يقيم الفنان اللبناني وليد رعد (1967) في «غاليري وايت تشابل» في لندن، معرضا شخصيا تحت عنوان «بدايات خارقة». الفنان رعد أحد مؤسسي جماعة «أطلس للفن الحديث» ويعد من أهم فناني الشرق الأوسط الحائزين على شهرة عالمية. تأسست شهرة الفنان من استخدامه لوسائل الاتصال الحديثة، مثل الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والنصوص المكتوبة في إنجاز أعماله الفنية التي يكاد موضوعها يكون واضحا ومحددا، وهو «تاريخ لبنان الحديث»، مع تأكيد خاص في أعماله على موضوع الحرب والعنف في بيروت ما بين عامي 1975-1991.
يحمل مشروع وليد رعد سمة الاكتشاف والتوثيق لنموذج مدينة مثل بيروت، وهي في تغير مستمر نتيجة الحروب والعنف السياسي. وعلى سبيل المثال، تتناول سلسلة أعماله الفوتوغرافية ذات الأحجام الكبيرة واللون الأحادي صورا للأبنية والشوارع المدمرة بفعل الحرب، مندمجة مع صور لنساء ورجال مجهولي الهوية وجدت جثثهم في البحر الأبيض المتوسط في ذات الفترة. عند هذه النقطة من الممكن القول إن لجوء الفنان إلى الفيديو والتصوير الفوتوغرافي والكتابات والمعالجات الإلكترونية، هو ضرورة لتوثيق الأحداث في منطقته، حيث يعد هو شاهدا عليها. ضمن هذه الحدود من الممكن وضع تجربة وليد رعد ضمن موجة الفن التشكيلي التي تركز على السياسة والحرب والعنف وتضعها في قلب المعالجات الفنية في الشرق الأوسط، وخير مثال على ذلك في المعرض السلسلة الكبيرة للصور الفوتوغرافية مع كل التوثيق بالكتابات للسيارات المفخخة التي جرى تفجيرها في بيروت خلال الحرب.