السعودية: وقفة لـ«تكريم» روّاد المسرح

«الثقافة والإعلام» تفرض واقع العناية بالمسرح السعودي الجديد

محمد العلي ومحمد العثيم وعلي ابراهيم وبكر الشدي
TT

يقف المسرحيون والفنانون السعوديون، وعدد من رواد الحركة الفنية والثقافية في البلاد، بعد غدٍ الأحد على عتبة تحول جديد في مسيرة واقعهم المسرحي والفني الجديد، بتقدير رسمي حكومي وتكريم على مستوى عال، بتمثيل إياد مدني وزير الثقافة والإعلام الذي سيقوم بتكريم عدد كبير من المسرحيين والفنانين السعوديين، كتاباً ومخرجين ومؤلفين وممثلين.

ويكرّم المهرجان السعودي السنوي الرابع الذي ينطلق في العاصمة السعودية الرياض، ولمدة 13 يوماً، 15 فناناً كان لهم دور في إثراء الحركة المسرحية في السعودية، بعد ركود عمّ الساحة المسرحية توقف خلاله المهرجان لحوالي عقد مضى. وتجاوز التكريم الذي يعدّ الأكبر من نوعه عدداً كبيراً من داعمي المسرح والفنّ والموسيقى في الوقت الحاضر على اختلاف تخصصاتهم وأدوارهم على الساحة المسرحية، ليشمل 4 من المكرمين رحلوا خلال السنوات الماضية تاركين إرثاً مسرحياً وثقافياً تميزت به السعودية لعقود، وأبقوا بصماتٍ على المسرح كانت تشكّل مرحلة البدايات، في إشارة ضمنية جديدة تطلقها «الثقافة والإعلام» للتقدير والاحترام لواقع المسرح الجديد باعتباره الوسيلة الأكثر شعبية في الاتصال مع الجمهور وقضاياه والتواصل معه بشتى الطرق.

وسيتصدر المكرمين، الذين يصل عددهم 15 فرداً من رواد الحركة المسرحية في السعودية، أربعة راحلين أسسوا لمسرح سعودي قوي طيلة العقود الماضية، وفي مقدمتهم عميد الدراما السعودية الراحل محمد العلي الذي قضى إثر نوبة قلبية مفاجئة عام 2001، بعد أن حفل سجله بأعمال مسرحية تحسب للمسرح السعودي في البدايات، ومنها مسرحية «تحت الكراسي»، و«طبيب بالمشعاب» وهي أول مسرحية جماهيرية من إنتاج التلفزيون السعودي، إضافة إلى مسرحيات أخرى من أبرزها «عويس التاسع عشر»، «المستعصم»، و«ديك البحر»، فضلاً عن الكم الهائل الذي تركه من المسلسلات والسهرات وبرامج الأطفال والبرامج التربوية التعليمية.

كما سيكرّم المهرجان الفنان الراحل الدكتور بكر الشدّي، الذي أحدث رحيله فراغاً كبيراً في المسرح السعودي والساحة الفنية العربية عموماً، إذ كان من الرواد والمتخصصين أكاديمياً ومهنياً، إضافة إلى أن سجله الطويل يحفل بسلسلة من الأعمال اللافتة التلفزيونية والمسرحية، ومن أبرزها مسرحية «قطار الحظ» و«الكرمانية» و«أبو تمام»، «صفعة في المرآة»، «للسعوديين فقط»، وكان آخر عمل تلفزيوني قام به «العولمة» وهو مسلسل خليجي، إذ توفي بعد عرض المسلسل بسنوات قليلة إثر مرض لم يمهله طويلاً.

وتضمّ قائمة المكرمين مؤلفَين ومخرجَين مسرحيين رحلا تاركين خلفهما إرثاً إخراجياً وتأليفياً كبيراً، وهما عبد الرحمن المريخي، وأحمد عيد ابو ربعية، إذ عملا منذ الثمانينيات الميلادية على تحريك المسرح السعودي وبث روح الحياة فيه من خلال الكتابة والتأليف والإخراج، ويحسب لهما تميز المسرح السعودي في مسابقات عربية ودولية من خلال المسرحيات التي تشارك بها بلادهما في المحافل والمهرجانات، وكان من أبرز ما قدماه مسرحية «نصر البواكير»، «ابن آدم قادم»، «حكاية ما جرى»، «صورة مع التحية»، «كتكت وكتكوت»، و«غلابة في الغابة».

وسيشمل التكريم نقاداً وكتاباً ومؤلفين موسيقيين ومسرحيين ساهموا في نهضة المسرح، وفي مقدمتهم محمد العثيم وهو أحد أركان التأليف المسرحي السعودي، حيث خاض كافة أشكال الكتابة والتأليف للمسرح وفرض اسمه على نطاق محلي وعربي ومثلت مسرحياته في دول عربية، وكذلك الممثل السعودي علي ابراهيم وهو أحد الشخصيات الموجودة بقوة على التلفزيون والمسرح والإذاعة منذ أكثر من ربع قرن وهو، إضافة إلى عمله الفني، يعد أحد أبرز الفنانين التشكيليين في السعودية.

ويكرّم وزير الثقافة والإعلام خلال المهرجان، الذي سيخصص يومه الأول للافتتاح والتكريم وعرض مسرحية واحدة وفيلم، كلا من الممثل والمؤلف الموسيقي والمسرحي عبد الرحمن أحمد الحمد مؤسس جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وصالح عبد الرحمن البوحنية الذي ترأس الوفود السعودية لسنوات ماضية في المهرجانات المسرحية العربية والدولية، وفهد رده الحارثي صاحب كتاب «المسرح السعودي: اللوحة والإطار»، وأحمد محمد الأحمري صاحب جائزة أفضل مخرج في المهرجان الأردني الثالث عشر، والمخرج عبد العزيز السماعيل، والسينوغراف عبد العزيز عسيري، والكاتب محمد فهد الهويمل، والمخرج سمعان توفيق العاني، والدكتور عبد الله حسن آل عبد المحسن.