هدى الشعراوي لـ الشرق الاوسط : «طاش ماطاش» من أفضل أعمال الكوميديا

الممثلة هدى الشعراوي («الشرق الأوسط»)
TT

لا تشعر الفنانة السورية هدى الشعراوي، صاحبه المشوار الفني الطويل، بالانزعاج من مناداة الجمهور لها بـ«أم زكي» رغم أنها فنانة قديرة خدمت الفن العربي عشرات السنوات، وقدمت أعمالا سينمائية معروفة، إلا أنها عرفت عربيا في الآونة الأخيرة بالشخصية التي جسدتها في المسلسل السوري «باب الحارة». «الشرق الأوسط» التقت بالفنانة السورية هدى الشعراوي في دمشق فكان هذا الحوار:

* لنتحدث بداية عن شخصية الداية أم زكي وتطورها في الجزء الرابع من باب الحارة؟

ـ «أم زكي» هي داية الحارة وهي حكيمة الحارة وهي الخاطبة والمصلحة الاجتماعية بين الزوجة وزوجها وبين نساء الحارة، وهذا دور دايات أو «قابلات» أيام زمان في الحارات الدمشقية القديمة، وفي الجزء الرابع سيشاهدها المتفرج تتعاون مع الثوار في أحداث مشوقة وجميلة، حتى أن بيتها صار له مركز مهم في سياق أحداث الجزء الرابع، وسيكون مع الأيام ملتقى لنساء الحارة في الجزء الخامس الذي سينطلق تصويره بعد شهر رمضان.

* كيف استفدت من بيئتك الشامية التقليدية في تجسيد دور الداية البلدية في «باب الحارة»؟

ـ أنا من منطقة دمشقية قديمة هي «الشاغور» المعروفة بعراقتها وخروج الثوار منها إلى محاربة الفرنسيين في الغوطة، وبالفعل استفدت من تراث حارتي وما اختزنته في مخيلتي لتجسيد شخصية الداية البلدية، وأذكر أنه كان لوالدتي صديقة وهي داية الحارة وتلقب بـ«أم ضاهر» وهي التي ولّدت زوجات أشقائي وخالاتي، وأذكر أنها كانت تأخذ والدتي معها وكنت وقتها طفلة صغيرة ومدللة لدى والدتي، فكانت تأخذني معها ومع الداية وكنت أحفظ في مخيلتي سلوك وطريقة تعامل أم ضاهر وأنا طفلة، وبالفعل ظلت في مخيلتي حتى الآن، حيث استفدت منها في تجسيد شخصية الداية «أم زكي» التي كما قال لي المخرج أنني جسدتها بشكل صحيح.

والمخرج بسام فوضنا نحن ممثلي «باب الحارة» الكبار بوضع الكلمة التي نراها متناسبة مع اللهجة الشامية الصحيحة، وكما شعر بها المشاهدون، والدليل على ذلك أنه وبعد تجسيدي لشخصية الداية في «باب الحارة» ومنذ الجزء الأول لا يناديني أحد إلا بـ«أم زكي»، ولك أن تتصور أن اسمي سينسى تقريبا.. كل من يشاهدني من سكان الحارة ومن أصدقائي يقولون لي: كيفك أم «زكي».. ومن المواقف الطريفة التي حصلت معي قبل شهر تقريبا أنني كنت في مطار دمشق الدولي أستقبل بعض أقاربي القادمين من الخارج، فاقترب مني أحد موظفي المطار وقال لي: مدام بعد شهر سأحتاجك.. فقلت له لماذا وماذا تريد مني؟ فأجابني: الله يخليك زوجتي حامل وأرجو أن تولديها أنت، فهي في شهرها الثامن حاليا..

ولم يخطر بذهني ساعتها أنه يخاطبني على أنني الداية «أم زكي» فقلت له لماذا أولدها أنا وهناك أطباء وقابلات، وهذه ليست مهنتي يا سيد.. فانزعج الموظف وقال لي: لا يا «أم زكي» هيك بتخجليني؟. «والرجل يحكي بكل جدية» هنا تنبهت وفهمت مقصده، فضحكت وقلت له يا أخي هذا في المسلسل أنا داية ولكن لست هكذا، أنا فنانة وممثلة. وقبل أيام أيضا حصلت حادثة أخرى معي، فقد اتصلت بي هاتفيا امرأة لا أعرفها من أميركا، وقالت لي: «أم زكي» أنا حامل بالشهر الثالث وأشعر بدوار وقيء فبماذا تنصحينني؟ فضحكت وقلت لها أنت في أميركا وتطلبين مني نصيحة طبية، فأجابتني أنتم دايات زمان تفهمون أكثر من أطباء اليوم، فأجبتها: حبيبتي أنا لست داية بلدية، والشخصية أجسدها فقط في مسلسل «باب الحارة» كممثلة.

