شقيق الشهيد عصام جودة ينفي نفيا قاطعا علاقته بمقتل الجنديين الاسرائيليين في رام الله

بسام جودة لـ «الشرق الأوسط»: كنت في منزل أخي أتلقى التعازي وقت الحادث

TT

لا يزال الفلسطيني بسام جودة مصطفى حمد مختفيا عن الانظار خوفا من الانتقام الاسرائيلي لمقتل الجنديين الاسرائيليين في قسم شرطة رام الله امام شاشات التلفزيون في 13 اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، وذلك بعد عملية اختطاف نفذتها وحدة من المستعربين في القوات الخاصة الاسرائيلية (ديفدوفان) لثمانية شبان فلسطينيين على الاقل من منازلهم، زعمت اسرائيل انهم شاركوا في عملية القتل امام كاميرات التلفزيون.

وبسام جودة هو شقيق عصام جودة مصطفى حمد (40 سنة) الفلسطيني الذي وجدت جثته محروقة قرب مستوطنة حلميش المقامة على اراضي قرية النبي صالح في محيط رام الله.

وكان عصام جودة قد اختطف كما يقول اهالي قريته ام صفا قرب رام الله مطلع الاسبوع الماضي، من قبل جنود اسرائيليين وليس مستوطنين كما ذكر سابقا، واخضعوه لعميلة تعذيب وحرق قبل ان يقتلوه ويلقوا بجثته قرب مستوطنة حلميش. وحسب التقارير الطبية فان جودة لم يقتل بالرصاص اذ لم يجد الاطباء الذين كشفوا عن جثته اي آثار اعيرة نارية، وانما وجدوا آثار التعذيب والتشويه الناجم عن ضربات بقضبان حديدية ساخنة.

وسبب مصدر خوف بسام جودة هو زعم احد ضباط الشرطة الفلسطينية في تصريحات لـ «الشرق الاوسط» يوم حادث مقتل المستعريين اليهوديين، ان بسام جودة كان يقود الجماهير الغاضبة التي اقتحمت مركز الشرطة وباشر في عملية قتل الجنديين». وقد نقلت احدى الصحف الاسرائيلية هذه التصريحات نقلا عن «الشرق الاوسط».

وهو اتهام ينفيه بسام نفيا قاطعا ومن دون تردد، ويصفه في تصريح هاتفي لـ «الشرق الاوسط» بانه كلام غير مسؤول على الاطلاق، وما كان يجب ان يصدر عن ضابط فلسطيني يعرف عواقب مثل هذا الاتهام الذي لا اساس له من الصحة. ويؤكد بسام جودة انه في اللحظات التي كان يقتحم فيها مركز الشرطة كان موجودا في منزل شقيقه الشهيد في قرية ام صفا يتلقى التعازي باستشهاد شقيقه الذي كان قد دفن قبل 24 ساعة.

وقال لـ «الشرق الاوسط» انه لم يبرح منزله في ذلك اليوم «ويشهد على ذلك مراسل تلفزيون ابوظبي ماجد سعيد الذي كان يخطط لاجراء مقابلة تلفزيونية معه». واضاف «ان ماجد ظل معنا منذ قبل مقتل الجنديين كما ظهر على شاشات التلفزيون وحتى القصف الاسرائيلي لمقار السلطة الفلسطينية في رام الله. وهناك شهود اخرون على وجودي في منزل الشهيد اضافة الى ماجد سعيد». «نحن لا ينقصنا مشاكل حاليا فالمشاكل الموجودة تكفينا. حشود الجماهير الغاضبة توجهت الى مركز شرطة المدينة، لحظة انتشار نبأ اعتقال جنود اسرائيليين وسط المدينة، تطالب بتسليمهم وقتلهم انتقاما للشهداء الفلسطينيين الذين تجاوز عددهم المائة الذين سقطوا على مدى 15 يوما من المواجهات مع جنود الاحتلال الاسرائيلي». هذا ما قاله ضابط فلسطيني من شهود العيان الذين كانوا في مركز الشرطة حينما اجتاحته الجماهير الغاضبة باحثة بين كل اركانه وجنباته عن الجنود الاسرائيليين المعتقلين. وقال الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ «الشرق الاوسط» ان شقيق عصام هو اول من وجه الضربة الاولى القاتلة لاحد الجنديين الاسرائيليين لتنهال بعدها الضربات من كل جانب الى ان فارق الجنديان الحياة».

ولم يسلم من غضبة الجماهير حسب قول الضابط، رجال الشرطة الذين حاولوا عبثا اقناع الجماهير الغفيرة بالتريث ومناشدتهم عدم الحاق الاذى بهم، والابقاء على حياتهم والاحتفاظ بهم كأسرى حرب ومبادلتهم باسرى فلسطينيين. لكن الجماهير لم تكن في مزاج لقبول حلول وسط اقل من قتلهما وارواء غليلها مما رأته من وحشية وهمجية من قوات الاحتلال على مدى الاسبوعين الماضيين. فاقتحمت المركز ملحقة 13 اصابة في صفوف رجال الشرطة الفلسطينية وتدمير محتويات مركز الشرطة الذي كان امس هدفا لغارات المروحيات العسكرية الاسرائيلية الانتقامية التي مسحته عن الوجود كما قال ذلك لـ «الشرق الاوسط» مراسل تلفزيون الشرق الاوسط «ام بي سي» في رام الله.

واوضح ان «خبر «الشرق الاوسط» تناقلته الصحف الاسرائيلية. وانني متخوف من احتمال اختطافي او اعتقالي كما حصل للآخرين خاصة انني اعيش في منطق «ج» (وهي المناطق الخاضعة امنيا واداريا لسيطرة جيش الاحتلال)