اغتيال شيخ عشيرة «البيجات» التي ينتمي لها صدام

اختلاف الروايات حول أسباب اغتياله.. ومحافظ صلاح الدين لـ«الشرق الاوسط»: أسباب عائلية وعشائرية وراء الحادث

صورة التقطت للندا قبل يومين أثناء لقائه بعدد من شيوخ العشائر في تكريت («الشرق الأوسط»)
TT

أكد مصدر أمني عراقي في مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، مقتل علي الندا شيخ عشيرة البوناصر التي كان ينتمي اليها الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين، على مبعدة كيلومتر واحد من مبنى المحافظة صباح امس.

وقد اختلفت الروايات حول طريقة مقتله، ففيما اكد حمد القيسي محافظ صلاح الدين لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في تكريت امس أن عبوة ناسفة لصقت في سيارته وادى انفجارها الى تناثر اشلاء جثة الندا وسائقه، فان شهود عيان افادوا بأن سيارة الندا توقفت وهي في طريقها من العوجة (11 كيلومترا جنوب تكريت) قبل مبنى المحافظة بكيلومتر واحد، حيث كان هناك رتل اميركي يمر وأرغم السيارات على التوقف، في هذه الاثناء، وحسب شهود العيان الذين تحدثوا لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من تكريت امس، توجه شخص يقال انه كان يحمل حزاما ناسفا وفجر نفسه عندما وصل الى سيارة الندا الذي كان يهدف الوصول الى مبنى المحافظة.

في الوقت ذاته اختلفت، ايضا، اسباب مقتل الندا، الذي عرف عنه بأنه قام بمساندة شيوخ عشائر المحافظة، وهو احد اعضاء مجلس شيوخ المحافظة، من اجل استتباب الأمن والحفاظ على الممتلكات العامة، وكان يدعو باستمرار الى نسيان الماضي والتشجيع على إجراء المصالحة الوطنية. ولم يتسلم مسؤوليات أو وظائف حكومية خلال الفترة الماضية. والندا هو الذي تسلم جثة صدام من السلطات العراقية في بغداد بعد تنفيذ الحكم بإعدامه في ديسمبر (كانون الاول) عام 2006. وكان جثمان صدام حسين قد نقل على متن طائرة اميركية الى مدينة تكريت ومسقط رأسه العوجة وتسلمه وفد من زعماء عشيرة البوناصر على رأسهم شيخ العشيرة علي الندا، وقد اعربت العشيرة عن رغبتها في وقت سابق في دفنه بالعوجة قرب قبري ولديه عدي وقصي اللذين قتلتهما القوات الأميركية في 2003.

ولم يسجل للندا أي نشاط سياسي سواء في عهد صدام او بعد رحيله. وكان الشيخ محمود الندا شقيق علي الندا قد قتل هو الآخر قبل عامين عندما أطلق مسلحون النار عليه في مدينة تكريت. وفي الذكرى السنوية الاولى لاعدام صدام دعا الندا العراقيين الى نسيان الماضي والعمل على تحقيق مصالحة وطنية.

ووجه محافظ صلاح الدين أصابع الاتهام الى أيمن سبعاوي، نجل الاخ غير الشقيق لصدام حسين، سبعاوي الحسن، بأنه «رتب لعملية الاغتيال هذه بسبب خلافات عائلية»، إلا ان مقربا من عشيرة الندا، نفى لـ«الشرق الاوسط» ذلك، وقال عبر الهاتف من تكريت امس «لم نسمع عن هكذا خلاف كما ان ايمن سبعاوي غير موجود في تكريت ويصعب عليه الاقتراب منها كونه مطلوبا للقوات العراقية والاميركية التي تحاصر العوجة، فكيف وصل واستطاع تنفيذ مثل هذه العملية الدقيقة».

إلى ذلك قال العقيد جاسم جبارة مدير الامن الوطني في المحافظة لـ«الشرق الاوسط» امس، ان اطلاق نار قد تكرر على منزل الندا في مرات سابقة، وهذه الخلافات عائلية بين افراد عائلة المقربين من الرئيس السابق».

وأضاف جبارة قائلا «من المؤكد لنا الآن أن عبوة ناسفة كانت قد لصقت بسيارة الندا، وبعض التقارير تشير الى ان العبوة كانت قد وضعت منذ ليلة امس (اول من امس) وفجرت في تكريت، حيث كان رتلا للقوات الاميركية يمر من هناك»، من غير ان يشير الى تضرر القوات الاميركية بسبب الانفجار. ومن المفترض أن يكون جثمان الندا قد شيع أمس بمشاركة مجلس شيوخ عشائر تكريت ومسؤولين في المحافظة والأجهزة الأمنية.