انتخابات غرفة البحرين: حضور لافت للآسيويين.. وأفنان الزياني أول سيدة أعمال تنتخب مرتين

الكتلة الاقتصادية تكتسح الانتخابات.. وفوز بحريني لا يتحدث العربية

أفنان الزياني.. أصبحت أول بحرينية تفوز بدورتين لمجلس إدارة غرفة البحرين («الشرق الأوسط»)
TT

وسط حضور لافت لمئات من التجار الآسيويين، انتهت انتخابات غرفة تجارة وصناعة البحرين، ولكن على وقع اتهامات بالتزوير كما كان متوقعا، ووصول بحريني لكنه لا يتحدث العربية، وانتخب 3613 عضوا من أصل 7860، مجلس الإدارة الجديد، الذي سيترأس بيت تجار البحرين لأربع سنوات مقبلة، وكما كان متوقعا هيمنت «الكتلة الاقتصادية»، التي تتكون من أعضاء مجلس الإدارة الحالي على الفائزين الثمانية عشر، وفاز 13 عضوا من الكتلة المكونة من 14 عضوا، فيما فاز اثنان من كتلة المستقبل، وتمكن ثلاثة مستقلين من الوصول إلى المجلس الجديد دون الحاجة إلى الدخول في تحالفات.

ولعل اللافت في الانتخابات، التي جرت أول من أمس وأعلنت نتائجها فجر أمس، ذلك الحضور المكثف للتجار الآسيويين، الذين أقبلوا بكثافة لممارسة حقهم الانتخابي، هو ما تم تحقيقه بقوة، من خلال إيصال المرشح المستقل محمد ساجد إظهار الحق، وهو بحريني من أصول آسيوية، ليكون أول عضو ينضم إلى مجلس إدارة غرفة البحرين، دون أن يكون من متحدثي اللغة العربية، وهو ما حدا ببعض المرشحين إلى الاعتراض على قبول لجنة الانتخابات بترشيحه من الأساس، حتى أن مرشحا استغرب من ترشيح هذا العضو بقوله: «طالما أنه لا يعرف اللغة العربية، هل ستجرى اجتماعات مجلس إدارة غرفة البحرين باللغة الإنجليزية أم باللغة الأُردية؟».

غير أن عضو مجلس إدارة غرفة البحرين، محمد ساجد إظهار الحق، لم يكتفِ بالوصول إلى مجلس الإدارة فقط، بل استطاع أن يستحوذ على أصوات عالية، اعتبرها البعض مفاجأة الانتخابات وقوة تسجل لصالحه، عندما حل ثالثا في ترتيب الفائزين الثمانية عشر في الانتخابات بحصوله على 1245 صوتا، خلف الرئيس الحالي عصام فخرو، الذي حقق ثاني أعلى الأصوات، فيما كان المرشح المستقل كاظم السعيد هو الأكثر حصولا على الأصوات، بعد أن حصل على 1387 صوتا انتخابيا.

ويؤكد مسؤولوا لجنة الانتخابات أن المرشح تنطبق عليه جميع الشروط التي نص عليها النظام الأساسي، باعتباره بحريني الجنسية وعضوا مسجلا لدى الغرفة ومسددا جميع اشتراكاته السنوية، ويقول يوسف الصالح لرئيس اللجنة «نحن لجنة محايدة تقف على بعد واحد من جميع المرشحين ومهمتنا الأساسية هي تسيير عملية الانتخابات بيسر وشفافية وحيادية، ويحكمنا في كل ذلك القانون الأساسي ونظام الغرفة الداخلي الذي لا يمكننا تجاوزه»، ويعترف الصالح بأن «هناك خللا في القانون الأساسي والنظام الداخلي، معتبرا أنه لا يمكنها وضع قوانين أخرى أو تعديل أي مادة في القانون الذي هو من صلاحيات الجمعية العمومية».

ووفقا للنظام الانتخابي لغرفة البحرين، فإنه يحق لأعضاء الغرفة من غير البحرينيين من ممارسة حقهم الانتخابي بالتصويت، لكن لا يسمح لهم بالترشح للوصول إلى مجلس الإدارة.

