«جارات أبي موسى» فيلم مغربي يعيد عهد المرينيين بمدينة سلا

قصة أم واجهت لحظات الخيانة والمعاناة وتعرضت للدسائس والمؤامرات

TT

شرع المنتج والمخرج السينمائي محمد عبد الرحمن التازي في تصوير فيلمه الجديد «جارات أبي موسى» الذي من المنتظر أن يعرض بالقاعات السينمائية الوطنية العام المقبل.

وأوضح التازي أن أحداث الفيلم التي تم اقتباسها من رواية للكاتب أحمد التوفيق ترجع بنا الى القرن 14 خلال عهد المرينيين بمدينة سلا ليحكي قصة شامة التي تجسدها الممثلة بشرى شرف وهي أم تخللت حياتها ومضات سعادة ولكن في نفس الوقت قدر لها أن تعيش لحظات عسيرة بسبب الخيانة والمعاناة التي تعرضت لها وكذا الدسائس والمؤامرات التي حيكت ضدها من طرف حريم السلطان، إلا أن «شامة» استطاعت أن تجتاز كل هذه المحن بفضل النصائح الحكيمة التي أسداها لها جارها أبو موسى الممثل عمر شنبوط.

وأشار الى أن أحداث الفيلم التي تتداخل فيها مشاعر متعددة كالحب والكراهية والسلطة والحرب ومشاكل المجتمع والجفاف يمكن أن تشكل واقعا معاشا في القرن 19 كما يمكن أن تعاش في القرن العشرين اعتبارا لكون هذه المشاعر لا ترتبط بحقبة تاريخية معينة.

وأضاف السينمائي المغربي أن هذا العمل الذي يعرف مساهمة عدد من الوجوه الفنية المعروفة كأحمد الطيب العلج ونعيمة المشرقي ومحمد مفتاح يعكس مدى الانشغال بالمحافظة على التراث أو ما يطلق عليه بـ«الحنين البناء الى الماضي».

وقال التازي انه على خلاف ما تناوله في الأفلام التي أخرجها لحد الان لمجموعة من الاعمال الفنية كالكوميديا والتراجيديا في افلام مثل «باديس» و«البحث عن زوج امرأتي» فإن فيلم «جارات أبي موسى» يتناول موضوعا تاريخيا.

وفضلا عن الحبكة القصصية يولي التصوير أهمية كبيرة «للمحافظة على التراث في محاولة لابراز مجموعة من الأشياء التي نمتلكها» خاصة على مستوى الهوية المغربية التي ستنعكس جوانبها المضيئة من خلال عراقة الملابس والأثات والديكور والفضاءات المختارة. وحذر المخرج المغربى من أن تكون «هذه الهوية في طريقها الى الاندثار من جراء تأثير ظاهرة العولمة التي قد تدفع بنا مستقبلا الى فقدان هوية مجتمعنا وتاريخنا وتنوع وغنى ثقافتنا» موضحا أنه لهذا السبب أولى اهتماما خاصا للملابس والأثات التي تم جلبها من متحف دار بلغازي.

وأوضح أنه «من دون أن أكون ماضويا أكثر من اللازم نتوفر على إرث يجب الحفاظ عليه» مشيدا في هذا الصدد بتعاون وزارة الثقافة والإتصال وبعض المؤسسات والأشخاص لإنجاز هذا الفيلم.

ويرى التازي انه باستخدام هذه المعطيات سيتاح بناء «فننا السابع» مشددا في الوقت ذاته على ضرورة حماية هذه السينما المحلية من هيمنة السينما الخارجية مستدلا في هذا السياق بفيلم «بلاك هاوك داون» الذى يصور حاليا بمدينة سلا وتطلب انجازه ملايين الدولارات وبسببه أصبح من الصعب جدا التعاقد مع تقنيين وفنيين فضلوا التعامل مع السينما الأميركية لكونها تمنح أجورا أفضل.

وتساءل عما إذا كان حافز هؤلاء الأشخاص يكمن في المقابل المادي أو المهنة في حد ذاتها، معبرا عن اقتناعه في الوقت ذاته أنه بالرغم من أن تصوير هذا الفيلم سيكون بالنسبة للمغرب مربحا على المستوى المادي فإن السينما الأجنبية على العموم ستكون لها آثار سلبية على الإنتاج الوطني خاصة فقدان روح المبادرة. وبالنسبة للمخرج المغربي فإن «هذه السينما ليست في متناولنا حيث يمكن اعتبارها مدرسة نتعلم منها الأشياء التي يجب تفاديها لكونها صناعة تجارية ونحن لم نرق بعد الى هذا المستوى».

يذكر ان فيلم «جارات ابي موسي» حصل على اعلى منحة مالية مقدمة من صندوق دعم الانتاج السينمائي المغربي وهي بقيمة 360 الف دولار.

=