مطرب عراقي تأخرت شهرته بسبب نظارته الطبية واسمه الغريب!

عبد فلك: غناء اليوم لا يحمل لونا أو طعما أو رائحة!

TT

منذ اول اغنية ظهرت له في بداية التسعينات، اشتهر المطرب العراقي عبد فلك، ربما كان السبب اختياره اغنية خفيفة احتفالية، في وقت كثرت فيه الاغاني الطويلة والحزينة، او ان نظاراته الطبية وهيئته توحيان بكونه مديرا عاما او مدرسا، اكثر مما توحي بكونه مطربا، وربما يكون السبب اسم «فلك» الغريب في عالم الغناء.. صارحناه بذلك، وطلبنا منه تحديد السبب الذي جعل عبد فلك واحدا من المطربين المعروفين، مباشرة، بعد ظهوره الاول، فقال: ـ كل هذه الاسباب مجتمعة ساهمت في اطلاقي لدى ظهوري امام الجمهور في بداياتي، والاسباب نفسها ادت الى تأخر شهرتي، واختلافي عن جيل المطربين الذي ظهر ونال صفة النجومية بأسرع مما نتخيل كلنا، وحجز مباشرة الخط الاول، بينما تخلفت انا الى الخطوط الخلفية.

* لكنك تقف الآن ضمن الخط الاول ايضا؟

ـ بعد سنوات طويلة اختفيت فيها، وتأنيت في الظهور، وصادفت عراقيل لا قبل لي بها اسهمت في تأخري.

* فما الذي اعاد التألق الى نجمك؟

ـ الاختلاف عن السائد ايضا.. ففي وسط معمعة الانغام الخفيفة جدا والكلمات اللاهثة، والاداء الاستعراضي، كنت المطرب الذي حافظ على اصالة الاغنية.

* لماذا يطلق عليك لقب مطرب المثقفين؟

ـ لاني اعتدت الغناء بين اصدقائي المثقفين في الامسيات، واختيار اغان تطرب القلب والاذن والذاكرة التي تحن الى الماضي واصالته، كما اني لم اغن حتى الان في صالات الملاهي والنوادي.

* ألم يراودك اغراء الايقاع الصاخب وما يرافقه من شهرة؟

ـ هي شهرة زائلة بزوال هذه الظاهرة، اما شهرتي المدروسة فباقية، لاني لم اغرف الا من نبع الاصالة والطرب الحقيقي.

* تفضل الغناء السبعيني كما يُظن، وبه اشتهرت الآن، فهل تريد كسب مستمعين من محبي ذلك الجيل، ام تحاول كسر القاعدة العامة فقط؟

ـ حتى الشباب المولع باغان لا تحمل طعما ولونا ورائحة، يقف اجلالا لاغاني العمالقة لتلك الفترة الذهبية (السبعينات) في تاريخ الغناء. وقد اخترت اعادة بعض اغانيها الشهيرة بصوتي، لان بقاءها على رفوف الاذاعة والتلفزيون بصورة مهملة اثار شجوني، وقد اجتذب ذلك الشباب، وبدأوا يستمتعون بالصنف الذي اقدمه الى جانب الاصناف الاخرى.

* يقال ان الملحن محمد جواد اموري قرر ان يقاضيك لغنائك اغنية «افز بالليل» دون ان تأخذ رأيه او تستأذنه، فما هو السبب؟

ـ خلال احدى الحفلات العائلية في نادي الصيد طلب مني بعض المستعمين اداء اغان تراثية، فغنيت «افز بالليل» واغاني اخرى، وهذا شيء شائع لاني لم اسجلها في ستوديو، وكل المطربين يمكن ان يقدموا في الحفلات اغاني لمطربين اخرين، كما اني لم اسرق الحان اموري كما اتهمني، بل غنيت اغنية معروفة له سبق ان غناها كثيرون غيري، فما الذي يسبب له الحساسية، والكل يعرف انها اغنيته في الاصل!!