ومن الطرائف التي حصلت معي أيضا وفي موقف آخر عندما تتجول الداية «أم زكي» في بيوت الحارة ومعها سلتها، فتطلب صديقاتها من نساء الحارة من بناتهن أن يحضروا لأم زكي طعام الفطور أو أغراضا وخضارا كهدية، ففي كل يوم تقريبا عندما أخرج من منزلي تستوقفني بعض النساء ويقولون لي: «أم زكي» عازمينك على كسر الصفرة (أي على تناول طعام الفطور) فأجيبهن أنا حبيباتي لا أتناول الفطور، حيث أنفذ ريجيما غذائيا، فيجيبوني مستحيل شاهدناك في «باب الحارة» كيف تحبين الطعام كثيرا، فقلت لهن هذا تجسيد لشخصية «أم زكي» وليس كما هو حالي أنا في الحياة العادية.

* ما هي أسباب نجاح مسلسل «باب الحارة» برأيك؟

ـ أنا أعشق مسلسل «باب الحارة» لست لأنني من كادره التمثيلي الفني بل كمشاهدة محايدة، والسبب أنه أعاد إحياء التقاليد والعادات القديمة ليذكرنا فيها في زحمة الحياة والرتم السريع لواقعنا المعاش فذكرنا كيف تحفظ قيمة الرجل في بيته وكذلك المرأة وكيف كانت العلاقات الحميمية بين الجيران وشعر المشاهدون كم هو الفرق بين واقعنا الحالي وبين مجتمع دمشق قبل سبعين عاما حيث الرجل والمرأة حاليا يعملان خارج المنزل وبالتالي لا يستطيع أحد منهما أن يحاسب الآخر لأن الاثنين منتجان وسترد المرأة على زوجها أنا مثلك وعلينا تقاسم العمل في البيت وتربية الأطفال، هذا لم يكن موجودا سابقا ولذلك شعر الرجل وهو يشاهد باب الحارة كيف كان محترما في منزله وكيف كان يحترم زوجته واحترام الكنة لحماتها بينما حاليا القليل جدا من الكنات تقبل أن تسكن مع حماتها في بيت واحد كما كان يحصل في السابق حيث الجميع يسكنون في بيت العائلة وحتى الضراير كن يجلسن مع بعضهن ومتفقات رغم وجود بعض الخلافات أحيانا بينهن ولكن تصلح الخلاف بينهما الحماة أو الرجل نفسه حيث يثبت رجولته في التوفيق بين زوجاته.

* ولكن انتقد باب الحارة في فترة من الفترات أنه لم يعط المرأة الشامية حقها وجعلها تابعة للرجل بكل شيء؟

ـ بالعكس قدمها باب الحارة على أنها سيدة قصرها مثل أم عصام هي سيدة بيتها وتتحكم بكل مفاصل البيت والرجل له قيمته وله مركزه ومن الطبيعي أنه عندما يأتي لمنزله يجب أن يجد زوجته وقد حضرت له الطعام وتسمع كلمته حتى يرتاح في بيته لأن البيت هو مملكة الرجل وعلى المرأة أن تخدم زوجها لأنه ليس لها عمل خارج منزلها ومن الطبيعي أن تخدم زوجها وعائلتها وحاليا لو لم تكن المرأة تعمل وتنتج لما كانت تستطيع مقارعة زوجها لأن الرجل سيكون هو سيد البيت.

* هل لديك مشاركات أخرى في أعمال الموسم الحالي؟

ـ اعتذرت عن ثلاثة أعمال عرضت علي هذا العام ومنه بيت جدي وقاع المدينة لأنه لم يحصل توافق مع إدارة هذه الأعمال كما رغبت في أن أتفرغ تماما هذا العام لمسلسل باب الحارة والسبب كما قلت قبل قليل أعشق باب الحارة خاصة أن الجزء القادم حمّله الكاتب أحداثا جديدة مشوقة وهناك حارات جديدة أضافها للحارات القديمة.

* لماذا يشاهدك المشاهد العربي في معظم الأعمال التي تصورينها تجسدين شخصية المرأة الشامية التقليدية؟

ـ لأنني لا أمثل لأنه برأيي أن الممثل عندما يمثل فلن يكون ممثلا؟!... ولذلك يعرفني المخرجون جيدا بأنني إنسانة عفوية تلقائية ولذلك يسندون لي دائما شخصية المرأة الشامية التقليدية لأنني أنا هكذا في حياتي العادية.

* هناك من يقول إنك تصلحين لتجسيد الشخصيات الكوميدية أكثر من غيرها؟

ـ قد يكون رأيهم صحيحا فالله خلقني ودمي خفيف وروحي مرحة ولكن أنا أجسد كل الأدوار كوميدي أو تراجيدي والفنان عليه أن يقدم كل الأدوار وأن يعطيها من روحه.

* هل لديك أعمال قادمة خارج سورية مع الدراما المصرية والخليجية مثلا؟

ـ سابقا شاركت في مسلسل أردني وكويتي ولكن لم أشارك في أي عمل مصري ولكن إحدى المخرجات المصريات زارت دمشق قبل فترة والتقتني وطلبت مني سي دي عن حياتي الفنية وقالت إنها معجبة بأدائي الفني وفي حال طلبت مني المشاركة في عمل لها وأعجبني الدور فسأشارك في العمل خاصة أنني أجيد اللهجة المصرية بشكل جيد وأذكر هنا أنني عندما كنت شابة وبعد وفاة السيدة أم كلثوم طلبت لإذاعة دمشق لتقديم شخصية الراحلة أم كلثوم في برنامج إذاعي عن حياتها وأديته باللهجة المصرية، وبعدها كلما كان مخرج إذاعي يحتاج لشخصية مصرية نسائية في برنامجه الإذاعي يطلبني أنا لتقديم هذا الدور.

