«نشوة البوح» عرض مسرحي مغربي جديد لعبد الحق الزروالي

TT

عرض الفنان المسرحي المغربي عبد الحق الزروالي، أخيرا بمسرح محمد الخامس بالرباط، آخر أعماله «نشوة البوح»، التي تدخل ضمن خانة المسرح الفردي، الذي يعد الزروالي من رواده في المغرب.

ويشرف على إخراج العمل الجديد عبد الكبير الشداتي، فيما تولى السينوغرافيا محمد الشريفي، وقام بإعداد ألحان أغاني العرض الفنان عبد العزيز الطاهري، وأشرف على انجاز وإعداد الديكور محمد الدغمي.

يقول الزروالي عن عمله الجديد «ربما تكون «نشوة البوح» شبيهة بديوان ينتمي لما بعد النشر، وربما تكون حفرا بالكلمات في عمق الذاكرة والقلب لا أقل ولا أكثر». ويضيف الزروالي «كما فضحت نفسي حين قلت في مقدمة هذا النص أن عندي استعدادا للزهو أن أرى رأسي يتدلى كعنقود فاسد كلما ضاقت دائرة حبل مشنقة الشعر حوله».

ويعترف الزروالي بأن إلحاحا داخليا هو من أرغمه على التفكير في تخليص هذه الخواطر «الشعرية» من سياقها وقفصها الورقي في زمن لم تعد فيه للقراءة تلك الأهمية السابقة بغية إعادة تمثلها في قالب مسرحي.

وعن بطل «نشوة البوح» يقول الزروالي «إن بطلها كائن خرافي حائر في أمره نرجسي إلى حد أنه يعتقد أن الطبيعة قد جمعت فيه ما فرقته في غيره. انه الشاعر والعازف والمغني والرسام والنحات والمفتي والسياسي والمرشد الحكيم، علته أنه اكتوى بلهيب الحياة ومفارقاتها العجيبة بين ما هو عليه وما يحلم به».

وأضاف الزروالي في سياق تحليله لشخصية بطل «نشوة البوح» «أن هذا الأخير وجد نفسه من حيث لا يدري أو لا يريد ذلك مكرها على أن يعوض بالإبداع والبوح ما عجز عنه بالعشق، وبالعشق أن يعوض ما عجز عنه بالإبداع، ليكتشف أخيرا أنهما معا العشق والإبداع وجهان لعملة واحدة».

واعتبر الزروالي «انه لا يستحق منهما معا أكثر من تلك الرعشة التي سماها نشوة البوح ويا لها من نشوة».

من جانبه، يقول عبد الكبير الشداتي، مخرج «نشوة البوح»: «يجب وضع هيكل عام شبيه بالتصاميم الهندسية للتحكم في الإيقاع العام للعرض، وتمثله وكأنه جاهز ولو يشكل نسبي». وأضاف «لا نريد أن نخضع النص بشكل قسري لتصور إخراجي جاهز، ولا نريد كذلك أن نمنح النص سلطة التحكم والحد من اختصاصات المخرج والسينغراف والممثل باعتبارهم مجرد وسائط للتبليغ مضمون النص أو استعراض قيمته الأدبية».

ومن جهته، يرى محمد الشريفي، الذي تولى السينوغرافيا، أن نص «نشوة البوح» يحيل على مجموعة من الأمكنة والأزمنة، والأحداث المتتالية من خلال رحلة بحث بطل المسرحية عبر مجموعة من المحطات التي تؤرخ لمسار تجربته مع الإبداع والعشق. ويضيف أن نص «نشوة البوح» كتب بطريقة غير مألوفة، حيث أنه يحاول أن يتمرد على نمط الكتابة السائدة، وهذا ما يجعل مهمة السينوغراف سهلة وصعبة في آن واحد.