هواة القنص يتجهون إلى «الوبر» بحثا عن فوائده الصحية

يوجد في جنوب السعودية وشمالها الغربي

TT

يتجه هواة الصيد والقنص في السعودية إلى المناطق الجبلية بحثا عن حيوان يدعى «الوبر» يوجد بكثافة بتلك المناطق؛ نظرا لوفرة غذائه الرئيس بها.

يقول فهد العنزي، أحد هواة صيد الوبر «إنه حيوان من فصيلة الثدييات، يغلب على جسمه الشعر أو ما يسمى (الوبر)، وليس له ذيل، وله أربع أرجل، ورجلاه الخلفيتان أطول قليلا من الأماميتين. وقد أطلق عليه المسمى الشائع حيوان الوبر، والصحيح أن اسمه العلمي (hyrax procavia)».

ويوضح العنزي أن الوبر يوجد بكثافة في منطقة العلا الواقعة شمال المدينة المنورة، ويتميز بطعم لذيذ على حد وصفه؛ بسبب ما يتغذى عليه من أشجار الطلح. ويبين أن الطلح يزهر بالعلا مرتين بالسنة زهرة تسمى «البلة» وأخرى «الحبلة»، وعادة ما تكون في بداية الصيف. ويكثر وجود هواة الصيد والقنص في هذه الأوقات، سواء من سكان العلا أو من يأتون من خارجها.

أما عن سلوكه الاجتماعي فيشير سامي المالكي إلى أنه من الحيوانات الاجتماعية، حيث إنه يعيش ضمن مجموعات توجد في الصخور الجبلية، ويسكن داخل الشقوق أو الصدوع التي تكون في الجبال. ويحرس المجموعة ذكر منها يكون مسؤولا عن حماية المجموعة أثناء انشغالها وقت الأكل ويسمى «الرقيبة»، ويكون موقعه أعلى نقطة في الجبل، ويطلق صافرة إنذار في حال الإحساس بالخطر.وتطرق حامد العنزي إلى طرق تكاثره؛ حيث بيّن أن الأنثى تلد من 3 إلى 5 في السنة، وتساعد الإناث على إرضاع صغارها، ويسمى صغير الوبر «الفصيل».

أما عن فوائد الوبر، فقال حامد العنزي إن لحمه يعد علاجا فعالا لأمراض كثيرة منها الربو وآلام الظهر، ويستخدم «صن» الوبر كما ذُكر في الطب النبوي أي بوله في الطب الشعبي، وله استخدامات عدة منها علاج الصرع والتشنجات العصبية، ويستخدم أيضا لعلاج بعض أمراض الإبل والغنم.

ويوجد الوبر في السعودية بالجزء الشمالي الغربي منها، وفي الجنوب بكثرة، وفي أجزاء من الجهة الغربية. والوبر هو من الطرائد الجميلة التي يحرص عليها كثير من هواة الصيد لتميز طعم لحمه ومشقة صيده من ناحية البحث عنه والاختباء إلى حد ظهوره من مسكنه. ويعد الوبر من الحيوانات التي تمتلك حدة في الانتباه وشدة في التركيز والحرص، ويفضل هواة الصيد وقت بداية التزاوج لصيده، ويعلمون ذلك من خلال إصدار الوبر أصواتا كثيرة، أحدها غناء يصدره بعد أن يتغذى، وآخر عند الإحساس بالخطر، وواحد عند التزاوج ليجذب الوبر الذكر الإناث. وقد حكي عن أحد المهتمين بتربية الوبر أن الذكر يحرص على قتل صغار الذكور عندما تلدهم الأنثى لأنه لا يريد أن يأتي أحد ويراقب أقرانه من الوبر.

ودائما ما ينصح هواة صيد وقنص الوبر بصيد الذكور وتجنب الإناث، خصوصا فترة الولادة، والحذر من الأماكن الصخرية لوجود السباع والثعابين بها، ويوصي بعضهم بعدم الإسراف في الصيد؛ لكي لا يصل الأمر إلى هدر تلك الثروة الحيوانية.