«المعصوب».. من حضرموت إلى السعودية

مصدر غذائي شعبي تحضيره يستغرق 4 دقائق

طاه ينهي تحضير صحنا من المعصوب («الشرق الأوسط»)
TT

لم يثنِ انقضاء فصل الشتاء وخروجه، مُحبي «المعصوب» عن تناوله، بل تزايد الطلب عليه، وهو الأكلة الشعبية واسعة الانتشار في أرجاء المملكة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة للجسم.

ويكثر الإقبال على «المعصوب» في وقت يعتبر فيه السعوديون هذه الوجبة بين الأكلات الشعبية التي تمنح الطاقة والدفء اللذين يحتاجونهما لمجابهة برد الشتاء.

ويتزامن ذلك مع تأكيدات مختصين في علوم التغذية أن المعصوب يحوي عناصر ذات فوائد عدة للجسم، حيث استطلعت الآراء حول «المعصوب» وعناصره الغذائية، ليس في فصل الشتاء فحسب، بل في الفصول الأخرى.

وتحدثت لـ«الشرق الأوسط» ديما أحمد البدرانة، إخصائية تغذية، حول الفائدة الغذائية للمعصوب بأنه إحدى الأكلات المعروفة بمحتوياتها، فهو عبارة عن خبز بر وقليل من السكر والعسل والسمن البري تفرم في القدح، مشيرة إلى أنه أضيفت عليه بعض المواد الغذائية حيث يحتوي على دهون وسكريات وغالبا ما تكون نسبة الكولسترول به مرتفعة جدا.

وتوضح الإخصائية البدرانة أن الذين يعانون من مرض السكري لا يحرمون من هذه الوجبة، شريطة أن تكون هناك عناصر حمية داخلة في المعصوب حتى يحمي الشخص نفسه من الأضرار التي تلحق به.

وقالت «خبز البر الداخل فيه عبارة عن مادة كربوهيدراتية، كما يحوي نسبة من البروتينات والألياف، وتحميصه على الصاج بالدهن يضيف له شيئا من الدهن، وهو المادة الأساسية في مكونات المعصوب من حيث الحجم».

وأضافت أنه وفقا لهذا الإجراء فإن ما يقدم للشخص الواحد من السعرات الحرارية نحو 150 إلى 200 سعرة حرارية تقريبا، موضحة أنه يعتبر فاكهة غنية بالكربوهيدرات البسيطة، والبوتاسيوم، وبها حديد وزنك وعدد من الفيتامينات، إلا أنها بكميات قليلة تدخل في تجهيز المعصوب.

ولفتت البدرانة إلى أن الموزة الواحدة بها نحو 100 سعر حراري، وعادة ما تقدم للشخص مع المعصوب موزتان، ليكون ما يضاف من الموز للمعصوب نحو 200 سعر حراري.

وزادت أن السمن البلدي يعتبر صحيا بطبيعته، لكن يحذر من الإكثار منه لأنه دهن حيواني به نسبة عالية من الدهون المشبعة، وهو يضاف للمعصوب بمقدار تقريبي من 15 إلى 20 غراما للشخص، وعليه فإن السعرات الحرارية في هذه الكمية تتراوح بين 120 و180 سعرا حراريا.

أما السكر الذي قد تضاف ملعقة منه للمعصوب، فأفادت البدرانة بأنه يزيد من كمية الكربوهيدرات، بينما السعرات الموجودة في هذه الملعقة تقدر بـ60 سعرا حراريا للشخص الواحد، لافتة إلى أن الطبق الواحد من المعصوب بعد تجميع جملة السعرات الحرارية فإنه سيكون في متوسط بين 500 و 600 سعر حراري في الغالب.

إلى ذلك، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أبو الفاروق، صاحب أحد الفوالات المنتشرة في مدينة الرياض، أن أصل «المعصوب» من اليمن وتحديدا منطقة حضرموت، بيد أنه يعتبر حاليا ضمن الأكلات الشعبية الحجازية القديمة التي فعلت تسويقه وصناعته للاستهلاك الطازج.

ويضيف أبو الفاروق أن الأكلة تتكون من البر والموز، وتختلف مكوناتها حسب ما يختاره المستهلك، الذي فضل مؤخرا إضافة القشدة، بينما يقبل على المعصوب لطعمه الحلو.

وأكد أبو الفاروق أن الإقبال على المعصوب في أيام الشتاء أكثر لكون المعصوب من الأكلات المليئة بالسعرات الحرارية التي تضفي على الجسم قوة وطاقة، وهو ما يفسر أن غالبية زبائن محال الفول يطلبون «المعصوب» كونه يجلب الدفء للجسم.

في هذه الأثناء، أكد بائع في فوال آخر، أنه يحرص على تناوله في الصباح لأنه غذاء متكامل لاحتوائه على السمن والبر والموز، مفيدا بأن أسعاره تتراوح بين 6 و12 ريالا للطبق الواحد.

أما أحمد عمران، بنغلاديشي الجنسية وهو معلم «معصوب»، فيقول إن تعلمه لصنع المعصوب لم يستغرق وقتا طويلا، بل نجح في تحضيره في مدة لا تتجاوز 4 دقائق فقط.

ويلفت الانتباه الشاب محمد المرشدي إلى أنه يتناول «المعصوب» كل صباح، بل يعده أكلته المفضلة التي يعتبرها هي التي تقوم على تنشيط جسمه.

ويفيد عماد البداح بأنه يحتاج أكل المعصوب طازجا، ويضيف «أحرص على تناوله في العشاء لما يميز فصل الشتاء بالليل الطويل، وهذا ما يجعل المعصوب من الأكلات المفضلة لدي خصوصا في الشتاء، إذ بجانب أنه ينشط الجسم، فإن طعمه شهي».