مدائن صالح أول موقع سعودي يسجل رسميا في التراث العالمي

فيما قام وفد اليونسكو بزيارة الدرعية القديمة قبل التوجه إلى العلا

الأمير سلطان بن سلمان وكويشيرو ماتسورا خلال زيارتهم لمنطقة الدرعية القديمة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

تتسلم السعودية رسميا اليوم الأربعاء شهادة تسجيل موقع الحجر «مدائن صالح» بمحافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة ضمن التراث العالمي، وذلك خلال مراسم تجمع الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وكويشيرو ماتسورا مدير عام اليونسكو.

يأتي ذلك في وقت قام فيه وفد اليونسكو بزيارة خاصة للدرعية القديمة أمس، قبل أن يتجه اليوم إلى محافظة العلا لتسلم موقع مدائن صالح رسميا.

وكانت منظمة اليونسكو أعلنت في 2008 الماضي عن اعتماد موقع الحجر «مدائن صالح» كأول موقع سعودي في قائمة التراث العالمي، التي تضم أكثر من851 موقعاً ثقافياً وطبيعياً ذات قيمة استثنائية للتراث الإنساني حول العالم، وذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في دورتها الثانية والثلاثين المنعقدة في مدينة كيبك بكندا.

وتشمل زيارة مدير عام اليونسكو لمحافظة العلا بمنطقة المدينة المنورة، البلدة القديمة، والسوق الشعبي، وموقع الحجر «بمدائن صالح»، إضافة إلى زيارة محطة سكة حديد الحجاز التي تم إعادة تأهيلها، وكذلك زيارة لموقع «نقش زهير» الذي يعتبر أقدم نقش إسلامي مؤرخ اكتشف في السعودية.

إلى ذلك أكد الأمير سلطان بن سلمان، الذي استقبل أمس، كويشيرو ماتسورا مدير عام اليونسكو، الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة بدعوة من الهيئة على رأس وفد رفيع يضم عددا من السفراء المعتمدين في المنظمة، أن الزيارة تأتي في سياق التعاون الوثيق والمميز الذي يربط اليونسكو بالهيئة العامة للسياحة والآثار والذي أثمر أيضا عن إقامة الهيئة لمعرض آثار المملكة في مقر اليونسكو في سبتمبر(أيلول) 2007.

وأبان «أن غنى المملكة الحضاري والتراثي لا يقل عن غناها الاقتصادي والنفطي الذي عرفت به في الأوساط العالمية، كما أن الهيئة ترتبط باليونسكو بعدد من مجالات التعاون منها الدراسات وتطوير المواقع التراثية وإتاحة المنظمة للخبرات التي تمتلكها المملكة تقديراً لأهميتها كونها إحدى الدول المؤسسة لها».

وأوضح الأمير سلطان أن أهمية تسجيل مواقع تراث المملكة الثقافي والطبيعي في قائمة التراث العالمي لما يتيحه من فرص كبيرة للتعريف بتلك الآثار لأبنائها الذين يجوبون العالم للاطلاع على مواقع الحضارة وقد يجهلون بعضا مما تحويه بلادهم، كما تسهم في التعريف بهذه المواقع عالميا كإرث إنساني. وأشار إلى أن إدراج المعالم الوطنية في قائمة التراث العالمي سيسهم في تطويرها وضمان تنميتها، وتحويلها إلى مواقع ثقافية واقتصادية يضمن تحقيق الحماية والعناية الدائمة لها.

من جانبه أكد مدير عام اليونسكو قناعته وتأييده بجدارة انضمام مواقع التراث العمراني في المملكة لقائمة التراث العمراني، وقال «ننظر بكثير من التقدير لجهودكم الكبيرة في حفظ التراث الثقافي والعمراني في المملكة، وقد سعدت كثيراً بزيارتي للدرعية التاريخية، فهي منطقة عظيمة، تعكس جذور هذه الدولة التي أصبحت من الدول ذات الثقل السياسي والاقتصادي والثقافي على امتداد العالم، وأنا مقتنع تماماً بجدارة موقع الدرعية بقائمة التراث العمراني لليونسكو».

وأشاد بالمهنية العالية التي تقوم بها المملكة في مجال الحفاظ على مواقع التراث العمراني وتنميتها، وبالنظرة المتقدمة التي تنظر لها المملكة لأهمية التراث المادي واللامادي، كما عبر عن إعجابه بما تستثمره المملكة في سبيل المحافظة على التراث العمراني من خلال الحماية والترميم والتطبيق، وبناء الوعي المحلي والرسمي تجاه هذه المواقع عبر البرامج الإعلامية. وأشار إلى أن الاستثمار في الأجيال الشابة يعد وسيلة مهمة في إحداث النقلات التطويرية في مجال تنمية التراث والاستفادة منه، منوها ببرامج استطلاع التجارب العالمية التي تنظمها الهيئة لمسؤولي المحافظات والأمانات والبلديات لمواقع التراث العالمي، وأعرب عن شكره للمملكة لترشيحها موقع مدائن صالح، وقال «إن هذا الموقع يعد هدية المملكة للتراث العالمي».

وخلال زيارته للدرعية التاريخية، عبر مدير عام اليونسكو عن إعجابه بها وما يتم فيها من عمل مهني منظم لإعدادها للتسجيل في قائمة التراث العمراني. وأبدى ثناءه على تجربة المملكة في مجال ربط المحافظة على التراث العمراني بالمجتمعات المحلية، والنشاط الاقتصادي. وأكد على تأييده الكبير لما تقوم به المملكة من أعمال كبيرة على نطاق واسع في المحافظة على مواقع ومباني التراث العمراني وتطويرها وتنميتها. وما أقرته الدولة وما ستقره من أنظمة للمحافظة على التراث العمراني. وقال إن ما تقوم به المملكة حالياً في مجالات حماية وتطوير وتشغيل مواقع التراث يوازي ما تقوم به الدول المتقدمة في هذا الجانب. يشار الى أن وفد اليونسكو كان يوم أمس الأول في زيارة خاصة لمدينة جدة التاريخية نشرت تفاصيلها في عددنا الصادر يوم أمس.