إريتريا وإثيوبيا تحتفلان اليوم في الجزائر بتوقيع اتفاق سلام بحضور أنان وأولبرايت

وزير الخارجية الإريتري لـ«الشرق الأوسط»: إثيويبا تبيت نيات خفية ولذا أسقطت كلمة «شامل» من الاتفاق

TT

يوقع اتفاق السلام بين اريتريا واثيوبيا اليوم في الجزائر العاصمة خلال حفل كبير تحضره وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت والامين العام للامم المتحدة كوفي انان. ومن شأن هذا الاتفاق، الذي جرى التوصل اليه بعد مفاوضات شاقة استغرقت اشهرا طويلة ان يضع حدا لحرب استمرت اكثر من عامين واوقعت عشرات آلاف القتلى واسفرت عن نزوح 3.1 مليون شخص. غير ان رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي، قال اخيرا ان اتفاق السلام هذا «لا يفترض بالضرورة تطبيع العلاقات بين اسمرة واديس ابابا». من جهته قال وزير الخارجية الاريتري علي سيد عبد الله لـ «الشرق الأوسط» قبيل مغادرته اسمرة ان الاتفاق الذي سيوقع في الجزائر اسقطت منه كلمة حل سلمي «شامل»، نظرا للنيات العدائية لاديس ابابا».

وسيوقع اليوم على الاتفاق في الجزائر الرئيس الاريتري اسياس افورقي ورئيس الوزراء الاثيوبي زيناوي في قصر الامم بنادي الصنوبر على بعد حوالى عشرة كيلومترات من الجزائر العاصمة.

والى جانب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة احد مهندسي الاتفاق والذي لعبت بلاده دور الوسيط في النزاع واولبرايت وانان، سيحضر حفل التوقيع الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم.

وكانت الجزائر، التي لعبت دورا مهما في التوصل الى هذا الاتفاق، قد توصلت سابقا الى اتفاق «وقف المعارك» الذي وقع في 18 يونيو (حزيران) الماضي في الجزائر العاصمة رغم تكثيف المعارك في مايو (أيار) حين دخلت القوات الاثيوبية الى جنوب اريتريا. واتاح اتفاق «وقف المعارك» لاريتريا واثيوبيا مواصلة المفاوضات.

واستمرت جهود الوساطة التي شاركت فيها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عبر عقد جولتي مفاوضات في مايو ويونيو الماضيين في الجزائر العاصمة. وتوسط بوتفليقة في تحقيق التوافق عبر قيامه بجولات مكوكية بين البلدين في ربيع عام 2000، حين كان يتولى الرئاسة الدورية لمنظمة الوحدة الافريقية. وسيكون على اثيوبيا واريتريا الاتفاق على ترسيم الحدود المشتركة التي كانت سببا للنزاع.

ونالت اريتريا، الاقليم الاثيوبي سابقا، استقلالها عام 1993 بعد «حرب تحرير» استمرت ثلاثين عاما. ووصل اول جنود بعثة الامم المتحدة الى اثيوبيا واريتريا الى المنطقة الامنية الموقتة التي يبلغ عرضها 25 كيلومترا على طول الحدود والواقعة في الاراضي الاريترية.

الا ان وزير الخارجية الاريتري علي سيد عبد الله اتهم اديس ابابا بأنها «لا تؤيد التوصل الى سلام شامل نظرا لنياتها المبيتة». وعند سؤاله عما اذا كان يعتقد بأن الحرب قد انتهت تماما قال «موقفنا الثابت يتمثل في التمسك بحل سلمي للقضية وطوال الفترة الماضية عودتنا اثيوبيا على التعنت وعدم المصداقية تجاه اي شيء نتفق عليه مما يجعلنا حذرين جدا في تفاؤلنا. والايام القادمة الخاصة بالمشروع العملي وتطبيق ما اتفق عليه على الارض هي التي تأكد مصداقية الطرف الاخر الذي دأب على عرقلة الاتفاقيات قبل ان يجف مدادها».

واردف نعتبر اتفاقية الجزائر بداية النهاية للوصول الى حل شامل للخلاف الاريتري ـ الاثيوبي، كانت هناك رغبة صادقة من قبل اديس ابابا تجاه حل نهائي للنزاع. ونفى ان تكون اتفاقية السلام الاخيرة مفاجئة او يحيط بمحاولة التوصل اليها الكثير من الغموض نظرا لتسارع خطواتها». موضحا ان منظمة الوحدة الافريقية وشركاءها من الاوروبيين والولايات المتحدة قدموا هذا الطرح بعد مساع دبلوماسية عدة. وذلك كآخر فرصة للتسوية، تقبل او ترفض كما هي.

وقال علي سيد عبد الله «من جانبنا قبلنا بينما حاول الجانب الاثيوبي المماطلة في البداية لكنه تأكد اذا لم يتقبل سوف يتعرض للضغوطات وفرض عقوبات من قبل المجتمع الدولي خصوصا ان اديس ابابا بحاجة ماسة الى معونات دولية وتعاني في نفس الوقت من مشاكل سياسية واقتصادية داخليا وخارجيا. نحن نعتبر ان كافة بنود الموجودة في مسودة اتفاقية السلام تلبي مطالبنا الاساسية التي كنا نركز عليها وهي مسألة ترسيم الحدود وفق الخرائط الاستعمارية واعطاء دور لوحدة الخرائط التابعة للامم المتحدة لتحديد ادعاءات الطرفين على الارض وفق وثائقهما ومستنداتهما».

واشار الى ان زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان للبلدين كانت تتعلق بدفع ما اتفق عليه للامام وخلق الثقة بين الطرفين اضافة الى تسهيل عمل وحدات الامم المتحدة المنتشرة في البلدين للحفاظ على الامن والسلام ودورهما في عودة المواطنين المشردين الى مناطقهم واراضيهم وكذلك موضوع ازالة الالغام الارضية.