بلدية نيويورك تهدد بمصادرة سيارات الدبلوماسيين العرب وتطالب بتسديد قيمة المخالفات المرورية

TT

هددت بلدية نيويورك بمصادرة سيارات تابعة للقنصليات أو البعثات الدبلوماسية الممثلة لدولها في الأمم المتحدة، ومنها لدبلوماسيين عرب تصدروا لائحة «العشرة الأكثر مخالفة لقوانين السير» أصدرتها مصلحة المرور قبل أسبوعين، إن لم يدفعوا حتى آخر الشهر الحالي 21 مليون دولار، منها مليونا دولار غرامات عن 29 ألف مخالفة مرور ارتكبتها بعثات مصر والكويت والمغرب في العامين الماضيين.

وورد في بيان أصدره أمس جيمس موزيس، المتحدث باسم قسم الشؤون المالية في مصلحة المرور ببلدية نيويورك، أن شرطة السير ستنفذ أوامر صدرت لها بمصادرة كل سيارة دبلوماسية مدينة بأكثر من 230 دولارا كغرامات عن مخالفات مرور خلال العامين الماضيين، والاحتفاظ بها الى أن يسدد صاحبها ما عليه. وقال إن في نيويورك 289 بعثة دبلوماسية، تستخدم ألفين و700 سيارة، ارتكب سائقوها أكثر من 200 ألف مخالفة، قيمة غراماتها تزيد عن 21 مليوناً و360 ألف دولار، الا أنه لم يدفع منها سوى 160 ألفا و682 دولارا، والباقي معلق برسم التحصيل الصعب، بسبب الحصانة الدبلوماسية. وكانت «الشرق الأوسط» قد تحدثت عبر الهاتف حين صدور اللائحة قبل أسبوعين الى هشام الغانم، العامل منذ 4 سنوات كمشرف على الملف الاعلامي في البعثة الكويتية لدى الأمم المتحدة، فشرح أسباب المنشور ضمن «لائحة المخالفات» من توابع وهوامش أوضحت بالأرقام عدد مخالفات المرور التي ارتكبها أعضاء كل بعثة عربية، ومعها مجموع قيمة الغرامات غير المدفوعة الى الآن، كالبعثة المصرية المؤلفة من 40 شخصا، بينهم 15 دبلوماسيا، ارتكبوا حتى أواخر العام الماضي 15 ألفاً و924 مخالفة مرور، قيمة غراماتها مليون و630 ألفاً و181 دولارا. الا أن البعثة لم تدفع منها سوى 965 دولارا. أما الباقي فلا مجال لتحصيله «ممن حصانته الدبلوماسية رادعة» بحسب بيان مصلحة المرور التي ناشدت رئيس البلدية، رودولف جيولياني، أن يفعل شيئا لحل أزمة الصعوبة في التحصيل، وهي أزمة قديمة أخرجته عن طوره في 1997 حين وعد بتحصيل الغرامات من الدبلوماسيين «حتى ولو أدى ذلك الى نقل مقر الأمم المتحدة وقنصليات الدول الأجنبية من المدينة» على حد تعبيره ذلك الوقت.

أما البعثة الكويتية، المؤلفة من 30 عضوا، بينهم أكثر من 10 دبلوماسيين، فارتكبت سياراتهم حتى أواخر العام الماضي 8 آلاف و775 مخالفة، وصلت غراماتها التي لم تدفع منها شيئا حتى الآن الى 981 ألفا و571 دولارا، فاحتلت بذلك المرتبة الثالثة في اللائحة، فيما ارتكبت البعثة المغربية، وهي من 18 شخصا، بينهم 6 دبلوماسيين، ما جعلها تحتل المرتبة السابعة في اللائحة، أي 5320 مخالفة، غراماتها 554 ألفا و750 دولارا، دفعت منها 920 دولارا.

وكان هشام الغانم قد ذكر أن المشكلة «هي في الشارع 44 الذي تقع مكاتبنا فيه» أي مكاتب البعثات المصرية والنيجيرية والكويتية، التي احتلت المرتبات الأولى والثانية والثالثة باللائحة، لأنه ضيق وقصير، بالكاد يبلغ طوله 150 مترا. وهو مزدحم وفيه كنيسة وفندق «يو. ان. بلازا» وفيه مركز لليونيسيف، وحوالي 4 عمارات سكنية، ويعتبر الأقرب الى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، شارحا أن مصلحة المرور خصصت موقفين لسيارات كل بعثة من البعثات الثلاث «وهذا قليل ولا يفي بالغرض. من أجل ذلك نضطر أحيانا الى ايقاف سياراتنا في مواقف غير مخصصة للدبلوماسيين، فيأتي شرطي الشارع ويحرر بها غرامة، وهكذا هي الحال». وذكر أن قانون المرور يسمح للشرطي بتحرير غرامة كل نصف ساعة ضد السيارة المخالفة «وهذا هو السبب الأول في كثرة عدد المخالفات». وقال إن البعثة الكويتية كلفت محاميا بحل الأزمة مع مصلحة المرور.