ولم تتمكن المرأة البحرينية من تعزيز حضورها في انتخابات بيت التجار، وبقيت سيدة الأعمال البارزة أفنان الزياني وحيدة في المجلس الجديد أمام سبعة عشر رجلا، لكن الزياني من تكرار فوزها في الانتخابات السابقة، لتسجل نفسها كأول بحرينية تنتخب لدورتين متتاليتين أو حتى منفصلتين، مع الإشارة إلى أن فوز الزياني لم يتم من خلال تصويت سيدات الأعمال، اللاتي لم يكن حضورهن بالقوة التي كانت التوقعات تشير إليها، حيث تمكنت الزياني من ترسيخ اسمها كعضو أساسي في مجلس الغرفة، جنبا إلى جنب الرجل دون أي تفرقة.

الزياني قالت في تصريحات صحافية أمس، إن الفترة المقبلة هي فترة تحديات كبيرة منها الأزمة المالية وإصلاح سوق العمل، والعمل على تحقيق الرؤية 2030 للبحرين، «التي تحتاج إلى الكثير من العمل لتحقيقها». وأشارت بأن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الوقت الحالي تحتاج إلى كثير من الدعم في ظل الأوضاع الحالية من الأزمة المالية وصعوبة التمويل وإمكانية استمرار هذه المؤسسات في ظل ترشيد الإنفاق على مستوى الحكومة والمؤسسات والأفراد على حد سواء، وكذلك على مستوى اتفاقية التجارة الحرة مع أميركا، والتحدي بتفعيلها والاستفادة منها بالطريقة الصحيحة. وقالت أفنان الزياني إن أكبر مسؤولية تقع على عاتق مجلس الإدارة الجديد في الفترة القادمة هي تمثيل مصالح قطاع الأعمال صغيرهم قبل كبيرهم والضعيف منهم قبل القوي، وهذا هو الأساس.

وفيما كانت التوقعات تشير مسبقا إلى بعض المفاجآت في وصول عدد من المرشحين المستقلين، وهو ما حدث فعلا، لم تبتعد التوقعات بشأن هيمنة «الكتلة الاقتصادية» برئاسة رئيس الغرفة الحالي عصام فخرو على نتيجة انتخابات مجلس الدورة الـ27، بعد أن فاز 13 عضوا من الكتلة الاقتصادية المكونة من 14 عضوا، محافظة بذلك على عدد المقاعد التي تشغلها حاليا في مجلس الإدارة، فيما فاز اثنان من «بناء المستقبل»، وهما رئيس الكتلة ورئيس جمعية المقاولين البحرينية عيسى عبد الرحيم، وعضو الكتلة إبراهيم الدعيسي، وثلاثة من المرشحين المستقلين هم كاظم السعيد، ومحمد ساجد إظهار الحق، وخلف حجير.

هيمنة الكتلة الاقتصادية على غالبية أعضاء مجلس الإدارة الجديد، ربما يعيد إلى الصورة مطالبات تجار البحرين بضرورة أن يكون لهم صوت في الانتخابات البرلمانية المقبلة، خصوصا مع الإعلان من قبل بعض الفعاليات عن تشكيل ما يسمى بـ«لوبي التجار»، للدخول ككتلة واحدة للانتخابات القادمة، وعلى الرغم من أن التجار حريصون على مثل هذا التكتل لما يقولون عنه إنه حماية لمصالحهم في المجلس التشريعي، فإن مراقبون يرون مثل هذه الخطوة قد لا تكون ناجحة تماما، باعتبار أن نسبة أصوات التجار في الانتخابات التشريعية لا تشكل نسبة تذكر أمام الأصوات الأخرى.

وعودة إلى نتائج انتخابات غرفة البحرين، وبحسب رئيس لجنة الانتخابات، يوسف صالح الصالح، فقد صوت 3713 عضوا في الانتخابات من أصل 7860 عضوا مسجلا بالغرفة ممن يحق لهم التصويت، في حين كانت هناك 3687 ورقة اقتراع قد ثبتت صحتها بعد عملية الفرز، وتم استبعاد 26 ورقة اقتراع باعتبارها باطلة.

