السرقة الأدبية.. الكسان لم يقرأ «هجرة القلوب إلى القلوب»

TT

نشر في العدد رقم 7976 تاريخ 2000/9/29 من جريدتكم الموقرة مقال لجان الكسان يتحدث فيه عن سرقات نصوص الاعمال الدرامية السورية، متجنيا على ابرز رموزها ومبدعيها، بأسلوب من التهويش وتعمد الاثارة لم نعهده في «الشرق الأوسط» الجادة الرصينة.

ومما جاء في (المانشيت) ـ ثلاثة كتاب يدعون ملكية نص مسلسل (هجرة القلوب الى القلوب) ـ متعمدا الاساءة لسمعتي وكرامتي.

وفي سياق المقال يقول الكسان: «اثير موضوع سرقة نصوص الاعمال السورية في الصحافة السورية» ولم تكن هذه الاثارة سوى مقال واحد نشره عبد الاله ارحيل في جريدة تشرين العدد 7781 تاريخ 2000/8/19 فبنى الكسان، احكامه عليه، وزعم ان ما جاء فيه وثائق مقنعة، واصر ان الكسان، لم يشاهد المسلسل ولم يقرأ رواية ارحيل.

يقول ارحيل انه اعد نصا تلفزيونيا عن روايته التي صدرت عام 1987 وقدمه لجهة انتاجية اردنية، فتفاجأت هذه الجهة ان مثيلا لنصه (نسخة فوتو كوبي عنه) يعرض على الشاشة وهو مسلسل (هجرة القلوب الى القلوب) تأليف عبد النبي حجازي واخراج هيثم حقي، فعقدت الدهشة ألسنة اصحاب الشركة ـ كما يقول ارحيل ـ ويضيف ان هناك اسمين هما: فهد الخزاع، وعارف الاعمى، قد حُرَّفا ووردا في النص الذي يزعم انه مسروق من روايته، ولا احد يدري لماذا اختار هذا التوقيت بعد عشر سنوات؟

في البداية اقول يؤسفني ان اجد نفسي مضطرا ان افند مزاعم هذين السيدين ـ بعد ان ترددت طويلا ـ واحسبني ما كنت حركت ساكنا لولا امرين:

الأول: حرصي على الدراما السورية ـ وانا جزء منها شئت أم ابيت ـ كي لا يتصدى احد ذات يوم ليقذف العاملين فيها باتهامات باطلة بقصد الاساءة الى سمعتهم وكرامتهم.

والثاني: ان الموضوع نشر في جريدتين: «الشرق الأوسط» و«تشرين» المعروفتين بالجدية والتألق، واللتين اكن لكل منهما كل الاحترام والتقدير، واللتين اعتب عليهما كل العتب، لأنني استغرب ان ينشر اتهام خطير مثل هذا بلا ادلة سوى دعاوى ممن يبحث عن الظهور ولو بأية وسيلة، ومن يسانده متسرعا ومهوشا.

انا لا أعتب على اي من الكسان وارحيل.

تعريف بمسلسل (هجرة القلوب إلى القلوب):

ـ المسلسل مؤلف من ثلاثة أجزاء موزعة على 28 حلقة / ساعة / تلفزيونية هي:

1 ـ الغزو.

2 ـ الثأر.

3 ـ التحويل والالتحام.

ـ المكان:

1 ـ ريف دمشق.

2 ـ مدينة دمشق.

ـ الزمان: منذ اواسط الثلاثينات وحتى اواسط الخمسينات.

ـ الموضوع: الصراع بين الريف والبادية، وبين القرى المتجاورة، وبين الريف والمدينة واختلال الامن وضياع الناس، ثم الاجماع على الصراع مع المستعمر الفرنسي آنذاك.

ـ عدد الشخصيات يزيد على 65.

ـ عدد الشخصيات الرئيسة في حدود العشرين منها: هزاع الدباك (أبو دباك) وهديبان (الأعمى)، وفي رواية ارحيل فهد الخزاع وعارف الأعمى.

قدم النص الى مديرية الانتاج في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون في سورية خلال صيف عام 1985، وحول الى لجان الرقابة، اي قبل صدور رواية ارحيل المذكورة ـ رتيبة في سيرتها الغريبة ـ بعامين، وتقرر تملكه في ميزانية العام التالي 1986. (التملك يعني دفع قيمة النص وادراجه في الخطة الانتاجية).

