النمسا: الكشف عن صلة بين قديروف ومقتل إسرائيلوف الشيشاني

الرئيس الشيشاني أمر بالاختطاف

TT

بعد عام كامل من التحقيقات خلُصت إدارة مكافحة الإرهاب النمساوية إلى أن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أمر باختطاف مُعارض شيشاني في فيينا العام الماضي. أطلق مكتب النائب العام في البلاد هذا الخبر أول من أمس.

وأنكر قديروف، المدعوم من قِبل الكرملين ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الاضطلاع بأي دور في قتل المعارض عمر إسرائيلوف، الذي كان يعيش في المنفى عندما أصيب إصابة قاتلة العام الماضي.

بيد أن المحققين التابعين للحكومة النمساوية توصلوا إلى أن قديروف أمر باختطاف إسرائيلوف، وأن مجموعة من الشيشانيين، الذين حاولوا اختطاف إسرائيلوف من أحد شوارع فيينا، لم يتمكنوا من تنفيذ المهمة بصورة جيدة. وقام أحدهم بإطلاق النار على إسرائيلوف بعدما حاول الهرب، حسبما اكتشف المحققون.

وتحول هذه الاستنتاجات، الواضحة والمباشرة لكن القائمة بصورة رئيسية على أدلة ظرفية، التركيز الآن إلى مكتب المدعي الفيدرالي في النمسا، الذي كان يعد لوائح الاتهام.

وهناك ثلاثة مواطنين شيشانيين في المنفى محبوسون في هذه القضية، وهم أوتو كالتنبرونر، المتهم بأنه المنظم المحلي للجريمة، ومسلم دادييف، المتهم بمراقبة تحركات إسرائيلوف قبل الجريمة وقيادة سيارة الهروب، وتوربال علي يشركاييف، المتهم مع رجل رابع بمواجهة إسرائيلوف عندما خرج من أحد محال البقالة ثم طارده عندما هرب. واكتشف المحققون أن المشتبه به الرابع، وهو ليتشا بوغاتيروف، غادر النمسا وعاد إلى روسيا عقب عملية القتل، ويشتبه في أن هذا المتهم أطلق النار على إسرائيلوف ثلاث مرات من المسدس.

يذكر أن إسرائيلوف، الذي يبلغ من العمر 27 عاما، كان في السابق حارسا خاصا ومسؤولا في القوات شبه العسكرية التي كانت تحت قيادة قديروف. وفي عام 2006، وبعد مغادرته روسيا للحصول على حق اللجوء في أوروبا، رفع إسرائيلوف دعوى في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، اتهم فيها قديروف بالمشاركة في عمليات اختطاف وتعذيب وقتل كجزء من جهود مكافحة الإرهاب التي يدعمها الكرملين ضد الانفصاليين في الشيشان، وهي جمهورية شيشانية.

وقبل مقتله قال إسرائيلوف إنه تلقى تهديدات من أحد الجواسيس التابعين لقديروف، وطالب بحماية الشرطة، لكن ذلك لم يتم. وفي مقابلات مع صحيفة «نيويورك تايمز» فيما كان مختفيا، قال إن قديروف: «لقد وعدني بمكافأة». ومن بين الأدلة التي عثر عليها المحققون النمساويون، حسبما قال غيرهارد جاورش، المتحدث باسم مكتب النائب العام في النمسا، كان هناك صورة رقمية على الهاتف الجوال الخاص بكالتنبرونر، وقد أظهرته وهو جالس على أريكة مع قديروف. وقرر المحققون أيضا أن كالتنبرونر كان في الشيشان قبل وقت قصير من عملية القتل، التي كانت، حسبما يقول أنصار إسرائيلوف، عندما تلقى كالتنبرونر التعليمات النهائية من قديروف لاختطاف وقتل هذا المعارض. كما قررت السلطات أن أحد مساعدي قديروف التقوا مع اثنين من المشتبه بهم في القيام بعملية القتل - كالتنبرونر وبوغاتيروف - قبل إطلاق النار على إسرائيلوف، وأن كالتنبرونر قام بعمل مكالمة هاتفية على رقم الهاتف الجوال الخاص بهذا المساعد على الفور بعد عملية إطلاق النار، في حين هربت المجموعة. وهذا المساعد، ويدعى شاء تورلاييف، متمرد سابق كان متهما في روسيا بالقيام باغتيالات سياسية لصالح الرئيس الشيشاني. وجرى العثور على نسخة من جواز السفر الروسي الخاص بتورلاييف وتذكرة طيران إلكترونية استخدمها تورلاييف في سيارة الهروب.

* خدمة «نيويورك تايمز»