أوليات غابت عن الحسابات

كتاب سعودي يتناول سيرة الشيخ الحميدي بن عبد العزيز الرديعان

TT

كتاب «الشيخ الحميدي بن عبد العزيز الرديعان أول إمام وخطيب للمسجد النبوي في عهد الملك عبد العزيز» لمؤلفه الشيخ حسان بن ابراهيم الرديعان واحد من كتب التراجم التي وثقت لسيرة عَلم مهم نظراً لأوليته الريادية وخصوصية المنصب الذي تبوأه، حيث كان أول إمام وخطيب للمسجد النبوي في عهد الملك عبد العزيز.

وثق المؤلف نسب ونشأة الشيخ الحميدي (ت 1368هـ) واسرته من المصادر الأصيلة، كما تحدث عن رحيل أسرة الرديعان في القرن الثالث عشر الهجري من حائل الى العراق وتأسيسهم قرى الكمية وتربة وحويجة قرب هيت التابعة للرمادي مركز محافظة الأنبار، وأشار الى أن الشيخ الحميدي التقى ابناء عمه من العراق في الحرم النبوي ودوَّن بخط يده جميع اسمائهم موضحاً الحي منهم والمتوفى في وثيقة لدى عم المؤلف أثبت نسخة ضوئية منها في كتابه، كما أشار الى أن الدكتور ماهر الفحل الاستاذ بجامعة الأنبار أفاده أن بيوت البورديعان معروفة ومشهورة هناك وذكر بعض أعيانهم.

ثم تحدث المؤلف عن طلب الشيخ الحميدي للعلم ورحلته للقصيم ومشائخه والجهات التي تولى القضاء فيها، وعن أعماله الرسمية وجهوده العلمية والثقافية والاجتماعية غير الرسمية. ثم عقد المؤلف فصلا خاصا عن امامة الشيخ الحميدي للحرم النبوي مستشهدا بالوثائق الرسمية وما كتبه الدكتور العثيمين عن تاريخ المملكة العربية السعودية، والشيخ عطية سالم عن أئمة الحرم النبوي في كتابه «الرسائل المدنية ـ صلاة التراويح أكثر من ألف عام في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم»، الذي ذكر ان الملك عبد العزيز وحَّد الصلاة على امام واحد بعد أن كان كل أهل مذهب من المذاهب الأربعة يصلون خلف امام لهم وكان أول امام وحدت الصلاة خلفه هو الشيخ الحميدي. ثم تحدث المؤلف عن الدعوة والخطابة في حياة الشيخ الحميدي، وتلامذته، ومكتبته، ومراسلاته، ومرضه ووفاته، وذكره في كتب التراجم والأوليات في حياته.

ومما اضفى على الكتاب هيبة علمية أن المؤلف أورد عددا من الوثائق المهمة، ومنها عدة أوامر صرف من الملك عبد العزيز للشيخ الحميدي الرديعان تمثل مكافأته السنوية ومناصبه الرسمية، وعدة وثائق تمثل نماذج من أقضيته عندما تولى القضاء، وعدة وثائق تمثل نماذج من مراسلاته مع العلماء والأمراء وأعيان المجتمع، وعدة وثائق تمثل بعض قيود استعارة بعض الكتب، وعدداً من الصور القديمة للحرم النبوي.