ثم تملك الجزء الاول (الغزو) لصالح مديرية الانتاج في الهيئة بموجب الكتاب رقم (267 /ص) تاريخ 9 فبراير (شباط) 1986، والجزء الثاني بموجب الكتاب رقم (1179 /ص) تاريخ 23 اغسطس (آب) 1986، اي قبل صدور الرواية بعام. وتم تملك الجزء الاخير بموجب الكتاب رقم (585) تاريخ 14 يونيو (حزيران) 1987. (أرفق صورا عن الكتب المذكورة).

لم تستطع الهيئة انتاجه خلال الاعوام 1986 ـ 1987 ـ 1988، لعدم توفر الميزانية المطلوبة.

في عام 1989 تم الاتفاق على الانتاج المشترك بين الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون في سورية ومؤسسة الخليج للانتاج الفني ـ الامارات العربية المتحدة (دبي)، وادرج في الخطة الانتاجية المشتركة، مع عدد من الاعمال الاخرى.

تم انتاجه في عام 1990. ويعد اول عمل ملحمي يتم انتاجه في سورية.

عرض للمرة الاولى في التلفزيون العربي السوري وتلفزيون الامارات العربية المتحدة (دبي) في وقت واحد: يوم السبت الأول من رمضان عام 1411 ـ الموافق 16 فبراير (شباط) عام 1991.

عرض بعد هذا التاريخ في معظم المحطات التلفزيونية العربية ـ ان لم يكن كلها ـ وتكرر عرضه في عدد من المحطات اكثر من مرة.

في عام 1999 اجريت له عمليات (دوبلاج) الى اللغة الفارسية وعرض في ايران.

اخيرا اقول: لقد خانتك الفطنة يا عبد الاله في ثلاثة امور بعد تجربة لك في مجال الادب والصحافة عمرها نحو ربع قرن وهي:

الأول: ان كتابة نص تلفزيوني مثل (هجرة القلوب) تتطلب سنوات من الصبر تتخللها عمليات من البحث عن المراجع والوثائق، وشهود العيان من كبار السن، ليظهر بما ظهر عليه.

الثاني: اذا اعطينا ثلاثة كتاب (معدين) نسخة عن نص روائي واحد، وطلبنا من كل منهم ـ على حدة ـ ان يكتب (سيناريو وحواراً) لهذا النص فيستحيل ان تكون النتيجة ثلاثة نصوص تتشابه بشكل (فوتو كوبي)، لأن عملية الاعداد عملية ابداع فردية، ولكل من هؤلاء الثلاثة مزاجه ورؤيته، واسلوبه في المعالجة. اما اذا ظهر لنا نصان من هذه النصوص التي اعدت متماثلان (فوتو كوبي) فليس امامنا سوى ان نحكم ان احدهما سرق الاعداد بحرفيته من الآخر. وهنا اذا اثبت بالدليل القاطع ان النص الذي تقول انك اعددته عن روايتك، هو صورة (فوتو كوبي) عن نص (هجرة القلوب). وبما ان هذا النص سلم الى مديرية الانتاج في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون قبل عامين من صدور روايتك (رتيبة في سيرتها الغريبة) فهذا يعني احد امرين:

1 ـ ان تكون اقتحمت ـ بالخفاء ـ ديوان مديرية الانتاج، وصورت النص، واعدته، وهذا مستحيل طبعا.

2 ـ او تكون سبحات الحلم، وعدم الدقة قد انتهبتك فكتبت ما كتبت، وبعد عشر سنوات بدوافع لا يعلمها إلا الله.

الثالث: ان دليلك في تشابه الاسماء، يدعو للسخرية. وانت تعلم ان اسم هزاع في منطقتنا كثير خاصة في ذاك الجيل، اما (خزاع) بطل روايتك فأؤكد لك انني لم اسمع به. واما ان يكون في روايتك شخص أعمى وفي (هجرة القلوب) شخص أعمى، وترى انها اقتباس وسرقة ووقوع الحافر على الحافر، فلست ادري ما اقول!! ختاما: ها انذا اضع الموضوع بين يدي الزميل رئيس تحرير «الشرق الأوسط» والزملاء محرريها، مع محبتي وتقديري.