* سرت وكريم منصور في نفس الخط فبالغتما في الاهتمام بالمفردة واللحن واحترام ذوق المستمع، لكنك اشتهرت اكثر منه، فما السبب؟

ـ لست من جيل كريم منصور، فانا سبقته بسنوات عرفني الناس خلالها، واعتادوا على الخط الذي اخترته، كما ان كريم خجول جدا، حتى في تأكيد حضوره امام الجمهور. صوته جميل واغانيه اجمل، وثقافته رائعة، لكنه لا يزال يبحث عن تراكم الخبرة، رغم انه حدس بذكائه ما يريده المستمع العراقي المثقف جدا، وقدم له وجبات عصرية وتراثية لذيذة.

* في الخارج، هل احب الجمهور اغانيك بعد اعتياده على الاغاني السريعة؟

ـ الفنان العراقي في الخارج له احترام وتقدير خاص، كما ان اللون العراقي مرغوب.. لقد غنيت في المغرب وانبهر الجمهور باعمالي رغم عدم معرفتهم باسم، وفي الخليج طلبوا مني اقامة عدد كبير من الحفلات.

* كيف تفسر اختفاء رواد الاغنية في وقت تزداد فيه الحاجة اليهم؟

ـ روادنا لم يفلسوا او ينضب ابداعهم كما يتخيل البعض، بل ان الاغنية صارت تكلف الملايين، واغلبهم غير قادرين على انتاج اغنية.

* لمن تغني؟

ـ للانسان، للارض والغربة.. لكل ما يخاطب الروح ويطربها..

* ماذا تسمي اغنياتك اذا طلبنا منك ان تطلق عليها لقبا؟

ـ اسميها اغاني واقعية راقية.

* ألا تجد الدراسة ضرورية لدعم الموهبة؟

ـ الدراسة لا تصنع الموهبة بل تصقلها، وانا صقلت تجربتي بالممارسة، كما اني اجيد العزف على آلة العود على عكس ما يقولون!

* في اغنية «مشوار» تظهر راوية رسمي الهيئة، بينما يمثل شاب اخر قصة الاغنية، فلماذا لم تمثلها انت؟

ـ كانت وجهة نظر المخرج، وانا اعتقد ان شكلي ايضا له دور كبير في ذلك!

* افضل اغنياتك؟

ـ «آنه بدونك»..

* لو مثلت يوما.. من تختار من الممثلات لتقف امامك؟

ـ غزلان.. فهي مطربة وممثلة ناجحة.

* هل تعتقد انك ستنجح عربيا ايضا؟

ـ طموحي ان احصل على نجومية عربية.

* من يقف معك في حلبة المنافسة من المطربين؟

ـ لكل مطرب لونه المميز وجمهوره، وانا لا اجد منافسا معينا لي، بل اننا نسعى جميعا للنجاح، وللتفرد.

* من هو افضل مطرب عراقي غنى الموال؟

ـ كثيرون، لكني افضل منهم الراحل رياض احمد، والمتألق كاظم الساهر.

* والشباب؟

ـ حاتم العراقي، وحبيب علي.

* وانت؟

ـ لن اقول ذلك عن نفسي، فالفنان الحقيقي يرشحه الناس.

* هل صحيح ما يقال عن انتقاصك من غناء كاظم الساهر وادعائك بانك افضل منه؟

ـ خلال مقابلة صحافية قلت ان كاظم الساهر فنان كبير، لكنه لا يجيد الاغنية الريفية كما اجيدها، وهذه ليست اساءة له، لكن المحرر حول الحديث الى انتقاص، وما شابه!!

* لا بد ان الصحافة تسيئ اليك كثيرا؟

ـ ليس لي وحدي، بل لكل الفنانين.

* لماذا لم تغن بدون نظارات؟

ـ لضعف بصري الشديد، ولاني لن اكون «عبد فلك» الذي اعتاد الناس على رؤيته بنظارتيه!

* واسمك.. لماذا لم تغيره ما دام البعض لم يهضمه حتى الآن؟

ـ لا ادري.. اشعر انني يجب ان اخرج الى الناس بجلدي الحقيقي، ولا داعي للرتوش.. موهبتي تكمن في صوتي، وانا استغله لتحقيق مطامحي الفنية. والناس احبت الاستماع الي من خلاله، فما الداعي اذن الى تغيير اسمي.. هل يطور الاسم الجميل قدرتي على الاداء، فيزيد بذلك المعجبون بفني.. لا اظن!! =