أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أمس عن البدء في تطبيق نظام «ساهر» المروري في مدينتي مكة المكرمة وجدة مطلع أغسطس (آب) القادم.
وقال الأمير خالد الفيصل في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماعه باللواء جزاء العمري مدير شرطة منطقة مكة المكرمة، والعميد محمد القحطاني مدير مرور محافظة جدة في مقر الإمارة لبحث آلية البدء في تطبيق النظام: «إن نظام (ساهر) أساسي في نشر ثقافة احترام النظام ونحن أحوج ما نكون لتطبيق ونشر ثقافة احترام النظام لنكون من مصاف المجتمعات الراقية في العالم».
وأضاف الفيصل: «أود أن أهنئ أجهزة المرور في المملكة على هذه الخطوة العظيمة. وأنا أقول عظيمة لأنها ذات مدلول كبير على المستوى الحضاري سواء للنظام أو للإنسان في المملكة العربية السعودية».
وأشار إلى أن تطبيق نظام «ساهر» هو عامل أساسي في نشر ثقافة احترام النظام, وقال: «كنا حريصين منذ أكثر من سنتين على نشر ثقافة احترام النظام في منطقة مكة المكرمة وسيبدأ تطبيق هذا المشروع في جدة ومكة في الأول من أغسطس من هذا العام، وسوف يكون الخطوة الفاعلة في نشر ثقافة احترام النظام, بطريقة حازمة وحاسمة».
وأضاف أمير منطقة مكة المكرمة: «أعتقد أننا رأينا مدى نجاح المشروع في مدينة الرياض، كل الناس يتحدثون عن نجاح المشروع وكل الناس يتحدثون عن اختلاف سلوك قائد المركبات في الرياض بعد أن تم تطبيق نظام (ساهر)».
وأبان الأمير خالد الفيصل أن «الثقافة في كل جهة من جهات العالم دائما ما تنتشر بطريقتين: الأولى نشر الوعي والثانية تطبيق الأنظمة والحرص على تنفيذها، ويصاحب هذا كذلك الجدية في تطبيق العقوبات وأعتقد أن هذا قد نجح وسوف ينجح في جدة ومكة وسوف ينتشر في جميع مناطق المملكة ونحن أحوج ما نكون لتطبيق ونشر ثقافة احترام النظام لنكون من مصاف المجتمعات الراقية في العالم».
من جانبه قال العميد محمد القحطاني مدير مرور محافظة جدة: «إن نظام (ساهر) الذي سيبدأ تطبيقه في بداية أغسطس القادم في جدة ومكة، معني في المقام الأول بسلامة مستخدم الطريق أيا كان ولا يهدف إلى أي هدف آخر إلا لتأمين السلامة العامة على طرقات المملكة، والنظام سيتم تعميمه على محافظة جدة تدريجيا على مراحل وخلال عام».
وأضاف القحطاني: «المستهدف بهذا النظام هو السائق المتهور والسائق الذي تجده سببا رئيسيا لحوادث المرور ومرتكبو مخالفتي السرعة وقطع الإشارة, هؤلاء هم المستهدفون ولا يهدف إلى أي شي آخر».
وبين في هذا الصدد أن «بداية انطلاقة المشروع في منطقة الرياض سجلت نتائج إيجابية انخفضت على ضوئها الحوادث المرورية بشكل ملحوظ، ونتطلع أن يعدل هذا المشروع السلوكيات الخاطئة من قبل السائقين في محافظة جدة».
وحول عدد المواقع المستهدفة في المرحلة الأولى أكد العميد القحطاني أن هناك عددا من الكاميرات المتحركة وعددا من الكاميرات الثابتة، مؤكدا أن جميع المواقع مؤمنة، وبشكل خاص المواقع التي تكثر فيها الحوادث المرورية.
وقال: «تعمدنا أن تكون هذه الكاميرات حاضرة فيها, وأن العمل ليس باسم الطريق لكنه بالمواقع وأكثر المواقع التي تقع فيها الحوادث تم تأمينها بشكل كامل وستكون هناك مراحل إلى حين يكتمل النظام بشكل كامل في جميع الطرق».
وأبان القحطاني أن «المرحلة الأولى تشمل تطبيق مخالفتي السرعة وقطع الإشارة»، مشيرا إلى أن «ساهر» في تطبيقه للنظام المروري بشكل كامل لم يأت بشيء جديد والوقوف فوق خط المشاة يعتبر مخالفة مرورية سواء في وجود النظام أم عدم وجوده, وبالنسبة إلى الدوران جهة اليمين يجب على السائق التوقف لمدة ثانيتين توقفا تاما قبل الدوران، ولو اعترض أي سائق على مخالفة مسجلة عليه يحق له التحقق من ذلك من هيئة الفصل في المخالفات في الإدارات.
وحول شكوى شركات السيارات ومؤجريها من أن النظام لا يكفل معاقبة المؤجر ويسجل المخالفة مباشرة على المالك، قال القحطاني لـ«الشرق الأوسط»: «سيتم ربط جميع الشركات بنظام تقني إلكتروني لتسجيل بيانات المستأجرين»، وقال أيضا: «لو أن ملاك المركبات سجلوا اسم المستخدم الفعلي لدى إدارة المرور وحدثوا بياناتهم لن تحصل أي مشكلات بالنسبة إلى شركات التأجير، المطلوب من الجميع تحديث البيانات لتلقي رسائل عن المخالفة».
وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول آلية تطبيق النظام في ظل ما تعانيه جدة من اختناق مروري بسبب المشاريع القائمة، قال القحطاني: «سيتم إعادة برمجة جميع مواقع الكاميرات في التقاطعات والإشارات المرورية بعد انتهاء المشاريع كافة».
وفي موضوع آخر كشف العميد محمد القحطاني مدير مرور محافظة جدة عن مباشرة إدارته نحو 250 حادثا مروريا يوميا، منها ما معدله حادثان إلى ثلاثة حوادث وفاة، وهناك يوميا ما بين 6 إلى 7 آلاف مخالفة مرورية تسجل يوميا.