يوم في حياة نواز شريف في جدة: يقضي وقتا طويلا على الإنترنت ويعشق الأطباق السعودية

TT

وثّق نواز شريف رئيس وزراء باكستان السابق الذي يعيش في جدة منذ حوالي 18 شهرا، هذه الأيام صلته بالكمبيوتر والانترنت حيث يتابع من خلالها العالم لمعرفة الأخبار كافة. ويقضي وقتا أطول من ذي قبل في التعامل مع الشبكة.

ورصدت «الشرق الأوسط»، خلال زيارة لمقر اقامته، استمرت عدة ساعات، جانبا من برنامجه اليومي الذي يحرص فيه على الإطلاع ومتابعة ما يدور في الساحة الدولية، عبر الصحف الدولية والباكستانية خاصة التي تصل إليه يوميا ومن خلال شبكة الانترنت.

وبدا واضحا حرص شريف على عدم الخوض في النواحي السياسية لبلاده، وما يدور فيها من مستجدات، مشددا على ان الوقت لم يحن بعد لمثل هذا الحوار.

كانت البداية في التحاور مع نواز شريف في العام الماضي حين دارت انباء حول مساهمته كشريك في صفقة شراء سلسلة سوبرماركت الدانوب والتي يرجح فوز مجموعة بن داوود التجارية بها. وهو ما نفاه حينها، وجدد تأكيده أمس عدم وجود علاقة له مع التجارة والأعمال، إذ ان ابنه حسين يهتم بهذا الجانب، كان نتاجها أخيرا تأسيس الأخير مصنعا للحديد والصلب في جدة بمشاركة رجال أعمال سعوديين.

وبيّن حسين انه يسير على خطى جده لأبيه محمد (عمره حاليا 84 عاما) احد رجال الأعمال البارزين والذي عمل من العام 1937 في ذلك المجال، مع صناعات أخرى أهمها السكر.

وشرح نواز شريف مدى تأثير الخلفية العملية والتجارية التي تلقاها من والده على نظرته نحو القطاع الخاص خلال فترتي رئاسته للحكومة عامي 1990 و1997، وهذا المكتسب ما يسعى إليه هذه الأيام ابنه حسين.

ونتيجة لوجود رئيس وزراء باكستان السابق في جدة لمدة تزيد عن 18 شهرا، فقد تعرّف من خلال احتكاكه اليومي على الكثير من العادات السعودية، وتعدى ذلك الى توثيق علاقته بالمطبخ السعودي حيث يعتبر الوجبات المحلية الأقرب إلى معدته، وفضل عدم تسمية تلك الأطباق تفاديا لعدم الخلط بين أسمائها.

واقتبس رئيس وزراء باكستان السابق الذي ولد في لاهور العام 1949 عدة كلمات عربية، وقال ان أول ما تعلمه عبارة: كيف الحال؟ (ضحك بعدها)، مبديا حماسه للاستمرار من تعلم المزيد من تلك العبارات مستقبلا.

وسأل عن مدينة أبها الواقعة في الجنوب السعودي، وطقسها هذه الأيام، وتمنى ان يزورها قريبا، مبديا استغرابه من هطول الأمطار صيفا فيها، إلا انه غير فكرته حين علم بقرب البحر الأحمر من مرتفعات السروات الجنوبية الغربية، مما يسهل هطول الأمطار نتيجة تصادم السحاب بقمم الجبال التي ترتفع إلى أكثر من 3.5 ألف متر، وفي ذات الوقت فانه واضب على زياراته إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة خلال الأشهر الماضية. وما ان تحدث عن السفر، حتى بدت على ملامحه عبارات الشوق الكبير للعودة الى بلاده، وبدا ذلك واضحا في عبارته التي تكلم فيها عن وطنه بحنين زائد.

والمعروف ان نواز شريف اتم دراسته في مدرسة سانت أنتوني الثانوية، وبعد تخرجه في كلية لاهور التحق بجامعة البنجاب وحصل على بكالوريس الحقوق. وشغل عضوية مجلس البنجاب الإقليمي فترة من الوقت، ثم انضم إلى مجلس وزراء البنجاب حيث عمل وزيرا للمالية عام 1981، ثم وزيرا للرياضة، وفاز في الانتخابات العامة التي أجريت عام 1985 بأغلبية في المجلس الوطني والمجلس الإقليمي. وأصبح كبير وزراء ولاية البنجاب. وأصبح رئيساً لوزراء بلاده في 6 نوفمبر(تشرين الثاني) 1990 بعد فوز تحالفه في انتخابات 24 أكتوبر(تشرين الأول) 1990، ورغم ذلك لم يكمل نواز شريف مدة الخمس سنوات وأقاله رئيس الدولة عام 1993، ثم أعادته المحكمة العليا إلى منصبه السابق، لكنه اضطر للاستقالة مع الرئيس في يوليو(تموز) 1993. وخلال فترة حكمه تلك بذل نواز شريف جهودا لتشجيع القطاع الصناعي بمساعدة القطاع الخاص. وفي فبراير( شباط) 1997 أعيد انتخابه رئيسا للوزراء بعد فوز جمعية الرابطة الإسلامية في الانتخابات وفي 12 أكتوبر 1999 أطيح بحكومة نواز شريف المدنية في انقلاب عسكري وحكم عليه بالسجن مدى الحياة ونفي إلى السعودية حيث يعيش الآن هناك مع أسرته.