اتحاد الكتاب المصريين يشرح أسباب فصل الكاتب علي سالم

TT

ما زالت أصداء قضية فصل الكاتب علي سالم من اتحاد الكتاب المصريين تتفاعل في الوسط الثقافي المصري، اذ أصدر الاتحاد أمس بياناً اوضح فيه أسباب لجوئه الى اتخاذ قرار الفصل، مشيراً الى ان سالم نشر كتاباً في مؤسسة قومية بعنوان «رحلتي الى اسرائيل»، كما انه دأب على التباهي بزياراته المتكررة الى الكيان الصهيوني.

وأضاف البيان ان سالم هو الوحيد بين الكتاب والمثقفين العرب الذي يجاهر بهذه العلاقة غير المعقولة وغير المشروعة، وهو ما يدل على اصراره على الخروج على موقف اتحاد الكتاب المضاد للتطبيع مع العدو وهو موقف ثابت لن يتغير، ويتفق معنا في ذلك اتحاد الكتاب العرب.

وذكر البيان ان سالم بمواقفه السابقة يعتبر مخالفاً للاجماع الثقافي العربي وقانون اتحاد الكتاب الذي يقرر ان أهدافه الأساسية العمل عن طريق الكلمة على تحرير الوطن العربي وتحقيق أهدافه القومية.

وكان مجلس ادارة الاتحاد قد اتخذ القرار بفصل علي سالم بعد ان تقدم الدكتور يسري العزب مقرر اللجنة القانونية بمذكرة قانونية ضمنها رأي اللجنة في ممارسات علي التطبيعية مع الكيان الصهيوني، مدعمة بالمستندات، وأشار فيها الى ضرورة اتخاذ موقف حاسم ضده وفصله من الاتحاد، وهو ما قرره المجلس في اجتماعه يوم 22 مايو (أيار) الحالي.

وقد اتخذ الاتحاد خطوة أخرى في نفس الاتجاه حيث ارسل الى الجامعة الاميركية بالقاهرة انذاراً بأنه سوف يقف ضدها في حالة قيامها بالوساطة لترجمة أعمال كتاب مصريين الى العبرية.

من ناحية أخرى أفاد الدكتور مرعي مدكور المسؤول الاعلامي بالاتحاد ان مجلس الادارة فعل ذلك لأن الجامعة تقوم بدور الوساطة بين الكتاب المصريين ومؤسسات النشر الاسرائيلية لترجمة أعمالهم الى العبرية. وذكر ان الانذار أشار الى ان الاتحاد سوف يقف ضد الجامعة مثلما يقف ضد الكتاب المطبعين، وقد ردت الجامعة بأنها لا تقوم بذلك إلا بناء على موافقة الكاتب، وانها لا تتخذ اجراءات منفردة لانها تستطلع رأي المبدعين قبل موافقتها على القيام بدور الوساطة.

وقال د. مرعي ان الكتاب المصريين يرفضون ترجمة أعمالهم الى العبرية، وان الوحيد الذي وافق كان ابراهيم عبد المجيد، وقد تراجع عن ترجمة روايته بعد ذلك.

وذكر الأديب ادريس علي ان قرار فصل علي سالم من الاتحاد جاء متأخراً كثيراً، واشار الى انه قرار طبيعي، وطالب بأن يتم شطب كل من يسمح بترجمة أعماله الى العبرية أو يقيم علاقات مع اسرائيليين ويعلن عن ذلك.

وتابع ادريس: لكن هذا القرار لا يجب ان ينطبق على المصريين الذين يذهبون للسياحة، مشيراً الى ان زيارة اسرائيل ضرورية لمعرفة هؤلاء الناس، والتأكد انهم ليسوا كائنات اسطورية، واننا نستطيع أن نهزمهم.

وذكر ادريس ان الصراع معهم يجب ان يتم الاعداد له لانه صراع وجود، ومن هنا تصبح معرفتهم مهمة وواجبة حتى نتمكن من ادارة الصراع معهم الى ان نتخلص من وجودهم. وقال ان المعاهدة التي بيننا وبينهم لا تخرج عن كونها مجرد هدنة ولا يمكن ان يكون بيننا وبينهم سلام، لذا يجب ان نعرفهم من الداخل، وندرسهم كما يدرسونا.

وأضاف ادريس انني ارفض ان أطبع كتبي أو أترجمها الى العبرية، وقد اضفت بنداً في عقدي مع جامعة اركنساس يفيد ذلك.

وذكر الأديب ابراهيم اصلان ان قرار الفصل قديم وليس جديداً فقد كان موجوداً من أيام الراحل سعد الدين وهبة، لكنه لا يعرف السبب الذي أدى الى تأخيره، وأضاف اصلان ان القرار يأتي معبراً عن حالة الغليان الموجودة في الأوساط الثقافية في مصر والوطن العربي، ضد دعاة التطبيع الذين يجب عليهم ان يوجهوا حديثهم الي داخل اسرائيل، وموقفنا في هذا واضح، نحن لا نعتدي على أحد وهم الذين يعتدون، ويقومون بمجازر يومية ضد أبناء الشعب الفلسطيني أصحاب الأرض.

ورأى اصلان ان قرار الاتحاد ضد سالم عادي ورمزي، ويعبر عن رفض كل من لا يزالون يتشبثون بآراء تطبيعية لا تستند الى الواقع.

ورغم ترحيب محمد جبريل بقرار الاتحاد إلا انه قال «على الاتحاد ألا يتعامل مع موضوع التطبيع بالتقسيط، يفصل علي سالم ويترك غيره، وذكر انه يجب ان يطال قرار الفصل جميع المطبعين وهم معروفون.