جزر القمر: إحباط محاولة انقلاب عسكري جديدة واعتقال ثلاثة وزراء في «القمر الكبرى»

TT

في تطور مفاجئ اعلنت امس سلطات جمهورية جزر القمر المطلة على المحيط الهندي احباط محاولة انقلاب عسكري جديدة للسيطرة على مقاليد الامور في أصغر وأفقر الدول الأعضاء بالجامعة العربية. واعتقلت قوات الجيش الموالية لرئيس البلاد العقيد عثمان غزالي عددا من الوزراء المحليين في الحكومة المحلية لأكبر الجزر القمرية الثلاث، من بينهم الشيخ علي بكر قاسم وزير الداخلية وعبد الرؤوف محمد وزير العدل وحمد اسماعيل وزير التعليم، ومحمد علي صالح المستشار الاقتصادي لعبد الباقي صولي الرئيس المحلي لجزيرة نجازديجا (القمر الكبرى)، بتهمة محاولة تدبير انقلاب عسكري جديد وتهديد الأمن والاستقرار في الدولة «التي شهدت على مدى الربع قرن الماضي 25 محاولة انقلابية للسيطرة على السلطة».

وتعد هذه هي احدث محاولة من نوعها يتم الكشف رسميا عنها منذ ان اعتقلت القوات الايطالية خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي مرتزقة أجانب كانوا يخططون للاستيلاء على الحكم في جزر القمر التي تحمل أسوأ سجل أمني في العالم من حيث تعدد الانقلابات العسكرية.

وقالت مصادر مسؤولة في العاصمة القمرية موروني لـ«الشرق الأوسط» ان العقيد عثمان غزالي الذي تم انتخابه العام الماضي كأول رئيس اتحادي لجزر القمر قد أمر قوات الجيش والشرطة المحلية (الدرك الوطني) بالسيطرة على كافة المنشآت الحيوية والمباني الحكومية في جزيرة نجازديجا (القمر الكبرى)، اثر حصول جهاز الاستخبارات المحلية التابع لغزالي على معلومات مهمة حول استعداد السلطات المحلية في اكبر الجزر الثلاث المكونة للاتحاد الفيدرالي القمري، للقيام بانقلاب عسكري للاطاحة بنظام حكم غزالي وتنصيب غريمه عبد الباقي صولي رئيسا للبلاد.

ولم يتضح بعد ما اذا كانت السلطات الاتحادية ستسمح بعودة صولي الموجود حاليا في السعودية لأداء مناسك الحج أم ستعتقله فور وصوله الى البلاد.

وأوضحت المصادر ان قوات الجيش بدأت عملية واسعة لتطويق مقرات الحكم الرسمية في جزيرة القمر الكبرى التي تضم العاصمة موروني بما في ذلك مبنى الاذاعة والتلفزيون ومقر الحكومة المحلية للجزيرة.

وأبلغت الحكومة المحلية لجزيرة نجازديجا«الشرق الأوسط» في بيان رسمي ان قوات الجيش الاتحادية هاجمت مقرها في موروني وفضت اجتماعا كان عدد من الوزراء يعقدونه لمناقشة الوضع الداخلي في ضوء فشل المبادرات الاقليمية لاقناع غزالي بالتنازل عن جانب من سلطاته المحلية لصالح الرؤساء المحليين للجزر القمرية الثلاث.

واضاف البيان: «ان عملية المداهمات المفاجئة التي قام بها الجيش الاتحادي تمثل انتهاكا صريحا للدستور الوطني وتعتبر بمثابة انقلاب على حكومة محلية، وصلت الى السلطة عبر صناديق الانتخابات وليس بوساطة الجيش» في اشارة الى الانقلاب العسكري الذي قام به غزالي خلال شهر أبريل (نيسان) عام 1999 للاستيلاء على السلطة.

لكن مصادر مقربة من غزالي نقلت لـ«الشرق الأوسط» امس عنه قوله: «ان تدخل قوات الجيش كان ضروريا لحماية الأمن القومي للبلاد، ومنع أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار». واضاف: «ان المخابرات المحلية بدأت في اجراء تحقيقات أمنية سريعة للوقوف على حقيقة المعلومات التي حصلت عليها بشأن استعداد بعض الدوائر المحلية في جزيرة القمر الكبرى للقيام بانقلاب عسكري جديد للاطاحة بالشرعية الاتحادية».

ومن المنتظر ان يطلع محمد الصيف أمين وزير خارجية جزر القمر الذي سيصل الى القاهرة اليوم عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية وعدداً من وزراء الخارجية العرب على آخر تطورات الوضع الراهن في بلاده على هامش مشاركته في الاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده مجلس الجامعة العربية غداً على مستوى وزراء الخارجية العرب.

ودعا محمد علي ديا سفير جزر القمر في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، الدول العربية امس الى زيادة الاهتمام بالوضع الداخلي في جزر القمر، واعطاء الجامعة العربية صلاحيات اوسع للتدخل في محاولة اصلاح ذات البين بين الفرقاء القمريين وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.