زعيم «أنصار الإسلام» ينتهي في قبضة الجيش الأميركي

بعد تنقله بين أربعة أحزاب كردية وعراقية

TT

أعلن بيان صادر عن قيادة الجيش الأميركي في العراق اعتقال زعيم جماعة أنصار الإسلام الكردية المتشددة، المدعو «أبو عبد الله الشافعي» في حملة مداهمة عسكرية جرت في حي المنصور وحي الأعظمية في بغداد. وكان الشافعي قد تولى قيادة الجماعة الإسلامية المتطرفة التي تورطت في كثير من أعمال العنف والتفجيرات منذ عام 2001 ضد السلطات الكردية والعراقية.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» تحدث الباحث الكردي حسن ياسين الاختصاصي في دراسات فكر المنظمات الإسلامية الكردية المتشددة في مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية بالسليمانية، قائلا إن «أبو عبد الله الشافعي زعيم تنظيم أنصار الإسلام الكردي هو في الأصل يدعى جعفر حسن وينتمي إلى إحدى القرى التابعة لقضاء الكوير في محافظة أربيل، وكان قبل الانتفاضة الكردية عام 1991 عقب حرب تحرير الكويت يعمل ضمن أحد الأفواج الخفيفة الموالية للنظام السابق برئاسة صدام حسين، وهي الأفواج التي يصف الأكراد منتسبيها بـ(الجحوش المرتزقة)، وشكلها صدام حسين لمقاتلة قوات البيشمركة الكردية، ولكنه ترك صفوف هذا النظام ليذهب إلى أفغانستان خلال عام 1988 وينتمي إلى المجاهدين العرب هناك. وبعد الانتفاضة عاد إلى كردستان وانتمى إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم الحالي مسعود بارزاني قبل أن يستقر به المقام داخل الحركة الإسلامية الكردستانية وهي الحزب الأم لجميع القوى والتنظيمات الإسلامية المتطرفة، وشكل هناك جناحا داخل الحزب عرف بـ(قوة سوران الثانية) وكانت بمثابة حزب داخل الحزب، واشتهر الشافعي هناك باسم (وريا رش هوليري)». وحسب ياسين فإنه «في أواخر مايو (أيار) 2001 انشقت الجماعة الإسلامية الحالية بقيادة أميرها علي بابير عن الحركة الإسلامية، تلاها الملا كريكار زعيم جناح الإصلاح بانشقاق آخر، لتتفكك صفوف الحركة الأم، وفي هذه الأثناء حاول الشافعي استغلال شعبيته داخل جناح المتشددين بـ«قوة سوران الثانية»، وأسس في الأول من سبتمبر (أيلول) من عام 2001 وتحديدا قبل عشرة أيام من تفجير برجي مركز التجارة العالمي تنظيما جديدا منشقا عن الحركة الإسلامية سماه (جند الإسلام) وتحصن هو وجماعته في الجبال القريبة من خورمال وبيارة، معقل الجماعات الإسلامية، قرب مدينة حلبجة الحدودية، ونفذوا هناك مجزرة طالت 43 فردا من عناصر بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، حيث تم قتلهم وهم أسرى بيد الجماعة. وفي أواخر سبتمبر من ذلك العام نجح الملا كريكار في كسب تنظيم جند الإسلام إلى جانب جناحه الإصلاحي وأعلنا تحالفا تحت قيادته أسفر عن تشكيل تنظيم جديد سمي (أنصار الإسلام) وأصبح الملا كريكار أميرا وتم تعيين الشافعي نائبا لأمير التنظيم الجديد».

ويضيف ياسين: «مع بدء عملية تحرير العراق ساندت القوات الأميركية بالصواريخ والطائرات حملة عسكرية شنتها قوات بيشمركة الاتحاد الوطني لتطهير المناطق الحدودية من العناصر الإسلامية المتشددة، ونجحت تلك القوات فعلا في اقتلاع تلك الجماعات من هناك، حيث لجأ معظم عناصر (أنصار الإسلام) إلى داخل الأراضي الإيرانية بينهم أبو عبد الله الشافعي، ولكن بعد سقوط النظام السابق برئاسة صدام حسين عاد الشافعي من إيران إلى داخل العراق عبر المناطق الحدودية الوسطى، ودخل في تحالف مع مجموعات مسلحة معادية للنظام الجديد في العراق، ومنها تنظيم القاعدة».