حصلت «الشرق الأوسط» على المخطط الجديد لأمانة جدة الذي تعتزم إنشاؤه خلال الفترة المقبلة، ويعد نقلة نوعية في الشكل الحالي للكورنيش الذي سيقسم إلى 17 منطقة متنوعة من حيث الخدمات والتزيين ووسائل الترفيه.
وكشف المهندس إبراهيم كتبخانة وكيل الأمين للتعمير والمشاريع، في حديث لـ «الشرق الأوسط»، أن المشروع الذي سينفذ على مدى ثلاث سنوات سيقسم الكورنيش إلى مناطق لممارسة الرياضات البحرية، ومناطق للتنزه، ومناطق لحدائق مائية، وأخرى للمراسي ومناطق للسباحة وصيد الأسماك.
وبين المهندس كتبخانة أن هذه المرحلة من المشروع تقع بين ميدان النورس شمالا ومبنى خفر السواحل جنوباً، مضيفاً «تم أيضا إعداد دراسة متكاملة للكورنيش الأوسط الشمالي تشمل المخطط العام والرسومات التنفيذية وجداول الكميات وكراسة المواصفات وأصبح المشروع جاهزاً للطرح والتنفيذ».
وأفاد أن مشروع الكورنيش الأوسط يتكون من موقعين أحدهما الكورنيش الأوسط الشمالي ويقع بين السور الجنوبي لقصر السلام شمالا ومبنى خفر السواحل جنوبا، والجزء الثاني يقع في المنطقة المحصورة بين نادي الفروسية شمالا وحتى ارض حرس الحدود جنوبا.
وشرح وكيل أمين أمانة جدة، في حديثه لـ «الشرق الأوسط»، أنه بالنسبة للكورنيش الشمالي انتهت الدراسة إلى تكوين 17 موقعا متكاملا بحيث يصبح كل موقع جزئية متكاملة من الخدمات والمرافق مما يقلل الحاجة إلى استخدام المركبات.
وتضم المواقع الـ17 المزمع تنفيذها على كورنيش جدة، المنطقة الأولى وهي المدخل الشمالي للكورنيش الشمالي والمركز التجاري بالكورنيش، والمنطقة الثانية المركز الرياضي والشاطئ الرملي، والمنطقة الثالثة منتزه الألعاب المائية والشاطئ الرملي، والمنطقة الرابعة منتزه الألعاب الترفيهية. أما المنطقة الخامسة مركز الكورنيش للسباحة ومركز تدريب الغوص، والمنطقة السادسة منتزه عام ومنطقة تسوق حول المسجد، والسابعة منطقة «المارينا» والتسوق، والثامنة مركز الاحتفالات المفتوحة والشاطئ الرملي، والمنطقة التاسعة شاطئ السباحة والترفيه الأسري، والعاشرة منطقة السقالة البحرية.
ويقام منتزه عام في المنطقة الحادية عشرة، إضافة إلى مركز الشباب الترفيهي وسقالة الصيد. والمنطقة 12 ستتمثل في منطقة المطعم المائي والمنتزه المائي، والمنطقة 13 كمنطقة شاطئ رملي، والمنطقة 14 للسقالة والمطاعم المفتوحة، والمنطقة 15 منتزه عام ومجموعة من المطاعم ووسائل الترفيه والنقل كـ «التلفريك» والملاعب، والمنطقة 16 سيتم تصميم ساحة جدة التي ستعرف بمسمى «عين جدة» تحاكي ساحة «لندن أي» والتي تعلو بالمرتادين في الفضاء لرؤية البحر ومدينة جدة من السماء، ومنطقة مدخل شارع الأمير فيصل بن فهد، وأخيرا المنطقة 17 كشاطئ رملي ومجموعة من المطاعم ومناطق التسوق والمراكب، إضافة إلى منطقة ترفيه تتخللها مجموعة من المطاعم والملاعب.
وتتضمن مشروعات الكورنيش الأوسط منتزها عاما وشاطئا رمليا وحديقة مسجد العناني، والمتحف المفتوح وساحة للاحتفالات وساحة النافورة ومنطقة تسوق ومطاعم. ولفت وكيل الأمين للتعمير والمشاريع إلى أن مشروع الكورنيش الأوسط يتكون من طريق مشاة رئيسي على طول الكورنيش بعرض 8 أمتار، وشاطئ رملي طوله كيلو ونصف الكيلومتر، والعديد من الملاعب للأطفال والملاعب الرياضية والمطاعم والمقاهي ومراكز التسوق. وكذلك أكشاك للمبيعات المتنوعة ومناطق للسباحة والملاهي، كما تم إعادة تصميم الساحات المحيطة بالمجسمات وزيادتها، إضافة إلى توفير مواقف للسيارات على طول طريق الكورنيش وأخرى داخلية. ويقوم المشروع على مساحة 9.6 كيلو متر مربع وبطول 12 كيلومترا، ويمتد من مسجد فاطمة حتى خفر السواحل. وكشفت لـ «الشرق الأوسط» مصادر رسمية عن بعض تفاصيل المشروع وبعض البنى التحتية والمشاريع الخدمية له والتي قدرت المصادر أنها ستكلف نحو 600 مليون ريال، على أن يتم تقدير المشاريع الأخرى بعد توقيع العقود مع المستثمرين الذين سيقومون ببعض المشاريع الأخرى.
وأعلنت أمانة مدينة جدة، عبر بيان لها البارحة، أن تنفيذ أضخم مشروع تطوير لكورنيش جدة وفقاً للمواصفات العالمية، بعد الانتهاء من إعداد المواصفات الفنية والشروط الخاصة للمشروع، وتحديد نطاق العمل له وإعداد المخططات التنفيذية له على الكورنيش الشمالي وشارع الأمير فيصل بن فهد، بالتحديد.
