«ذنبه على جنبه» مسلسل سعودي يحمل جملة من التصورات الخيالية التي تسقط على الواقع بعدا رمزيا

TT

بعد أقل من ثلاثة أشهر على وفاة ولده البكر، استعاد الفنان السعودي جعفر الغريب نشاطه ليباشر باندفاع واحداً من أهم محطاته الفنية وهو مسلسل «ذنبه على جنبه».

ويحتل الغريب في هذا المسلسل دوراً متميزاً، فهو المؤلف في ثاني تجاربه في كتابة السيناريو، وهو المنتج أيضاً في أول انطلاقة له في حقل الانتاج الدرامي وصفها في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأنها خطوة محفوفة بالمخاطر، ولكنه يقتحمها بعزيمة قوية. ويشترك الغريب في بطولة المسلسل.

والمسلسل المكون من 13 حلقة يخرجه زكي القاسم، ويضم عدداً من الممثلين السعوديين بينهم علي السبع وسمير الناصر وسعيد القريش وابراهيم الحساوي ومحفوظ المنسف وسليمان الزبيل ومعتز العبد الله وعدد من الوجوه النسائية من البحرين وعمان وسورية.

ومن المتوقع أن يدخل المسلسل قريباً مرحلة المونتاج قبل أن يسلم للتلفزيون للعرض خلال الشهر المقبل، وتبدو قصة المسلسل التي كتبها الغريب واحدة من التوليفات الدرامية التي تحاول المزاوجة بين هموم واقعية، وبين جملة من التصورات الخيالية التي تسقط على الواقع بعداً رمزياً، في حين نجح الغريب في توظيف عنصرين أساسيين الأول الكوميديا للخروج من صرامة القصة، والثاني الاقتراب من محاكاة الواقع.

وقصة المسلسل تدور حول بطل المسلسل الذي يملك مصنعاً للمأكولات، يعمل فيه ابن أخيه الذي يتعرض لسوء معاملة من عمه، الى أن يكتشف العم ان ابن اخيه قد ورث مبلغاً مليونياً كعادة الوارثين الخليجيين في المسلسلات، فتتغير المعاملة لتصل الى تزويجه ابنته واسكانه في بيته، قبل أن يكتشف العم أن ذلك ليس سوى الوهم، فلا وارث ولا ميراث، بل يواجه العم متاعب أخرى تؤدي به الى اغلاق المصنع والافلاس. وهنا ينجح المؤلف في الاقتراب قليلاً من الواقع، فابن الأخ يبدأ حياته في العمل في سوبر ماركت، ويوفر لعمه فرصة العمل كمحاسب، الى أن يقضي دينه ويستعيد مصنعه. في الاطار العام، القصة ليست بعيدة عن خيالات المسلسلات العربية التي ترحب بالوارثين حتى تكتشف أن أموالهم طارت مع رياح الوهم، وليست بعيدة عن تصورات المسلسلات الخليجية، حيث الأبطال فيها دائماً أصحاب مصانع وعقارات وفنادق، لكنها وظفت الصراع الاجتماعي، بأشكال متعددة وسط رؤية فنية ربما يتمكن المخرج زكي القاسم من اضفائها على العمل.