القطان لـ«الشرق الأوسط»: المندوب السوري تجاوز حدود اللياقة مع جميع الحاضرين وليس مع السعودية فحسب

الأحمد: قدمت وجهة نظر المعارضة.. كما قدم آخرون وجهة نظر الأغلبية * مصدر مصري: المندوب السوري أثار الاستياء وتهديده ذهب بعيدا

TT

أكد السفير أحمد القطان، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية «أن انزعاج المندوب السوري، السفير يوسف الأحمد، في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، الأحد الماضي، وخروجه عن طوره جعلاه يتجاوز حدود اللياقة الدبلوماسية مع جميع الحاضرين وليس مع المملكة فحسب»، موضحا أن الأحمد وقف وحيداً ومختلفاً مع ممثلي كل الدول العربية.

وأوضح القطان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» حول حقيقة السجال بين السعودية وسورية في الجلسة المغلقة للاجتماع الوزاري بالقاهرة قبل 4 أيام «أن التفاوت والتباين في وجهات النظر أمر طبيعي عند مناقشة أي موضوع داخل أروقة الجامعة العربية بهدف الوصول إلى رؤية مشتركة للحلول المطلوبة التي من المفترض أن تقوم على حسن النوايا». وأضاف أنه «في وقت اتفقت فيه رؤية جميع الحاضرين على خطورة الوضع في لبنان وضرورة إنهاء كافة المظاهر المسلحة والعودة إلى طاولة الحوار وأهمية الحفاظ على الشرعية باعتبارها رمزاً للسيادة اللبنانية وتعزيز سلطة الجيش لتمكينه من الحفاظ على الأمن، وقف المندوب السوري يغرد وحيداً، ويقلل من حجم الأزمة ويطالب بالتنديد بالحكومة وتأييد الاقتتال والانتشار المسلح في العاصمة اللبنانية (بيروت) وبقية المدن، مدعيا عبثا أن الاقتتال في الجبل هو بين الدروز أنفسهم ويبرئ حزب الله من أي مسؤولية وملقيا اللوم كله على الحكومة».

وأضاف «أن الأمر لم يقف عند هذا الحد بل، حتى عندما قرر الوزراء العرب وقف مداولاتهم لتوجيه نداء عاجل للبنانيين لوقف التصعيد الخطير الذي جرى في منطقة الجبل وطرابلس وغيرها من المدن اللبنانية وحصار مقرات بعض القيادات اللبنانية، حاول المندوب السوري بكل أمانة وإخلاص تعطيل القرار إلى الحد الذي حاول فيه إقناع الاجتماع بأن هذا التصعيد لا وجود له إلا في مخيلتهم، نافيا صحة التقارير السياسية والإعلامية، بل التشكيك في الصور التلفزيونية الحية التي كانت تعرض على الهواء مباشرة، مما حدا بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للتدخل بقراءة التقارير التي تلقاها من أكثر من مصدر والتي تشير جميعها الى التصعيد وخطورة الوضع، وصدر القرار بالإجماع عدا سورية».

وذكر القطان «أن مجلس الجامعة كان حريصاً على استذكار المبادئ الأخلاقية والسياسية الدولية الرافضة لمبدأ استخدام العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية، وهو المبدأ الذى نصت عليه جميع المواثيق الدولية والعربية»، وأفاد بأن«ما يثير الدهشة الرفض القاطع للمندوب السوري لهذا المبدأ الذي طلب حذفه من القرار تحت ذريعة أنه اتهام واضح لحزب الله رغم أن قرار المجلس في صيغته الأولية أو النهائية لم يتعرض من قريب أو بعيد لأي طرف من الأطراف بالاسم، بل عندما رغب المجلس إدانة حرق الممتلكات والمؤسسات الرسمية المدنية، رفض المندوب السوري بذريعة أنها تتهم أيضا حزب الله بحرق المؤسسات الإعلامية التابعة لحزب الموالاة مع أن هذا المبدأ ينطبق على جميع الأطراف المتنازعة بدون استثناء». ومن ناحيته، أكد السفير الأحمد أنه كرئيس لوفد سورية في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب يوم الأحد الماضي في القاهرة تبنى موقف المعارضة اللبنانية. وأضاف الأحمد قائلاً في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: في كل الأحوال لقد بدأ الاجتماع من خلال بعض الذين تحدثوا منحازين لوجهة نظر الحكومة اللبنانية، كما أنني رأيت أن الأمير سعود الفيصل قدم مداخلة من طرف واحد، وهي المداخلة التي أوقعت الناس في صورة غير صحيحة، بالنسبة لما يحدث في لبنان، لأنه من المفروض طرح ما يحدث في لبنان من قبل كل الأطراف (الموالاة والمعارضة)». ورداً على سؤال حول ما نسب إليه من تجاوز اللياقة الدبلوماسية في حواره مع الوزراء العرب، نفى الأحمد ذلك، كما نفى تهديده للجنة الوزارية التي كلفها الاجتماع التعاطي مع الأزمة، قائلاً «إن ما نسب إليه (الأحمد)، من أنه قال: إن طائرة اللجنة لن تستطيع أن تحط في مطار بيروت، غير صحيح»، موضحاً أنه خاطب الوزراء قائلاً «إذا أردتم زيارة لبنان لا بد أن تأخذوا بوجهة النظر الأخرى، وطالبت بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف».

إلا أن مصدرا دبلوماسيا مصريا شارك في الاجتماع نفي رواية الأحمد وقال «إن الأسلوب الذي تحدث به المندوب السوري في اجتماع وزراء الخارجية أثار استياء عاما من كافة الوزراء الموجودين، خاصة أنه تحدث بلهجة «أنتم» كـ«مجلس»، وكأن دولته غير معنية بالمسعى والقرارات. وحول تعليقه على تهديد المندوب السوري للوزراء بقوله «إن طائرة وفد الجامعة يمكن ألا تهبط في مطار بيروت»، أوضح المصدر المصري أن التهديد «جاء في سياق عام ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال «إذا لم تتخذوا قرارات معينة لن تذهبوا أصلاً». وأشار إلى «أن الأمير سعود الفيصل استخدم أسلوباً مهذباً في الرد على المندوب السوري، واحتفظ بهدوئه طوال الوقت، وعمد إلى عدم الدخول في سجال معه، لكن مندوب سورية كان يقاطع حديث الأمير سعود ويرد بطريقة غير لائقة، خاصة عندما لمح الفيصل إلى الاتصالات السورية الإسرائيلية، وقال ـ أي مندوب سورية ـ لا تهددني ونحن لا نًُهدد ولدينا لسان ونستطيع الرد».