قصص من السعودية في كتاب لفهد المارك

طبعة رابعة لكتاب «من شيم العرب» للدبلوماسي والمقاتل الراحل

TT

صدرت في الرياض عن مكتبة الشقري الطبعة الرابعة من كتاب «من شيم العرب» للدبلوماسي الراحل فهد المارك الذي توفي في عام 1978 وهو الكتاب العاشر للمؤلف، إذ صدرت له من قبل 9 كتب تناول فيها القضية الفلسطينية وموضوعات أدبية وتاريخية واجتماعية بالاضافة الى 8 كتب تحت الطبع.

وسجل المؤلف في كتابه 156 قصة حقيقية وقع معظمها في السعودية تتحدث عن الشيم والأخلاق العربية الأصيلة من الوفاء والعفو وحرمة الجوار وغيرها.

ويقول المؤلف ان هذه القصص فيها من الروعة ما يدهش القارئ حتى ليخيل له أنها وليدة خيال مصطنع، ولكنها حقائق ثابتة لا مجال للشك في صحتها، إذ أن العرب وخاصة أهل البادية منهم أبعد مايكونون عن تصوير الخيال الوهمي، فهم واقعيون، وليس للخيالات المختلفة أي رواج عندهم، والمرء الذي يُعرف عندهم باصطناع الأحاديث يحتقرونه ويستهزئون به، لهذا نجدهم لا يفخرون إلا بالحوادث الواقعية.

وأضاف المارك في تقديمه للكتاب: «أقدم قيماً أخلاقية كان اسلافنا يقومون بها كنظام اجتماعي أملته عليهم اخلاقيتهم الأصيلة واطمأنت إلى الأخذ به نفوسهم الطاهرة. فالوفاء جزء من طباعهم، والعفو عند المقدرة خلق أصيل في أعماقهم والأمانة سجية راسخة الجذور في نفوسهم».

وأضاف: «ونحن اذ نفخر بكرم حاتم ونترنم بوفاء السموءل، ونعتز بعلم الأحنف، ونتباهى بشجاعة عنترة، فإننا نؤكد بهذا السفر بأن شيم العرب الأصيلة، لم تدرس ولم ينطمس أثرها بذهاب أولئك القوم».

وتناولت قصص الكتاب الوفاء والأمانة والعفو، وعفة النساء، وحماية المستجير، وحماية الجار واكرامه، والصبر على المصائب، واصطناع المعروف، والمكافأة عليه، وبر الوالدين وفطنة المرأة العربية، وأفعال البر والسخاء المحمود، والشجاعة الأدبية والفكرية، وإكرام رفيق السفر والذود عنه، والنخوة العربية، والمروءة، والفراسة.وهو يقع في مجلدين يحتوي كل مجلد على جزءين وبلغ عدد صفحاته 1436 صفحة.

والمؤلف فهد المارك ولد في مدينة حائل عام 1910، والتحق بدار التوحيد بالطائف عام 1940 ، وتطوع مع المجاهدين العرب في فلسطين عام 1948. كما شارك مشاركة فعالة في معارك المالكية شمال فلسطين ونال عدة أوسمة تقديرية لمواقفه العسكرية والحربية. وقد عينه الملك عبد العزيز عام 1950 ملحقاً دبلوماسياً في سفارة السعودية بدمشق، كما كان أول مندوب سعودي لمكتب مقاطعة اسرائيل في مقره الرئيسي بدمشق. بعد ذلك، عمل في عدد من السفارات السعودية في الخارج، وعينه الملك فيصل ممثلاً متفرغاً له في الاتصال مع حركة فتح الفلسطينية منذ بداية انطلاقتها عام 1965 واستمر متفرغاً ومكرساً كل حياته لهذا العمل حتى وفاته عام 1978. ومن مؤلفاته المطبوعة: من شيم العرب، فهد بن سعد ومعرفة ثلاثين عاماً، هكذا يكون الاصلاح، هكذا نصلح أوضاعنا الاجتماعية، التطور الفكري في جزيرة العرب في القرن العشرين، كيف ننتصر على اسرائيل، كتاب الهدامون والبناؤون، سجل الشرف، افتراها الصهاينة وصدقها مغفلو العرب. أما كتبه تحت الطبع فهي: كتاب جهاد فيصل الصامت وجانب من عظمته، تاريخ جيل في حياة رجل «محمد العوني»، من تاريخ الثورة الفلسطينية، كتاب من الطفولة إلى الكهولة، كتاب كيف هزمنا، جيل يتهم جيلا، لن نهزم اسرائيل عسكرياً قبل أن نهزمها اعلامياً، والجزء الخامس من كتاب من شيم العرب.