«بابل» العراقية تعاود الصدور وتفتح النار على وزارة الإعلام العراقية التي أوقفت صدورها شهرا

TT

عاودت صحيفة «بابل» العراقية، التي يديرها عدي صدام حسين، الابن الاكبر للرئيس العراقي، الصدور بعد انتهاء مدة اغلاقها شهرا واحدا بقرار من وزارة الاعلام التي استهدفتها الصحيفة في عددها الصادر في هجوم لم يسبق لصحيفة عراقية ان مارسته.

وصدر عدد امس بـ 96 صفحة من القطع الصغير، متضمنا «دراسة وردود افعال حول ايقاف جريدة بابل»، اشارت فيه الى ان قرار الغلق لا يمت بصلة لمبادئ حقوق الانسان، وحرية الصحافة.. وجاء في وقت تتباحث فيه الحكومة مع «اطراف من المعارضة» حول الحريات السياسية والصحافية.. أي ان قرار الغلق يأتي في عكس الاتجاه المعلن عنه.

ونقلت الصحيفة في دراستها ما نشرته «الشرق الأوسط» باعتبارها اوسع الصحف العربية انتشارا، والتي اوضحت «ان الجريدة (بابل) دأبت منذ فترة صدورها الاولى على اغناء القارئ العراقي بما لم يعتد عليه من اخبار في صحافته اليومية الرسمية ومن خلال العديد من الابواب المقروءة مثل ركن «على ذمة الوكالات» الذي دأب القراء على متابعته والذي انفرد بنشر القرار 1441 واطلع من خلاله العراقيون على نص القرار، في حين امتنعت بقية الصحف العراقية عن نشره واكتفت بنقل تصريحات المسؤولين العراقيين الذين وصفوا بشتى الاوصاف السيئة كـ«المجحف والظالم واللعين والقرار الاميركي، وغيرها من الاوصاف».

واشارت الدراسة ايضا توضيحا لما نشرته «الشرق الأوسط» انخفاض مبيعات الصحف العراقية بعد اغلاق ( بابل ). وجاء في توضيحها ان مبيعات جريدة الثورة انخفضت بمعدل (2000 ـ 3000) نسخة، من اصل (15 الف نسخة )، بينما انخفضت مبيعات صحيفة الجمهورية بمعدل (4000 ـ 5000) نسخة، والقادسية (4000 ـ 5000) نسخة، والعراق (1000 ـ 1500) نسخة، والبعث الرياضي (1500 ـ 2000) نسخة.

واعتبرت «بابل» في دراستها ان اغلاقها اثر بصورة سلبية كبيرة على صورة العراق بشكل عام، وعلى صورة النظام وعلى حرية الصحافة وعلى سهولة تداول السياسيين للمعلومات.. كما ادت الى انتشار الكثير من الشائعات حول اسباب الغلق.

وبمناسبة معاودة صدورها خفضت «بابل سعر بيعها الى نصف ما كانت عليه استجابة وتقديرا لطلبات قرائها. وقد اصبح سعر الصحيفة الان 250 دينارا بدلا من 500 دينار.

وكانت وزارة الاعلام العراقية قررت في 20 الشهر الماضي وقف الصحيفة التي صدرت خلال حرب الخليج (1991) شهرا واحدا. ولم تذكر الوزارة رسميا ايضاحات عن سبب هذا الاجراء. وهو اجراء فريد من نوعه في العراق.

و«بابل» واحدة من سبع صحف يومية تصدر في العراق منها خمس سياسية هي «الثورة» و«الجمهورية» و«القادسية» و«العراق» و«العراق ديلي» باللغة الانكليزية بالاضافة الى «البعث الرياضي» المختصة بالشؤون الرياضية.