بعد 20 عاما من الركود.. حديقة الحيوان بالرياض تعود للحياة

عالم آخر من الكائنات الحية يجذب سكان العاصمة نهاية كل أسبوع

مجموعة من طيور الحب تتطلع إلى زوار ركنها في حديقة الحيوان في الرياض (رويترز)
TT

بعد ركود دام لأكثر من 20 عاما، خيم على زوايا حديقة الحيوانات في الرياض، عادت الحياة لها من جديد، وشهدت تزايدا في عدد زوارها، بمعدلات وصلت إلى 200 في المائة، بعد أن بثت عملية التأهيل الأخيرة التي أجريت لها مطلع العام الماضي، روحا جديدة جعلت منها متنفساَ متجددا وعززت من مكانتها عند سكان العاصمة. إجازة نهاية الأسبوع في العاصمة السعودية الرياض، تقود أنظار الكثيرين من سكانها إلى واحد من أقدم أحيائها، وتحديدا حي «الملز»، الذي يحتضن منذ أكثر من 50 عاما، عالما آخر من الكائنات الحية ذات الطابع الجمالي، التي يدفع بعضها للاستغراب، وبعضها الآخر للخشية والخوف، لا يفصلها عن باقي أجزاء الحي سوى أسوار حديدية.

المهندس عائض البقمي المشرف العام على حديقة الحيوانات بالرياض، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الحديقة شهدت خلال العام الحالي، تزايدا ملحوظا في عدد الزوار، حيث يتخطى معدل الزوار أحيانا حاجز الـ200 في المائة في اليوم مقارنة بالأعوام العشرين الماضية، مضيفا أن نسبة الزوار من السعوديين فاقت غيرهم من الأجانب خلال العام الحالي، بخلاف ما كان يحدث في الأعوام السابقة.

وأرجع البقمي زيادة الإقبال على الحديقة، إلى تنظيم أوقات الزيارة، التي مكنت العوائل من زيارة الحديقة مع ذويهم خلال أيام نهاية الأسبوع، إضافة إلى ما أحدثته عملية التأهيل الأخيرة من تطوير مس جميع مرافق الحديقة، تمثل في إنشاء مسطحات خضراء، وإضافة خدمات ترفيهية لجميع الفئات العمرية لدى الزوار.

ويفضل أهالي مدينة الرياض التنزه في حديقة الحيوان في غالب إجازات نهاية الأسبوع، وبشكل خاص يوم الجمعة، حيث اعتادت العوائل الذهاب إلى ذلك المتنزه، والتجول في مختلف أرجائه، متمتعين بأعلى مستويات الأمان التي توفرها لهم الحديقة عند مشاهدة الحيوانات، إضافة للخدمات الترفيهية الأخرى.

وتشهد حديقة الحيوانات في الرياض تطورا ملحوظا، عقب أن أُخضعت للتأهيل، وهو ما جعلها أكثر تطورا عن ذي قبل، وجعلها أكثر جاذبية للزوار من سكان العاصمة أو من خارجها، من خلال جملة من الإجراءات، على رأسها الاستفادة من المساحات الداخلية وتحويلها إلى مسطحات خضراء تتناسب مع الكثير من المرتادين، الأمر الذي زاد من نسبة مرتادي الحديقة.

وشملت عملية التأهيل الأخيرة، توزيع الحيوانات داخل حظائر محددة بأسس علمية مناسبة، وبما يحقق الأمان والحماية الكافية لكل زوار المتنزه، وروعي عند تصميم الحديقة، أن يهيأ لكل نوع من الحيوانات بقدر الإمكان، موقع خاص بظروفٍ مشابهة لبيئتها الطبيعية، من حيث الحظائر والخنادق المفتوحة، والمساحات الواسعة التي تنطلق فيها الحيوانات وأماكن الإيواء الليلية وخلافه.

وتعرضت حديقة الحيوانات بالرياض، التي كانت في وقت من الأوقات من أكبر حدائق الحيوانات في العالم العربي وأكثرها استقطابا للزوار، لفترات من الركود قاد إلى تدني مستوى زوارها، نظرا لاقتصار النشاطات التي تقدمها على المشاهدة فقط، دون وضع أي برامج ترفيهية أخرى أو إثارة لحواس الزوار كما في السابق.

وتعد حديقة الحيوانات، من أكثر أماكن الترفيه شعبية بالرياض، منذ ما يربو على 50 عاما، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 161 ألف متر مربع، فيما تحتضن حاليا أكثر من 1300 حيوان، تمثل 164 نوعا ما بين طيور وحيوانات ثديية وزاحفة جمعت من بيئات عالمية مختلفة، تتخللها بعض الحيوانات المحلية والعالمية المهددة بالانقراض.

وعززت إدارة الحديقة، جميع حظائر الحيوانات التي تحويها الحديقة بمعلوماتٍ عامة عن ذات الحيوان، ليتمكن زوارها من معرفة عالم الحيوان بشكلٍ خاص، كلٍ على حدة.

ويقول ناصر عبد الرحمن أحد سكان مدينة الرياض، إنه اعتاد على الذهاب لحديقة الحيوانات منذ وقت طويل، ولمس في زيارته الأخيرة للحديقة تطورا ملحوظا صاحبته زيادة في المتنزهين، فيما أشار إلى مستوى تحسن الخدمات عن السابق بشكل كبير.