7 ملايين شيعي في غرب أفريقيا وتأسيس «مجمع أهل البيت» في غينيا

إحصاء سكاني لمجمع أهل البيت لشيعة العالم من القارة السمراء إلى أميركا اللاتينية

TT

أفاد موقع «عصر إيران» الإلكتروني أن التشيع ينتشر في دول غرب أفريقيا، ونقل عن موقع «شيعة نيوز» أن عدد الشيعة في غرب أفريقيا يصل الآن إلى نحو 7 ملايين شخص. وكانت إيران قد سعت خلال السنوات الخمس الماضية إلى تعزيز وجودها الاستراتيجي والاقتصادي والاستثماري في أفريقيا وذلك وسط تنافس على النفوذ بين دول عربية وإيران وإسرائيل على القارة التي تتمتع بموارد مائية كبيرة، كما تتمتع بمصادر نفيسة مثل الألماس واليورانيوم. ونقل «عصر إيران» عن موقع «شيعة نيوز» الإلكتروني أن محمد دار الحكمة وهو من رجال الدين في غينيا قال إن التوجه نحو التشيع في تنامٍ مطرد في دول غرب أفريقيا.

وأضاف دار الحكمة لدى لقائه مع مسؤول ضريح الإمام الحسين في كربلاء بالعراق أن عدد الشيعة في غرب أفريقيا يبلغ الآن أكثر من 7 ملايين شخص. كما أوضح أنه تم تأسيس «مجمع شباب أهل البيت» في غينيا. من ناحيته أعلن زعيم الشيعة في جزر القمر محمود عبد الله إبراهيم أن التوجه نحو التشيع لدى أبناء هذا البلد آخذ في التنامي.

ونقل موقع «عصر إيران» عن زعيم الشيعة في جزر القمر الشيخ محمود عبد الله إبراهيم أن التوجه نحو التشيع لدى أبناء هذا البلد آخذ في التنامي.

وأفاد الموقع أن الشيخ محمود عبد الله إبراهيم التقى مسؤولي الحوزة العلمية في قم وأعطى شرحا عن وضع الشيعة في جزر القمر، وقال: «في عام 2006 عندما بدأنا التبليغ للتشيع لم يكن حتى شخص واحد ينتمي إلى التشيع لكن الآن هناك أكثر من 100 شخص أصحبوا شيعة».

يُذكر أن الشيخ محمود عبد الله إبراهيم تحول من المذهب السني إلى الشيعي عام 2004.

وخلال الأعوام القليلة الماضية بدأت إيران إحصاء عدديا لعدد الشيعة في غرب أفريقيا. ويقوم مجمع «أهل البيت» الذي يتبع المرشد الأعلى لإيران بالإشراف على عملية الإحصاء العددي للشــــــــــــيعة في العالم وفي القارة الأفريقية. وكانت المؤسسة قد أوضحت في تعداد سابق لعام 2008 أن عدد الشيعة في مالي مثلا - وهي دولة سنية بالأساس - أصبح 1% من السكان، موضحة أن عدد السنة في مالي يبلغ 12 مليون شخص، فيما الشيعة 120 ألفا.

وفي السنغال - وهي أحد أهم مراكز النفوذ الإيراني في غرب أفريقيا - يبلغ عدد السكان نحو 12 مليون نسمة، بينهم أكثر من نصف مليون شيعي (5%) من السكان وذلك وفقا لإحصاء المجمع العالمي لأهل البيت.

أما غينيا بيساو - وهي أيضا من دول غرب أفريقيا - فقد بلغ عدد المسلمين فيها 680 ألف نسمة، بينهم أقل من 6800 شيعي (أقل من 1%). كما عدد إحصاء أهل البيت أعداد الشيعة في زامبيا وليسوتو وسوازيلاند وسيشل والرأس الأخضر وأرمينيا ومالطا، موضحا أن نسبة الشيعة في كل بلد من هؤلاء باتت تتراوح بين 1 و2%. كذلك أجرت مؤسسة آل البيت تعدادا للشيعة في منطقة جنوب البحر الكاريبي، ووفقا للإحصاء فإن عدد السكان في ترينداد وتوباغو لسنة 2008 بلغ نحو مليون ونصف مليون نسمة/ عدد الشيعة وسطهم 64 ألف نسمة (6%). ومن المعروف أن حركة التشيع في القارة السمراء بدأت تأخذ زخما متزايدا خلال السنوات العشر الماضية.

وخلال العام الماضي قام وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي بزيارات كثيرة إلى أفريقيا وذلك من أجل تعزيز علاقات إيران داخل القارة. ومن البلاد التي تربطها إيران بعلاقات قوية السنغال، التي استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران عام 1990 خلال رئاسة على أكبر هاشمي رفسنجاني لإيران. ومنذ ذلك الحين تطورت العلاقات بين البلدين، وزار الرئيس السنغالي عبد الله واد إيران عام 2002 وبدأت طهران توسيع استثماراتها خصوصا في البنية التحتية وصناعة السيارات (تم إنشاء مصنع لتركيب السيارات يعد من أهم وأكبر مصانع تركيب السيارات في غرب أفريقيا. كما زادت السنغال من صادراتها إلى إيران حيث قفزت ما بين 2005 و2006 إلى 240%). ومن النفوذ الاقتصادي توسع النفوذ الديني إذ بني الإيرانيون حوزة علمية في قلب العاصمة داكار، تسمي حوزة الرسول الأعظم.

وقد استغلت إيران فرصة قمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في داكار مارس (آذار) 2007 فقدمت دعما ماديا للسنغال، وكانت طهران تريد من الرئيس واد القيام بحملة لدي زعماء الدول الأعضاء بغية إقناعهم بإضافة بند إلى ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي يصبح بموجبه إلزاما على دول المنظمة توفير الحماية والدفاع عن أي بلد عضو يتعرض للاعتداء الخارجي. لكن الرئيس واد التف على المطلب الإيراني بتأجيل نقاشه إلى قمم لاحقة وذلك خوفا من فشل قمة داكار. ووفقا لمصادر عدة فإنه يوجد الكثير من الجمعيات الشيعية الناشــــــــــــــطة في السنغال، ترعاها الجالية اللبنانية ذات النفوذ المالي والاقتصادي القوي، ويعمل بعض هذه الجمعيات في المجال الاجتماعي كمساعدة الأهالي وبناء المدارس والمستوصفات.

وكانت إسرائيل بعد اغتيال القائد الميداني لحزب الله عماد مغنية قد حذرت خصوصا من احتمال انتقام حزب الله للاغتيال مستهدفا الإسرائيليين في غربي أفريقيا. ونقلت «هآرتس» الإسرائيلية آنذاك عن تجار ألماس إسرائيليين في دول غربي أفريقيا أن «المشــــــــــكلة الكبرى للإسرائيليين في هذه المنطقة هي أن هناك دولا يسيطر فيها لبنانيون متماثلون في الغالب مع حزب الله، على صناعة الألمـــــــــــــــــاس، وهناك دول صارت تعرف كدول حزب الله تعمل كذراع للنفوذ الإيراني في القارة.

واعتبرت أن اللبنانييــــــــن يعدون بالملايين في أفريقيا، وقسم منهم شـــــــــــيعة يســــــــاندون حزب الله بالمال الوفير وبالدعم اللوجيستي، مما يسهل أكثر نقل المذهب الشيعي وبناء الحوزات العلمية والمراكــــــــــــز الثقافية.