وأعلن الصالح فوز كل من: كاظم عيسى السعيد (1387 صوتا)، عصام عبد الله فخرو، رئيس الغرفة الحالي، (1344 صوتا)، محمد ساجد إظهار الحق (1245 صوتا)، عثمان شريف الريس، وهو عضو سابق في المجلس النيابي، (1179 صوتا)، عادل أحمد آل صفر (1152 صوتا)، عادل حسن العالي (1146 صوتا)، جواد يوسف الحواج (1096 صوتا)، إبراهيم عبد علي الدعيسي رئيس لجنة المقاولين (1044 صوتا)، خلف يوسف حجير (985 صوتا)، خالد علي الأمين (976 صوتا)، سمير عبد الله ناس (939 صوتا)، عبد الحميد عبد الجبار الكوهجي (939 صوتا)، حسن إبراهيم كمال (896 صوتا)، عيسى محمد عبد الرحيم (859 صوتا)، نبيل خالد كانو، نجل رئيس الغرفة الأسبق (859 صوتا)، إبراهيم محمد زينل (840 صوتا)، أفنان راشد الزياني (819 صوتا)، صقر شاهين صقر شاهين (787 صوت)، أما الأعضاء الاحتياطيون فهم: أحلام يوسف جناحي (779 صوتا)، وعبد الحكيم إبراهيم الشمري (778 صوتا).

وفي شأن الاعتراضات حول سير العملية الانتخابية، قال المرشح المستقل لانتخابات الغرفة، تقي الزيرة، الذي لم يتمكن من الفوز في الانتخابات، أنه سيتقدم بطعن لدى لجنة الطعون التابعة للجنة الانتخابات حول سير العملية الانتخابية وما شابها من خروقات كثيرة.

ووفقا للزيرة فإن الإجراءات التي وضعتها لجنة الانتخابات حددت عشرة توكيلات لكل من يمتلك عددا كبيرا من هذه التوكيلات، في كل مرة يدخل فيها إلى قاعة التصويت ليحق له التصويت بعشرة أصوات فقط، على أن يقف في الصف ليأخذ دوره من جديد في عملية التصويت، مضيفا أن بعض المنتخبين انتظر لمدة تزيد على الثلاث ساعات لانتظار دورهم، في الوقت الذي كان أحد أصحاب الوكيلات يحصل من قبل أحد المسؤولين على بطاقات الأرقام الصغيرة ليتقدم في الدور على باقي المنتخبين، على حد قول المرشح الزيرة.

وانتقد عدد من المرشحين كثرة التوكيلات التي بلغ عددها نحو نصف عدد الناخبين، وهو ما رآه عدد من المرشحين على أنه كان أداة واضحة في توجيه الانتخابات بعيدا عن دورها الحقيقي، معتبرين أن عملية شراء الأصوات كانت عملية واضحة وسهلة الحدوث.

وبُعيد الإعلان عن نتائج الانتخابات، أعرب الدكتور عصام عبد الله فخرو رئيس الكتلة الاقتصادية التي فاز غالبيتها بثلاثة عشر مقعدا في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين عن شكره وتقديره وامتنانه لأعضاء الغرفة على الثقة التي حظي بها وزملاؤه في الكتلة في انتخابات المجلس للدورة الـ27، وقال: «بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن الزملاء، أتوجه إلى جميع أعضاء الغرفة، دون استثناء، بعميق الشكر والتقدير على هذه الثقة بانتخابنا لتحمل المسؤولية في السنوات الأربع المقبلة، وعلى حرص الأعضاء على المشاركة الإيجابية الفاعلة في هذا العرس الديمقراطي الذي شهده بيت التجار الذي عبر فيه التجار عن إرادتهم الحرة في الاختيار وحرصهم على التمسك بمواصلة دعم الغرفة».

وتشير التوقعات إلى أن الدكتور فخرو سيحتفظ برئاسته المجلس الجديد، وذلك خلال عملية توزيع المناصب المقرر أن تتم خلال اليومين المقبلين، ولا يبدو أن هناك من سيرشح نفسه لمنصب الرئاسة الذي من الواضح أنه أصبح محسوما لفخرو، خصوصا بعد اكتساح الكتلة الاقتصادية التي يترأسها للانتخابات، وهو ما يعني أن الكتلة سترشح رئيسها بلا منازع ليكون رئيسا لفترة ثانية لمجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين في دورته الجديدة.