجد اساس لهذه النظرية».

وكتبت معاريف «العار للدولة، ايا تكن الاسباب وراء موت اشرف مروان فان بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية في اسرائيل»، معتبرة «ان الموساد وقع ضحية لعميل مزدوج جعل من هذه المؤسسة اضحوكة».