مصر: القبض على «المرأة الحديدية» بعد 22 سنة من هروبها خارج البلاد

سقوط البطلة الحقيقية لفيلم «هدى ومعالي الوزير»

TT

بعد تناول العديد من الأعمال الدرامية قصة هروب سيدة الأعمال المصرية هدى عبد المنعم، الملقبة بـ«المرأة الحديدية» من مصر. وبعد 22 سنة من الجدل حول تخطيها حظرا بالسفر خارج البلاد على خلفية مديونياتها التي بلغت وقتها نحو 30 مليون جنيه، سقطت البطلة الحقيقية لفيلم «هدى ومعالي الوزير» في قبضة أجهزة الأمن بمطار القاهرة الدولي، في وقت مبكر من صباح أمس، لدى عودتها إلى البلاد، على متن طائرة تابعة لشركة «أوليمبيك إيرلاينز» اليونانية.

مصدر رسمي ذكر صباح أمس أن سلطات الأمن بالمطار ألقت القبض على سيدة الأعمال الهاربة أثناء إنهاء إجراءات وصول ركاب الطائرة اليونانية. وأضاف: تقدمتْ السيدة هدى عبد المنعم لضابط الجوازات للحصول على ختم دخول البلاد، وعند تدوين بياناتها على أجهزة الحاسب الآلي في إدارة جوازات مطار القاهرة، تبين أنها مطلوبة لدى الجهات الأمنية، وأن اسمها ضمن الأسماء المترقب وصولها بأمر من النائب العام، منذ عدة سنوات.. فـ«جرى (أمس) القبض عليها بالمطار وترحيلها إلى إدارة الأمن العام لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها».

مما يذكر أنه منذ عام 1986 عرف الرأي العام المصري هدى عبد المنعم عقب تأسيسها شركة للإنشاءات والمقاولات، تحت اسم «الهدى مصر». وتسابق المصريون على حجز شقق في أحد مشاريعها التي أعلنت عنها يومذاك. وحسب ما نشر في حينه، تمكنت هدى عبد المنعم من جمع نحو 45 مليون جنيه (نحو 8 ملايين دولار) وسدّدت 30% من ثمن أراض اشترتها من الدولة قرب مطار القاهرة. لكن قرارات حكومية صدرت بإزالة ما شيدته من مبان وإنشاءات، بحجة أن الأرض التي اشترتها محظور البناء عليها، مما أدخل شركاتها وأعمالها في نفق مظلم، وأصبحت مدينة للحاجزين في الشقق غير المنجزة بنحو 30 مليون جنيه. وبالتالي، فرضت الحراسة على أموالها وأحيلت للقضاء. إلا إنها تمكنت عام 1987 من مغادرة مصر في ظروف أثارت العديد من الأقاويل، وألهمت المبدعين على تناولها في قصص وأعمال درامية بالسينما والتلفزيون، منها فيلم «هدى ومعالي الوزير» من بطولة الفنانة نبيلة عبيد، ومحمد هنيدي وأحمد بدير ويوسف شعبان، وإخراج سعيد مرزوق عام 1995.