وفاة الأمير فهد بن سلمان إثر سكتة قلبية

يصلى عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض اليوم .. والعزاء في قصر الأمير سلمان

TT

جدة ـ الرياض: «الشرق الأوسط» توفي امس الامير فهد بن سلمان بن عبد العزيز النجل الاكبر للامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض عن عمر يناهز السادسة والاربعين عاما.

واصدر الديوان الملكي السعودي بيانا امس اعلن فيه وفاة الامير فهد بن سلمان اثر اصابته بسكتة قلبية، وسيصلى عليه في جامع الامام تركي بن عبد الله في الرياض بعد صلاة عصر اليوم الخميس، وسيتقبل العزاء في قصر الامير سلمان بن عبد العزيز بالمعذر.

ولد الامير الراحل عام 1955 بالرياض ودرس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في معهد العاصمة النموذجي (الانجال سابقا)، واكمل دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الاميركية وحصل من جامعة كاليفورنيا على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، وعاد الى السعودية ليعمل مستشارا في وزارة الداخلية، ثم نائبا لامير المنطقة الشرقية، ثم اعفي من منصبه بناء على طلبه ليتفرغ لاعماله الخاصة.

وحظي الامير الراحل بشعبية كبيرة اثناء توليه منصب نائب امير المنطقة الشرقية، كما تولى الاشراف على عدد من الجمعيات الخيرية والطبية والاجتماعية آخرها عضو مجلس الادارة والامين العام للجمعية الخيرية لمرضى الفشل الكلوي والتي يرأسها الامير سلمان بن عبد العزيز. وشغل الامير فهد بن سلمان منصب نائب امير المنطقة الشرقية لمدة سبع سنوات.

وكان دور الامير محمد بن فهد امير المنطقة ونائبه الامير فهد بن سلمان واضحا وملموسا في المنطقة ابان فترة تحرير الكويت. وسرد الامير الراحل خلال احد الحوارات الصحافية اخيرا جوانب من تجربته في تلك الفترة قائـلا: «وجدنا ان بعض المحلات التجارية مغلقة وبالذات محلات المواد الغذائية والمواد الطبية وكنت حريصا على ان انزل الى الشوارع لأرى الواقع وان اشجع اصحاب تلك المحلات على معاودة مزاولة اعمالهم بشكل طبيعي وانه لن يكون هناك اي خطر علي ارواحهم».

واوضح الامير فهد بن سلمان كيف عاد وقتها على وجه السرعة الى المنطقة الشرقية من لندن حيث كان يقضي اجازته السنوية بعد ان تلقى خبر اجتياح العراق لدولة الكويت، وقال: اقلعنا من لندن عائدين الى السعودية، وجلست بجوار قائد الطائرة لاجراء بعض الاتصالات وحاولت الاتصال بالامير محمد بن فهد امير المنطقة الشرقية ووجدت صعوبة في ذلك لتواجده في الخفجي لاقناع امير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح بالعودة الى الدمام لأنه كان هناك خطر على حياته، وبأمور تتوافق مع حجم مفاجأة الاجتياح. واضاف: كنت احصل على الاخبار طوال رحلة العودة من المسؤولين الموجودين في امارة المنطقة الشرقية الى جانب الاخبار التي اتلقاها من الرياض واذاعة «البي بي سي»، ولم استطع النوم في الطائرة حتى وصولي للشرقية الثانية فجرا.

وعن بدايات مباشرته للعمل نائبا لامير المنطقة الشرقية بعد صدور الامر الملكي بتعيينه عام 1406هـ، تحدث الامير الراحل خلال حواره عن رحلة مغادرته للرياض ووصوله للظهران وكيف اصر شقيقه الامير سلطان بن سلمان ان يقود الطائرة من الرياض الى الظهران ابتهاجا وسرورا بتعيينه، وقال: ساعة وصولي للمنطقة كان في استقبالنا الامير محمد بن فهد امير المنطقة الشرقية ومجموعة كبيرة من اعيان واهالي المنطقة. وتطرق الى واقعة حدثت بعد وصوله مباشرة حيث قال: صادف ان كانت تقام هناك مباراة تجريبية للمنتخب السعودي مع احد المنتخبات، ونحن في طريقنا في السيارة اتجه الامير محمد بن فهد الى طريق آخر غير مؤد الى قصره وعندما سألته قال: اننا سنتجه الى الملعب. فطلبت منه ان اذهب وحدي الى مقره كي انتظره هناك حتى عودته على الا اذهب للمباراة. وسألني الامير محمد بن فهد عن السبب وقلت له ان خسر المنتخب اعتبروني فأل سوء وان كسب علم ذلك عند الله. واصر الامير محمد على ان نذهب سويا للمباراة التي انتهت بتعادل الطرفين، ومنذ ذلك الحين باشرت مسؤولياتي.

وكان للامير فهد بن سلمان دور فاعل وحضور مميز في نشاط عدد من الجمعيات الخيرية والاجتماعية خصوصا الجمعية الخيرية لمرضى الفشل الكلوي.

وعرف عن الامير فهد بن سلمان ولعه برياضة الفروسية، وكان من ابرز المتسابقين في ميدان الخيل السعودية، كما خاض السباقات العالمية وتمكن من الفوز بسباق الداربي البريطاني بالجواد «ليرفان». الا انشغاله بمتابعة اعماله قلص من مشاركته في السباقات، وكان قد حضر الشهر الماضي سباقات الخيل في بريطانيا. وكان آخر نشاط له على المستوى الخارجي، رعاية مباراة للبولو اقيمت قبل اسبوعين في لندن بين فريق بريطانيا الذي يضم الامير تشارلز ولي عهد بريطانيا، وفريق يضم مجموعة من اللاعبين العرب.