* من كان السبب في دخولك الوسط الفني؟

ـ من أدخلني الوسط الفني الفنان الراحل أنور البابا «أم كامل» حيث شاهدني مرة مع والدتي عند أصدقاء مشتركين من آل سلطان وكان البيت قريبا من مقر مركز الفرقة السورية الذي كان يديرها فجاء بنص وطلب مني أن أقرأه وبعد أن سمع وشاهد أدائي أخذني مباشرة لمبنى الإذاعة القديم في شارع النصر وشاركت في مسلسل إذاعي بدور فتاة صغيرة وبعدا شاركت في مسلسل بعنوان صرخة بين الأطلال وجسدت فيه ثلاث شخصيات وبأصوات مختلفة وكان من إخراج الفنان تيسير السعدي وغنيت فيما بعد في العديد من الأعمال التلفزيونية حيث يقول البعض إن صوتي جميل وقد غنيت في مسلسل أيام مرحة ففي كل حلقة منه أديت أغنية فيها.

* هل شاركت في الأعمال المدبلجة؟ ـ لا لم أشارك وقد عرض علي المشاركة ولكن اعتذرت بسبب انشغالي في مسلسل باب الحارة وقد أشارك يوما فيها ولكن متى لا أعرف.

* هناك من يقول إن الدراما المدبلجة وكذلك مشاركة الفنانين السوريين بالدراما المصرية أثرت سلبا على الدراما السورية ما رأيك بذلك؟

ـ لا، أنا لست مع هذا الكلام فموقع ومكانة الدراما محفوظة ولا يؤثر شيء على الدراما السورية والدراما المدبلجة انتشرت بسبب أصواتنا نحن الفنانين السوريين.

* وما رأيك بمقولة الشللية في الحياة الفنية السورية؟

ـ أنا محبوبة من الجميع والحمد لله وموضوع الشللية موجود بالتأكيد خاصة بالنسبة للفنانين الجدد الصغار وبالنسبة لنا الكبار فلنا أدوارنا الخاصة ونطلب لها من قبل الجميع.

* هل تشاهدين الدراما الخليجية ما رأيك بها؟

ـ أشاهدها باستمرار وهي متطورة باستمرار ومعجبة بالعديد من الفنانين الخليجيين وخاصة عبد الحسين عبد الرضا وسعاد العبد الله وهي فنانة متألقة حيث تستطيع اللعب بالشخصيات كما تريد وحياة الفهد فهي فنانة رائعة وداوود الحسين وشاركت معه في عمل تلفزيوني وهو فنان نادر ومجتهد فبنفس الوقت يكتب ويمثل ويعمل بطريقة مميزة فشخصيته قابلة للتغير وخلال ثوان وكذلك يعجبني عمل طاش ماطاش حيث أتابعه بشكل دائم في شهر رمضان ومعجبة ببطلي العمل.

* هل تشاهدين أعمالك التي تشاركين فيها؟

ـ أحيانا تأخذني الأخبار عن مشاهدة أعمالي ولكن كانت ابنتي قبل أن تتزوج تسجل لي كل مسلسلاتي وأشاهدها فيما بعد ولكن بعد أن تزوجت لم أستطع تسجيل هذه الأعمال لأنني لا أعرف كيف يحصل ذلك فأنا في عداء مزمن مع التقنيات الالكترونية الحديثة لا توجد محبة بيننا حتى مع الكومبيوتر والموبايل تصور أنني أحمل موبايل منذ عشر سنوات وحتى الآن لا أعرف تثبيت رقم على جهاز موبايلي؟!..ولكنني أنا قارئة جيدة للكتب حيث أمتلك مكتبة جيدة أقرأ منها القصص والروايات.

* شاركت قبل فترة في إعلانات تجارية وفي فيديو كليب غنائي كيف تنظرين لتجربتك هذه؟

ـ فيما يتعلق بالإعلان حصل قبل سنتين ولكن لن أكرر ذلك لأنني لم أقتنع بأن يقدم الفنان إعلانا تجاريا، أما في الفيديو كليب فشاركت في مشاهد أغنية للمطرب ربيع الأسمر وللمطرب علي الديك وهي تجربة جميلة ولا مانع لدي من تكرارها.

* ألاحظ في منزلك الكثير من القطط هل لديك هواية تربيتها؟

ـ منذ كان عمري 5 سنوات أحب تربية القطط ولا أتصور أنني أتمكن من الجلوس في منزلي دون قططي حيث لدي سبع قطط (3 صغار و4 كبار) فأنا أحب منظرها وأشعر أنها وفية لي فإذا وضعت قطة على الباب فتظل تخربش حتى أفتح لها وتعود للمنزل ولذلك وجدت في هذه القطط خيرا لي أكثر من بعض البشر.