«الجمالون الأفغان» في معرض بأستراليا

يضم صورا فوتوغرافية ووثائق تكشف تأثيرهم ومساهمتهم في حملات الاستكشاف في القارة

TT

افتتح في المكتبة العامة الاسترالية معرض عن الجمالين المسلمين الذين قدموا الى استراليا في القرن التاسع عشر. والمعروف تاريخيا ان حوالي 2000 جمال و15 الف جمل قدموا من أفغانستان وباكستان الى استراليا في منتصف القرن التاسع عشر، ورغم ان هؤلاء الجمالين قدموا من عدة بلدان مسلمة الا انهم عرفوا عموما بـ«الجمالين الافغان».

وفي بيان حول المعرض قال المسؤولون عن المعرض الحالي إن مشاركة الجمالين المسلمين أغفلت بشكل كبير ولم تنل الاهتمام الذي تستحقه وهو ما يعتبر السبب الاساسي راء إقامة معرض «رواد الداخل: جمالو استراليا المسلمون». وقال راعي المعرض فيليب جونز لوكالة الانباء الفرنسية إن الجمالين ساهموا في أبرز حملات استكشاف الاراضي الاسترالية البكر بدءا من حملة بيرك آند ويلس عام 1860 مضيفا «لقد ساهموا بشكل بارز في التطور الحضاري والاقتصادي لاستراليا».

ولم يرد ذكر الجمالين ومساهماتهم بشكل كبير في الوثائق التي كتبت في تلك الفترة، كما يؤكد جونز «في فترة الاكتشافات البطولية تلك لم ينل الجمالون المسلمون ما يستحقون من الثناء فيما يتناسب واسهاماتهم، رغم أن المذكرات التي كتبت خلال تلك الرحلات تؤكد ان ما أنجزه هؤلاء الرجال يضعهم في مصاف المستكشفين».

وقد ساهم المسلمون في استراليا في كشف أسرار الصحراء ومد خطوط اتصال بين المدن الداخلية والسياحية وبين المستعمرات والمناجم.

وبعد ظهور السيارات قل استخدام الجمال واضطر الكثير من الافغان الى الرحيل الى بلادهم وإن كان البعض الاخر قد فضل البقاء في استراليا حيث تزوجوا وأقاموا المساجد والمجتمعات العمرانية التي أطلق عليها «غان تاونز». «المسلمون الذين قدموا الى هنا في تلك الفترة قدموا حياتهم وجهدهم لهذا البلد» يقول جونز، و«المعرض سيمكن الجمهور من معرفة العلاقات التاريخية بين استراليا والامم الآسيوية».

المعرض الذي يستمر حتى 17 فبراير (شباط) يضم العديد من الصور النادرة والسروج والمتاع بالاضافة الى بعض الوثائق النادرة.

وكانت بدايات وصول الجمالين المسلمين سنة 1256هـ/ 1840م، إذ استقدم الإنجليز مجموعة من الأفغان مع جمالهم لاستكشاف وسط القارة، وقد عرف عدد الأفغان سنة 1260 هـ/ 1844م، إذ قدروا بقرابة ستين شخصاً، وقد أخذت أعداد المسلمين الأفغان تتزايد تدريجياً، حتى وصل تعدادهم سنة 1299 هـ /1881م إلى ما يقارب 6000 ستة آلاف شخص. وقد اتخذ المسلمون الأفغان مدينة (أديلايد) في جنوب القارة مركز تجمع لهم، وأسسوا هناك أقدم المساجد الإسلامية المعروفة حتى الآن، وذلك في سنة 1314هـ / 1889م، ويأتي بعده مسجد بيرث الذي أسس سنة 1328هـ/1910م. وقد شارك هؤلاء الأفغان في مد السكك الحديدية داخل أستراليا، ولا يزال الخط الذي يربط بين أديلايد في الجنوب وأليس سبرنج يسمى (غان) نسبة إلى الأفغان الذين أسهموا في بنائه. كما أسهم هؤلاء في مد خطوط التلغراف بين اديلايد وداروين.

ومن أشهر هؤلاء كان الحاج ملا ميربان من مدينة قندهار الذي نزل بميناء بورت داروين وكان بمثابة الرئيس الفعلي للطائفة يفصل بين المتشاحنين ويتوسط بينهم وبين الاوروبيين. وبالتدريج أصبح ميربان هو الرائد الديني للمسلمين في جنوب استراليا وخاصة بعد إنشاء مسجد أديلايد عام 1888.