أول سعودية اخترقت مجال الإخراج عملت في الصحافة قبل أن تستقر في التلفزيون

هيام كيلاني لـ«الشرق الأوسط» فيلم «الأقدار الدامية» تجربة رائعة مع نادية لطفي

TT

تعد المخرجة هيام كيلاني من أبرز المخرجين السعوديين حالياً إلى جانب كونها المخرجة الأولى والوحيدة في التلفزيون السعودي. تلقت التكريم طوال مشوارها الفني الطويل من جهات عالمية عديدة بثت برامجها الأمر الذي أكد قدرة المرأة السعودية على اقتحام مجالات صعبة اعتبرت حكراً على الرجال حول العالم لفترة طويلة، فكانت من ضمن النخبة اللواتي نجحن وتميزن.

تحمل شهادة بكالوريوس ودبلوم معهد السينما قسم الإخراج، عملت في الصحافة منذ كانت في الرابعة عشرة من عمرها حيث كتبت في معظم المطبوعات السعودية كما عملت كمراسلة لمجلة «اليمامة» السعودية أثناء دراستها في مصر. كما كان لها وقفة مبكرة للكتابة الإذاعية في برامج أسرية وثقافية منوعة أبرزها برنامج «البيت السعيد» في الإذاعة السعودية إلى جانب عملها كمعدة ومذيعة في إذاعة «صوت العرب» أثناء دراستها الأكاديمية في مصر.

كان احتكاكها بالفن مبكراً حين غادرت السعودية إلى مصر في الخامسة من عمرها لتلتحق بمدرسة داخلية فرنسية حيث تمتلئ مرحلة الطفولة والصبا بمواقف تنبئ بولادة نجمة، غير أن اختيارها الإخراج السينمائي كدراسة جامعية لم يكن قراراًً هيناً خصوصاً أمام رفض الأهل لهذه الفكرة لكنها نالت موافقتهم على دراسة الإخراج في مصر، وتقول هيام بهذا الصدد إن دراسة الفن أخذت سبع سنوات من عمرها كانت كافية لأن تدرس الطب ولكن عشق الفن دفعها حينها للإصرار على اختيارها ومازال يدفعها حتى الآن كي تقدم أفضل ما لديها.

وعن العروض التي تلقتها للمشاركة في أعمال فنية أثناء دراستها في مصر تقول الكيلاني انها تلقت دعوة للمشاركة كممثلة في مسرح الورشة الذي كان يقيمه الفنان محمد صبحي في فترة عمله كأستاذ محاضر في معهد الفنون المسرحية والذي اكتشف من خلاله العديد من الممثلين بالإضافة إلى عروض أخرى أبرزها من خيري بشارة وأحمد فؤاد، ولكنها استثمرت وجودها في مصر بالعمل كمخرجة متدربة في العديد من الأفلام. وتصف الكيلاني تجربتها كمساعدة مخرج في فيلم «الأقدار الدامية» بالتجربة الرائعة التي فتحت أمامها جسوراً للتواصل حيث أنه إنتاج أوروبي جزائري لعبت دور البطولة فيه الفنانة المصرية ناديا لطفي.

غير أن سنين إقامتها الطويلة في مصر والعروض المغرية التي تلقتها لم تشكل لديها يوماً عامل جذب بأن تستقر في القاهرة هوليوود الشرق فعادت إلى السعودية رغم يقينها بأن شهادتها العالية في الإخراج لن تتجاوز حقيبة يدها إلا أن ظروفاً غير متوقعة فتحت المجال أمامها واسعاً لممارسة الإخراج.

وتعترف هيام بأنها واجهت تحديات كبيرة في بداية عملها في التلفزيون السعودي لم يكن مردها فقط كونها أنثى إنما لعملها في مجال لم تدخله سيدة قبلها مطلقاً رغم وجود العديد من المعدات والمذيعات اللاتي سبقنها مثل مريم الغامدي، وسلوى شاكر إنما لم يكن هناك أي مخرجة فوجدت نفسها في حيرة ليس عن كيفية البدء بالعمل إنما عن أسلوب التعامل مع نظرات الاستغراب والاستهجان من حولها التي لم يكن سببها الوحيد عدم اقتناع العاملين معها بقدرتها كسيدة على التحكم بمقدرات برنامج وتحمل مسؤوليته كاملة إنما كانت هناك صعوبات متعددة في التعامل مع الزملاء، ولكنها أثبتت أن المرأة تمتلك ميزة الصبر وقد تعاملت مع زملائها من الرجال من هذا المنطلق إلى أن أثبتت جدارتها واعتادوا وجودها كأخت لهم قبل ان تكون زميلة، الأمر الذي احتاج تحقيقه وقتاً طويلاً، وكان أنها اضطرت للتخلي عن أنوثتها لتتأقلم مع بيئة عمل يسيطر عليها رجال لم يعتادوا أن تقود عملهم امرأة ولكن أسلوبها المهذب ومرونتها في قيادة الفنين والمساعدين وعدم إبداء التذمر من بعض ردود الفعل على أوامرها أوصلتها لكسب ثقتهم واحترامهم. وتضيف أن لقب الديكتاتور الذي يطلقه البعض على المخرج صحيح سوى أنه لا يعود لرغبته في ممارسة السادية على من يعمل معه إنما لمحاولته تقديم عمله بشكل دقيق ومتكامل.

ونفت الكيلاني عزل المرأة العاملة في التلفزيون السعودي عن البرامج الاقتصادية، السياسية، أو النقدية ومحدودية عملها في نطاق برامج الأسرة مؤكدة أنها عملت في جميع أنواع البرامج الثقافية والدينية والبيئية وقدمت العديد من الأفلام الوثائقية كما غطت عدداً ضخماً من المؤتمرات والفعاليات بالإضافة الى قيامها بإخراج برنامج بيئي متميز منذ 10 سنوات قدمت من خلاله العديد من خبراء البيئة حول العالم ونالت عنه العديد من شهادات التقدير، كما أخذت منه قناة الـ« CNN » 6 حلقات، إلى جانب بث القناة الفرنسية الثانية فيلمين من إخراجها عن (الدرعية ونجد) بعد ترجمته للغة الفرنسية.

وعن أهم مشاركاتها والشهادات التي تلقتها قالت هيام: «أعتز كثيراً بشهادة تقديرية تلقيتها من منظمة اليونيسيف العالمية.

=