وبالعودة لوكيل الأمين للتعمير والمشاريع الذي كشف عن إنشاء 17 منطقة للسباحة الذي كانت تفتقده الشواطئ في السنوات الأخيرة، إضافة إلى وضع 11 سقالة ممتدة إلى البحر وإنشاء 9 مراس لتأجير مراكب التنزه.
وقال المهندس كتبخانة «سيتم إنشاء 43 مساحة عامة و56250 شاطئا رمليا، و25 دورة مياه جديدة، إضافة إلى زيادة في عدد مواقف السيارات إلى خمسة أضعاف ما هو موجود الآن ليصبح عددها نحو 143266 موقفاً للسيارات».
وأضاف «سيتم إنشاء 21 مصلى وزيادة ممر المشاة 4.3 كيلومتر، لتصبح مساحته 11.1 كيلومتر، وإنشاء ملعبين مائيين و5 ملاعب رياضية للكبار، وزيادة المساحات الخضراء بنحو 218479، وزيادة ملاعب الأطفال إلى 13 ملعبا، وسيزيد عدد المطاعم على الكورنيش إلى 10 مطاعم، إضافة الى زيادة في عدد مطاعم الوجبات السريعة والخفيفة إلى 14 و25 محلاً تجارياً».
وأوضح وكيل الأمين للتعمير والمشاريع أنه تم وضع خطة عاجلة لتنفيذ المشروع تتمثل في طرح المرحلة الأولى وطولها 3.4 كم للتنفيذ، وتستغرق عملية الطرح والتعاقد نحو ثمانية أشهر، مبيناً أنه سيتم خلالها إعداد الرسومات التنفيذية وجداول المواصفات والكميات النهائية للمشروع لتصبح الرسومات جاهزة لتسليمها للمقاول للبدء في تنفيذ المشروع.
وأشار إلى أن الفكرة التخطيطية للمشروع اعتمدت على تكوين ثلاث بؤر مركزية كبيرة، هي الساحة التجارية وهي «عبارة عن مجموعة من الأبراج حول ساحة للحدائق حضرية يعبر من خلالها نفق طريق الكورنيش لتصبح الكتلة العمرانية بوابة الكورنيش الشمالي من الناحية الشمالية». بينما تتمثل البؤرة الثانية في «مارينا» محاطة بمجموعة من المراكز التجارية والفنادق والمطاعم والمقاهي العالمية وبرج مركزي، كما تم استغلال آخر المواقع ذي المساحة الوفيرة في تكوين مشروع «عين جدة» وهو عبارة عن فكرة رديف لـ «لندن أي» والتي تعلو بالمرتادين في الفضاء لرؤية البحر ومدينة جدة من السماء.
ويحيط بهذا المشروع مجموعة من المباني التي تضم متحفا ومركزا تجاريا ومجموعة من المطاعم والمقاهي العالمية وساحات عامة، وكذلك تم توزيع بؤر صغيرة بين البؤر الكبيرة وهي عبارة عن مراكز خدمات تتوسط نقاط التقاء المواقع الترفيهية المكونة للكورنيش. وتحتوي على مجموعة من المشاريع الكبرى، وهي منطقة الملاعب الرياضية ومنطقة الألعاب الذكية ومناطق السباحة الداخلية ومركز تعليم الغوص ومنطقة الملاعب المائية ومنطقة السيرك البحري والعروض البحرية، إضافة إلى منطقة المطعم العائم والغواصة.
وتتوفر داخل كل منطقة من هذه المناطق مجموعة من الخدمات منها مواقف السيارات والمصليات والصراف الآلي ودورات المياه، والمرافق مثل المطاعم والمقاهي والأسواق والأنشطة كالملاعب وممرات المشاة ومناطق الجلوس السريعة والأخرى الأسرية.
واعتمد للمشروع وضع خطة لوسائل نقل متعددة على طول الكورنيش بحيث لا يصبح الاعتماد الأكبر في الحركة بين المواقع على المركبات ومن تلك الوسائل الحافلة البحرية وباصات صغيرة داخلية تعمل بالكهرباء، والتليفريك في بعض المواقع على الكورنيش.
وبالنسبة للكورنيش الأوسط الجنوبي، قال المهندس إبراهيم تم تطوير المخطط العام الذي أعد مسبقا من قبل شركة التطوير العمراني، مؤكدا أنه «أصبح الآن جاهزا للطرح للتنفيذ خلال هذا العام».
وأفصح وكيل الأمين أن من المشروعات التي سيتم طرحها خلال هذا العام مشروع الساحات المحيطة بقصر السلام «حديقة القناديل»، مبينا انه تم تصميم المدخل الجنوبي للكورنيش الشمالي على هيئة حديقة كمدخل يصل المدينة بالكورنيش ويجعل الحركة من وإلى الكورنيش أكثر سلاسة.
وخلص وكيل الأمين للتعمير والمشاريع إلى أن مشروع تطوير الواجهة البحرية يهدف في مجمله إلى إعادة تشكيل الصورة الحضرية المميزة لها وبمستوى عالمي، كما يهدف المشروع إلى تكوين حزمة متكاملة من الخدمات والمرافق والأنشطة الترفيهية المرتبطة بالشاطئ وعلى طول الكورنيش بشكل يسهم في تكوين معلم سياحي متميز من الناحية الوظيفية وجذاب من الناحية الجمالية ويهدف المشروع كذلك إلى ربط النسيج الحضري بالواجهة البحرية مروريا للمشاة والمركبات.